الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Tuesday 18th April,2006 العدد : 169

الثلاثاء 20 ,ربيع الاول 1427

سوق الأسهم.. وهيئة سوق المال
لا يمكن لي أن أفهم أو أتفهم لماذا كل هذه التقلبات في أسعار سوق الأسهم..
أو أن أتعرف على مبرر واحد أو سبب وحيد لما يجري لها..
نزولاً كان أو صعوداً في مؤشرها؟!!.
***
إذ يصيبني الدوار حين أفكر بأن أقوم ولو بمحاولة لفك الغموض الذي يلف هذا الوضع الغريب في سوق الأسهم السعودية..
وأقف فعلاً أمام ما أراه ويراه غيري حائراً وعاجزاً عن التوصل إلى تفسير له يجيب عن تساؤلات المواطنين.
***
فأسعار البترول تتصاعد وبمعدلات عالية لم تكن ضمن التقديرات أو التوقعات التي كانت تتحدث عنها المراكز والجهات المختصة..
ونتائج الربع الأول لجميع الشركات والبنوك سجلت أرقاماً قياسية بالزيادة وبنسب لم تكن هي الأخرى ضمن حسابات من له اهتمام بتتبع أو انتظار أدائها للشهور الثلاثة الماضية.
***
والقرارات التصحيحية التي قادها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لضبط إيقاع السوق وبينها تجزئة السهم وإعادة نسبة التذبذب إلى ما كانت عليه والسماح لغير السعوديين بدخول السوق حدّت من الهبوط الحاد، وبدأ المؤشر لأيام معدودة يحقق ارتفاعات معقولة متأثراً بهذه القرارات ومستجيباً لها، بانتظار نتائج الربع الأول للشركات ليكون أداء السوق بشكل أفضل حسب التوقعات.
***
فما الذي حصل حتى تهوي الأسعار بهذه السرعة وبهذه المعدلات الكبيرة؟..
ولماذا يستبدل اللون الأخضر باللون الأحمر، وأمامنا كل هذه المعطيات الإيجابية التي يفترض أن تساعد السوق على تماسكه، وتدفعه إلى الارتفاعات بالنسب المعقولة؟..
وهل من توضيح لدى هيئة سوق المال يجيب على هذه الأسئلة ومثلها كثير..
أم أنها ستتعامل مع ما يجري ببرود وعدم مبالاة مثلما فعلت وتعاملت مع الوضع السابق؟!.
***
لا نريد أن نتباكى على ما آل إليه سوقنا المالي.. أو يعتقد من يعتقد بأنه ليس في الإمكان أكثر مما كان..
فقرارات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله تدخلت في الوقت المناسب وأوقفت الانهيار أو الزلزال في سوق الأسهم..
وبقي دور هيئة سوق المال، إذ هي المعنية بمتابعة حركة السوق، وتتبع الأخطاء، ومعرفة الأسباب والوصول إلى حقيقة الوضع.
***
وما هو ضروري أن تفعله الهيئة الآن وقبل فوات الأوان..
هو أن تزيد من الجهد المبذول في محاصرة اللاعبين والعابثين إن وجدوا ومحاسبتهم..
ومن مسؤوليتها أن تطبق النظام على الجميع..
وهي لا تستطيع أن تفعل ذلك، إلا إذا كانت إمكاناتها البشرية والفنية قادرة على الوصول إليهم، ولا أعتقد أنها بجهازها الحالي محدود الإمكانات والخبرات بإمكانها أن تنجح في أداء دور كبير ومهم كهذا.
***
إني لا أشك في إخلاص من يعمل في هيئة سوق المال، بل إني على يقين من جديتهم في العمل..
وليس في تفكيري أن أشير إلى أي منهم بأنه مقصر في عمله، أو أنه يواجه مشكلة وليس لديه ما يمكن أن يفعله لمواجهتها بالحلول المناسبة..
ولكني أعتقد أن الهيئة تحتاج إلى مزيد من القدرات المتخصصة والمجربة، ممن لديهم خبرات تؤهلهم لمراقبة السوق وضبط أي تلاعب فيه.
وهو - ربما - ما تحتاجه الهيئة، دون تشكيك بالقائمين عليها، وينبغي أن تسعى إلى ذلك، وأن يكون هذا هو همها الأول والأخير.
