الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السياراتالرياضيةكتاب واقلام الجزيرة
Tuesday 14th October,2003 العدد : 55

الثلاثاء 18 ,شعبان 1424

الافتتاحية
نكون.. أو لا نكون!!
هذا الذي نراه..
ونعيش أحداثه صباح مساء..
منذ أن بدأنا نتعرَّف على الأشياء..
وإلى اليوم..
بكل آلامه...
وبما يسببه لنا من إيذاء وقهر..
ومن تهميش لآدميتنا وإنسانيتنا..
* * *
هذه الضربات الموجعة..
والقتل بدم بارد..
وهدم مساكن الرجال والنساء والأطفال على رؤوسهم..
ومنع الماء والطعام عنهم..
باستخدام أشد الأسلحة فتكاً..
وأكثرها إيذاءً..
دون وازع من ضمير..
أو خوفٍ من أن يمسوا بسوء..
* * *
في مثل هذا الجو الخانق..
المتسم بالظلم والقهر..
القائم على العدوان..
يعيش إخواننا في فلسطين..
حيث تمارس إسرائيل معهم كل أساليب البطش..
قتلاً وتعذيباً وحرماناً من أبسط حقوقهم..
* * *
وبعد يومين سوف ينعقد مؤتمر القمة الإسلامي..
وعلى إيقاع الدعم الأمريكي لعدوان إسرائيل..
ستكون القضية الفلسطينية محور المناقشات..
وستكون القدس حاضرة كما هي العادة..
مثلما كانت وستكون في كل المؤتمرات العربية والإسلامية..
فما الذي سوف يصدر عنها من قرارات وسط هذا الترقب؟
وهل سيكتفي المؤتمر بعبارات الشجب والإدانة والتنديد ثم يتوقف الأمر عند ذلك؟..
* * *
أخشى أن أقول: إن هذا المؤتمر بقراراته المنتظرة هو امتداد لما سبقه من قرارات في مؤتمرات سابقة..
غير أني لا أريد أن أسبق الأحداث وأخمِّن بشيء قد يأتي من الزعماء ما هو أفضل منه بكثير..
فالأجواء التي ينعقد فيها هذا المؤتمر مختلفة..
وأحداث الحادي عشر من سبتمبر لها حضورها الكبير في هذا المؤتمر..
واحتلال العراق نقطة في بحر من الغموض بالنسبة لمستقبل الدول الإسلامية..
وغطرسة إسرائيل وسط صمت العالم ودعم أمريكا تعدى الحدود..
وبالتالي فما ننتظره من قرارات عن هذا المؤتمر يجب أن يكون في مستوى التحدي...
لأن العالم الإسلامي الآن أمام خيارين: نكون أو لا نكون..!


خالد المالك

صمد350 عاماً أمام الزلازل والتعديات
بيت السحيمي: سمات الخصوصية رغم غبار الزمن!