***
ولا يعقل أن نبحث عن مبررات لهذا الذي حدث ويحدث في سوق الأسهم من باب الدفاع غير المشروع عن الهيئة، وهناك من وضع من المواطنين وغير المواطنين كل ما يملكه من مال في سوق الأسهم، ليفاجأ بعد أيام أو شهور أن رصيد عمره من المال قد غرق في بحر هذا السوق الغامض.
***
ولا يمكن أن يلام من يكتب عن سوق يترنح، طالما أنه لم يسمع كلمة من مسؤول في الهيئة تكون مقنعة أو مطمئنة أو منسجمة مع الواقع..
إذ إن كل ما يصرح به المتحدث عن السوق - مع احترامي وتقديري له - في وادٍ وأداء السوق والمؤشر الذي يتراجع في واد آخر.
***
ولي ولغيري أن نتساءل: ماذا بقي من قرارات لتحريك السوق وتوجيهه نحو الوجهة السليمة بعد أن أمر الملك بدخول غير السعوديين وبتجزئة الأسهم وبتعديل سقف الذبذبة، وهي قرارات حكيمة ومهمة، ولم يعد هناك ما يمكن أن يكون أهم منها لعلاج الوضع، وأن ما هو مطلوب الآن هو أن نسمع من الهيئة عن جهودها وعملها وقراءتها للمستقبل عن سوق يلفه الغموض.
***
أعرف أن هذا الكلام لا يرضي أخي جماز السحيمي، ولا بقية القيادات التي تساعده في الهيئة، لكني أؤكد لهم أن ما أكتبه ينطلق من حب وتقدير لهم، لكنه ينطلق أيضاً من حب وتعاطف كبير مع من خسر ماله في غمضة عين دون أن يعرف لماذا وكيف ومن المسؤول فيما حدث.


خالد المالك

الخبيرة التربوية الدكتورة لطيفة الكندري لـ (مجلة الجزيرة ):
الإسلام حدد أصول تربية الطفل بدقة متناهية

* حوار - باسمة محمد حامد:-
تعتبر الدكتورة لطيفة الكندري، عضو هيئة تدريس في كلية التربية الأساسية ومستشارة مركز الطفولة والأمومة في دولة الكويت، أن التربية عملية شاقة ومتعبة.. لكنها تؤكد في الوقت نفسه ومن خلال تجربتها التربوية الطويلة في التدريس والتأليف أن الشباب العربي له طاقات جبارة وقدرات كامنة بحاجة إلى تشجيع مستمر لبناء مجتمع متفتح يواجه الغزو الثقافي.. ويستفيد من عصر العولمة و الانترنيت..
التقينا الدكتورة الكندري وحاورناها في شؤون تربوية هامة وفيما يلي نص الحوار:
* نسألك أولا عن دور المربي المسلم في تنمية وتعزيز الوازع الديني لدى الطفل في واقعنا الحالي؟
- يلعب المربي دوراً جوهريا في غرس وتكريس المبادئ الإسلامية وتنمية الوازع الديني لدى الأطفال، ويكون هذا الأمر من خلال خطوات عملية ووسائل تطبيقية لا حصر لها. وأذكر بعضا منها:
1- التركيز على حفظ طائفة الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وتقريب معانيها للطفل واغتنام فرص تطبيقها والتذكير بثواب الله سبحانه مثل تحبيب الطفل بالفرائض والنوافل والصيام والصدقة وعيادة المريض وصلة الأرحام وإفشاء السلام.
2- ربط الإيمان بعظمة خلق الله سبحانه والتدبر في حياة النحل والنمل والطيور والنباتات وبيان سعة قدرة الله في خلقه ولفت نظر الطفل إلى بحار رحمة الله الواحد القهار، تلعب الصور والأصوات والأفلام دورا كبيرا في توضيح تلك القيم العظيمة.
3- ترسيخ مفهوم أن الدين الإسلامي أساس السعادة والطمأنينة في الدنيا والآخرة وأن الفوز الحقيقي لا يكون إلا من خلال خشية الله سبحانه والعمل الصالح وأن الدين سلوك ونقاء وحب وعطاء. والذي أراه أن مهارات الحياة بوابة واسعة ووسيلة جذابة لغرس القيم الدينية المشرقة فمكافأة الطفل الصادق سيجعله صدوقا والثناء على سلوك الطفل النظيف سيجعله حريصا على النظافة، وحماية البيئة سلوكيات يومية لا دروس تلقينية.
4- الترغيب بالعمل الصالح عبر رواية ومناقشة قصص الأنبياء والأتقياء والترهيب من عصيان أوامر الله سبحانه. إن السيرة النبوية غنية بمواقف تربوية مشرقة لا يستغني عنها المربي في عمله أبدا.
5- التأكيد على أن العاقبة الحسنة والمآل الكريم من نصيب الذي يتحرى رضا الله تعالى.
قال تعالى {قالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} (الأعراف: 128). وقال سبحانه أيضا {تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الأَرْضِ وَلا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} (القصص: 83).
هذه القيم الكبرى المبثوثة في كتاب الله سبحانه تحتاج مقاصدها إلى تبسيط وتقريب كي تكون ملائمة إلى عقل وروح الطفل منذ نعومة أظفاره وسيتقبلها ويعقلها ويعيش في رحابها. 6. تقديم القدوة الصالحة من حيث الالتزام بالوقت وحسن الإنصات، والاقتصاد في الكلام، واحترام الرأي المخالف والإحسان في العمل.
7- تعزيز السلوكيات الايجابية، وحث الأبناء على استغلال أوقات فراغ بالأعمال المفيدة.
8- تشجيع إشراك البنين والبنات في البرامج الرياضية والثقافية والدينية الهادفة التي تؤدي إلى ترسيخ الوازع الديني.
9- تنمية الشعور بالمسئولية لدى الأبناء ويتحقق ذلك بتسليم الطفل بعض المهام التي يستطيع القيام بها بشرط أن تكون لديه ميول ايجابية تجاهها.
10- إيجاد التواصل الفعال بين البيت والمدرسة لتحمل المسؤولية المشتركة بين الطرفين في تنمية الجوانب الروحية لدى الطفل.
11- تبصير الطفل بأسماء الله الحسنى واستغلال الأحداث الجارية في غرس معانيها التي تفيض بالبشر والسرور فالله هو الحافظ وهو المعطي وهو الشافي والرزاق والغفار والرحمن.
12- لأَناشِيدُ الدينِيَّة وسيلة مؤثرة لتنمية الوازع الديني.
بين العرب والغرب
* من خلال دراستك في جامعة بنسلفانيا الأمريكية.. ما هي أبرز الفوارق التي لمستها بين المعلم الغربي والمعلم العربي؟
- إنني أشعر بالسعادة في التدريس في مؤسساتنا التعليمية رغم التحديات المتوقعة والحق أقول إن أجمل ساعات عمري أن أكون مع الأمومة في بيتي ومعلمة في الكليات التربوية التي مازلت أدرس بها. تعرفت في مؤسساتنا إلى طاقات مبدعة، وعقول مفكرة وشخصيات يفخر بها الوطن ووجدت منها كل تشجيع وتوجيه.
والحقيقة المرة أن الواقع يعاني من نقص شديد في الإمكانيات التعليمية بل وحتى إذا توفرت بعض التكنولوجيا الحديثة، فإن توظيف التقنية الحديثة في فصولنا الدراسية مازال في مراحله الأولى. تختلف أساليب التعلم بين بيئة وأخرى ومن الأمور التي أعجبتني في بلاد الغرب وجذبتني نحو استخدام التكنولوجيا الحديثة أن المعلم يستثمر التقنية الحديثة في التدريس ويستخدم الحوار والإلقاء وأسلوب حل المشكلات والمشاريع التعليمية وعدم التمحور حول الأوراق فالمنهج متحرك والمهم الوصول للغايات.
بعض طلابنا وطالباتنا أقبلوا على كليات التربية والتحقوا بها لرغبتهم بالعطلات الكثيرة والإجازة الصيفية المريحة وهناك فئة من الطالبات اخترن أن يكن معلمات لأن الحريات الممنوحة لهن لا تسمح لهن بالعمل في ميادين لا تتفق مع العادات الاجتماعية أو ما يعتقدونه. هذا الوضع العربي الشائك يقلل من حماس الطالبات على الإبداع والاستمتاع في الدراسة في الكليات التربوية وحتى في وظيفتها كمعلمة في المستقبل وهو من أسباب تدني المستوى التعليمي الذي يعاني من كثرة الإجازات المرضية والعرضية التي تكثر في مدارسنا وكلياتنا التربوية.