* القاهرة طه محمد
تتميز العمارة العربية بالقاهرة فيما قبل القرن التاسع عشر بمجموعة كبيرة من الصفات العبقرية التي توصل إليها الفنانون والحرفيون التقليديون، والتي كانت نتاج خبرات طويلة في التصميم والممارسة العملية توارثتها أجيال بعد أخرى.
ومن أهم نماذج عمارة القاهرة القديمة المنازل الخاصة التي بقى القليل منها حتى اليوم يقاوم الزمن ليحكي قصة نمط هام للعمارة التقليدية.. من هذه الدوربيت السحيمي الذي بني في العام 1648 ثم أضيفت إليه عدة إضافات كانت أهمها في العام 1796.
بيت السحيمي له خصوصية أثرية هامة، فهذا الصرح الضخم محصلة لعدة مراحل تاريخية ومعمارية مما يتطلب التدقيق في كشف العلاقات بينها وتفاعلاتها على المستويات المختلفة.
وبالإضافة لقيمته الأثرية فإنه يمثل نموذجا متكاملا لبيوت وقصور القرنين السابع عشر والثامن عشر، ويقف شاهدا على تاريخ اجتماعي وثقافي لشعب عريق.
فبيت السحيمي نموذج لمساكن القاهرة التقليدية تتمثل في سمات عمارة الدور التقليدية، ومن هذه السمات تصميم البيت بما يكفل له خصوصيته، وهى خصوصية تلاشت مع الزمن بهجر المصريين للكثير من الأنماط التقليدية المتوارثة في العمارة، فكانت العمارة من بين ما تأثر وتحول.
موقع الدار
يقع بيت السحيمي في قلب منطقة الجمالية بالقرب من باب الفتوح وباب النصر وسور القاهرة الفاطمي بحارة الدرب الأصفر المتفرعة من شارع المعز بحي الجمالية اقدم أحياء القاهرة.
ورغم أن عمر البيت لا يتجاوز 350 عاما إلا أن موقعه كان عامرا بالمباني منذ بناء القاهرة في العصر الفاطمي، وقد وجد من خلال حفريات قام بها مشروع الترميم في أفنية المنزل، أن البناء الحالي يقوم فوق أنقاض وبقايا منازل أقدم منه، وقد ترجع إلى العصر الفاطمي، حيث كان المكان موقعا للمنحر «المذبح»، أو قد ترجع إلى العصور التالية .
ومن المراجع التاريخية يتضح انه بعد هدم المنحر تم بناء عدة مبان مملوكية في هذه المنطقة من بينها خانقاه ورباط، أما في الوقت الحالي فالبيت يقع في قلب منطقة الجذب السياحي، حيث يجاوره كثير من المباني الأثرية التي ترجع إلى العصور الإسلامية المختلفة، وبالقرب منه سوق خان الخليلي الشهير.
يذكر الباحث الأثري أيمن عبدالمنعم، المشرف على مشروع ترميم القاهرة التاريخية، أن بيت السحيمي شيد على عدة مراحل إلى أن وصل البناء إلى الوضع الحالي، ويتضح ذلك من الكتابات الموجودة في مناطق مختلفة من البيت. وأيضا من المراجع التاريخية والدلائل الموجودة في المبنى نفسه.
ويعد الجزء الجنوبي الشرقي في البيت اقدم أجزاء البيت إذ شيده الشيخ عبدالوهاب الطبلاوي في العام 1648، فيما كان الجزء الثاني في العام 1699وأنشأه الحاج إسماعيل شلبي، ويتضمن القاعدة الرئيسية بالدور الأرضي كما كانت إضافات تمت في العام 1730م، أما المناطق الأخرى في البيت فهي غيرمحددة التاريخ.
ومن ملامح الخصوصية في هذا البيت والتي كانت تناسب سيدات الدار أو من يحضرن لزيارة أهله، الأجنحة المستقلة ذات الشرفات والقاعات المزينة بالزخارف والمشربيات التي كانت لا تكشف من يجلس في الدار، أسوة بالطابع المعماري المحافظ في البيوت المصرية القديمة.
تقسيمات وملاحق
وفي المقابل كان يتميز البيت ولا يزال بما يسمى ب«التختبوش» وهو جزء مغطى ملحق بالفناء لجلوس الرجال صيفا، و«المقعد» شرفه تطل على الفناء تستقبل الرياح البحرية، «ملقف الهواء» سقف مائل مرتفع موجه ليستقبل الرياح البحرية ويدفع بها إلى الحجرات الجنوبية لتلطيف الحرارة.
ويتسم البيت بفنون النجارة التقليدية التي تتمثل في المشربيات والأسقف والأبواب والدواليب ذات التعشيقات، وفنون الرخام المزخرف، وفن النحت في الحجر، والفناء الخلفي ذو الساقية والطاحون.