إن المعلمة الغربية بحكم ثقافتها الحرة لم تجبر على اختيار وظيفتها والبدائل لديها كثيرة أما في بعض البلاد العربية والإسلامية فقد تجبر الفتاة على اختيار تخصص معين أو وظيفة نمطية محددة. إن الذي يقبل على وظيفة التعليم بمحض اختياره يستطيع أن يبدع في مجاله. كنت في الغرب أساهم في التدريس ومساعدة الأساتذة مع أنني كنت طالبة وهو الأمر الذي أود أن أراه في بلداننا فإن المشاركة في إلقاء الدروس أو إعداد طرف منها يكسب المتعلم ثقة بنفسه ويدفعه نحو المزيد من النمو.
لا يستطيع المعلم لوحده أن يكون مهيمنا على عملية التعليم بل لا بد له من إفساح المجال لطلابه وطالباته فالتعليم الحديث عملية مشتركة محورها المتعلم. المعلم الغربي في الغالب لا يعتمد كليا على المنهج المقرر بل يجدد في طرحه ويوسع في منهجه ووسائله ويربط الطالب بالمكتبة والبحث والمناقشة الجماعية. كما يلتزم المرشد الأكاديمي (Academic adviser) الغربي بساعاته المكتبية ويتواجد في مكتبه ويقدر طلابه ويعتذر منهم في حال غيابه وقلما تحدث الزيارات الخاصة في حين أن جامعاتنا قد تكتظ بالأصدقاء والمعارف والأقارب مما يخل بدور المعلم الذي ينشغل عن طلابه فينصرف عنهم ويقبل على ضيوفه. إن التواصل الاجتماعي في عالمنا العربي رائع ولكن عندما يكون على حساب المصالح التعليمية فالأمر مختلف.
سياسة تعليمية
* هل تعتقدين أن - بلادنا العربية - تمتلك سياسة تعليمية واضحة.. وبرأيك.. كيف نستفيد من الحضارة الغربية في عملية إصلاح التعليم في بلادنا؟
- الإصلاح التربوي هو التغير الكلي أو الجزئي نحو الاتجاه الإيجابي. ولقد سبقت الدول الغربية الدول العربية في وضع الخطط والاستراتيجيات للإصلاح والتغيير التربوي وفق أهداف وغايات تربوية واضحة ويمكن قياسها وتقويمها إجمالا.
تهدف خطة الإصلاح التربوي إلى العديد من الأهداف منها: رفع كفاءة التدريس والتعليم في المؤسسات التعليمية, وتحسين أداء المعلم والمتعلم, كما تهدف إلى تحقيق فاعلية أداء المؤسسات التربوية في إطار العولمة والتكنولوجيا الحديثة. قد يقول البعض أن الغزو الثقافي بجميع طرقه ومستوياته هو العائق لأي إصلاح في الأقطار العربية. ولكن الحقيقة أن قابليتنا للغزو أو خواء واقعنا هو الداء الحقيقي من منظور مالك بن نبي الذي لم يأخذ فكره الفذ إلى الآن مكانته المرموقة عند المصلحين. ويمكننا أن نستفيد من الحضارة الغربية في عملية إصلاح التعليم في بلادنا بعدة طرق منها:
1- وضع الاستراتيجيات التربوية بدقة وبما يتناسب مع واقعنا وتطلعاتنا.
2- إعلاء شأن البحث العلمي وتطبيق نتائج البحوث وتخصيص ميزانيات مالية تشجع التنافس العلمي.
3- دراسة النظريات الحديثة من مثل نظرية هورد غاردنر في الذكاءات المتعددة والتجديد في تطبيقاتها.
4- الاهتمام بحقوق الإنسان في إطار الشريعة الإسلامية.
5- الاهتمام بالمكتبات متنوعة الأغراض في المؤسسات التعليمية.
6- الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة.
7- الاستفادة من المدارس الأجنبية المتميزة في البلدان العربية لاسيما الثنائية اللغة التي تحاول المواءمة بين الهوية المحلية والحداثة.
8- ومن الأمور المحسومة قطعا أن هويتنا العربية الإسلامية لا تقبل بحالة من الأحوال أي تدخل أجنبي لإصلاح الأنظمة التعليمية في أوطاننا مهما كانت المسوغات فأهل مكة أدرى بشعابها.
9- السماح للمؤسسات والمعاهد الخاصة والاستثمارية بالتنافس في رفع المستوى التعليمي والثقافي ثم انتقاء وتطوير التجارب الميدانية الناجحة.
10- العناية بالطفولة المبكرة وفهم نظرياتها الحديثة وتتبع اتجاهاتها المتنوعة وتطويرها.
11- إعطاء عملية التوجيه والإرشاد حقها في مرحلتي الثانوية والجامعية.
وسائط التربية
* المدرسة.. الأسرة.. الإعلام.. هي أهم وسائط التربية.. كيف نفعّل العلاقة بين هذه الوسائط لمصلحة الطالب؟
- الوسائط التربوية هي مؤسسات التطبيع الاجتماعي الهامة التي تقوم بتوصيل الثقافة وتساهم بتشكيل التوجهات للفرد أو المجتمع ولا يمكن أن تكون مخرجات التعليم جيدة إذ لم تكن هناك حالة انسجام وتناغم بين الوسائط التربوية كالإعلام والأسرة والمساجد والمدارس والمكتبات. إن الفجوة أو بالأصح الهوة السحيقة بين تلك المؤسسات تجعل المجتمع يعيش في كم هائل من التناقضات التي ستطحن المجتمع بضغوط من الانحرافات إذا لم يتم تدارك الأمر. ويمكن تفعيل العلاقة بين الوسائط المذكورة من خلال عدة أنشطة منها:
1- تحديد الأهداف والطموحات المستقبلية بين هذه المؤسسات.
2- فتح القنوات الحوارية بين الوسائط المذكور ليعرف كل منهم ماذا يريد من الآخر.
3- أن يقوم الإعلام ببث التجارب الناجحة في المدارس والأسر وصولا إلى رفع المستوى التربوي.
4- تشجيع شريحة الشباب للتعبير عن أرائهم ومشكلاتهم إعلاميا وتوفير الاستشارات اللازمة واكتشاف المواهب الكامنة.
5- حث أولياء الأمور على المشاركة في مجالس الآباء.
6- بناء العقلية العلمية القادرة على التعايش مع التمييز بين الحقيقة والخيال, والحق والباطل، والحلال والحرام، والخبر والإشاعة. لقد دخل الإعلام عصرا جديدا بكل ما تعنيه هذه الكلمة وقد أصبحت المراقبة الإعلامية شبه صعبة.
التربية الاسلامية
* كيف نستفيد من وسائل التربية الإسلامية في عملية التربية والتعليم.. و ما هي أهم القواعد الإسلامية في تربية الطفل؟
- إن التربية الإسلامية ثرية بوسائلها التربوية في تعليم الطفل وغيره لذا يجب الاستفادة منها بطرق شتى. فاستخدام القصة, والقدوة, واستغلال الأحداث الجارية, والرحلة, والحوار وغيرها من الوسائل التي تخدم الوالدين في غرس القيم في نفوس الأبناء والبنات. اعتنى الإسلام بتحديد أصول تربية الطفل بدقة متناهية فوردت النصوص الشرعية المبينة للحياة الهانئة وهي توجيهات كثيرة جداً وإليك بعضا منها:
وردت آيات كثيرة في سورة لقمان لتعميق تربية الطفل من خلال الرجل الحكيم الذي يقدم لابنه نصيحة عصماء بهرت العلماء... تحدِّد الآيات الكريمات في سورة لقمان أنفع طُرق الحياة القويمة وتوجز للمعلم أعمق جوانب تربية الأطفال وخاصة الجانب العقدي والخُلُقي وما يتصل بالعلاقات الاجتماعية والآداب الأخلاقية بين أفراد المجتمع والتي يجب أن تقوم حقيقة على معطيات الدين. تتمحور السورة الكريمة حول عدة أمور تعليمية منها:
1