كان آخر من سكن البيت وجدده أسرة الشيخ محمد أمين السحيمي شيخ رواق الأتراك بالأزهر، والذي توفي في 1928 وفي 1931 اشترت الحكومة المصرية بيت السحيمي من ورثته بمبلغ 6 آلاف جنية مصري، واعتمدت ألف جنيه لترميمه، ويومها قامت لجنة الآثار العربية بترميم أجزاء كبيرة من البيت وإضافته إلى قائمة الآثار الهامة تحت رقم 339، وفي العام التالي اصبح بيت السحيمي متحفا يستقبل الزائرين.
وظل البيت منذ تلك الفترة على حاله إلى أن تعرضت مصر إلى زلزال 12 أكتوبر 1992، فتأثر المبنى ضمن آثار إسلامية أخرى بالقاهرة التاريخية وصلت إلى 115أثرا تعرضت إلى خطر الانهيار.
وفي كتابه حول بيت السحيمي يذكر الدكتور اسعد نديم المشرف على ترميم المبنى انه زاره في 19 مارس 1990 برفقة الأستاذ عبد اللطيف الحمد مدير ورئيس مجلس إدارة الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي.
وأدرك أثناء الزيارة أهمية البيت وقيمته الأثرية والجمالية، وانه إنجاز تفخر به مصر.
وقد لاحظ نديم والحمد وقتها احتياج البيت إلى الترميم ووعد بدراسة الأمر وبحث إمكانية ترميم البيت عبر الصندوق، إلا أن الموضوع تأجل بسبب حرب الكويت إلى أن كان زلزال القاهرة في 1992، وبعده وضعت وزارة الثقافة المصرية خطة للصيانة والترميم، ولكن كثرة الآثار التي أصابها الزلزال والحالة التي كان عليها بيت السحيمي كانت أكبر من أن تستطيع الوزارة وحدها التصدي لها، وتمت مخاطبة الصندوق العربي بهذا الشأن وعلى الفور صدر قرار إدارة الصندوق في أول ديسمبر 1992 بترميم الدار بمنحه قدرها 3 ملايين دولار لإنقاذ هذا الأثر النفيس، ومن بعد تشكلت لجنة أثرية للإشراف على ترميم البيت استغرقت عدة سنوات إلى أن انتهت منه في أوائل القرن الحادي والعشرين.
مراحل الترميم
ويقول اسعد نديم إن البيت احتاج إلى ترميم علمي متكامل لإعادة رونقه الأصلي وجعله متحفا للأجيال المتعاقبة، وكانت قاعدة الترميم المحافظة على العناصر الأثرية وعدم المساس بها أو استبدالها إلا في حالات الضرورة القصوى.
وفي مثل هذه الحالات الاستثنائية كانت تستخدم الخامات الأصلية أو اقرب ما يكون إليها مع إجراء الاختبارات اللازمة على الخامات للتأكد من عدم تعريض الأثر لأي احتمال تدهور مستقبلاً.
وسبقت عمليات الترميم دراسات توثيقية دقيقة لكل عناصر المبنى، بحيث يتسنى الرجوع إلى كل التفاصيل وخلق وثائق كاملة للمبنى وتسجيل جميع الخطوات التنفيذية وتوثيقها، فمع إحياء البيت من الناحية المعمارية كان يتم بعث تقاليد الدار القديمة وترسيخ منهجية للترميم.
مساحة الدار
حرصت إدارة مشروع الترميم على أن تتسع عمليات الصيانة إلى جميع أجزاء البيت الذي تبلغ مساحته 200 متر مربع، الأمر الذي جعله يحتوي على كل عناصر البيت القاهري في القرنين السابع عشر والثامن عشر، كما انه يحتوي على حوش داخلي رئيسي تطل عليه قاعات وغرف يصل عددها إلى 115 غرفة موزعة على خمسة مستويات.
كما يحتوي البيت على نماذج للأسقف الخشبية المزخرفة وأرضيات القاعات المزينة بالرخام، وتشهد الأبواب والدواليب بروعة فنون الخشب المعشق فيما تكتمل عناصر البيت المعمارية للدار القاهرية بوجود الساقية والطاحونة، وكان لإنشاء البيت داخل أسوار القاهرة الفاطمية سبب في تشييد الحوائط الحاملة والأسس المبنية بنفس المواد التي بنيت بها الحوائط، وهي كانت من أنقاض مبان قديمة، وأثبتت عملية فحص الأساس أن منسوب التأسيس يختلف من موقع لآخر، ويترواح بين 5 ،0 متر و7 ،3 أمتار من سطح الأرض.

..... الرجوع .....

تربية عالمية
الفن السابع
الفن العربي
عالم الاسرة
المنزل الانيق
رياضة عالمية
عواصم ودول
نادي العلوم
المستكشف
الصحة والتغذية
مسلمو العالم
أنت وطفلك
الملف السياسي
فضائيات
أطفال التوحد
حوار
السوق المفتوح
استراحة
أقتصاد
الواحة
كوارث عالمية
منتدى الهاتف
بانوراما
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved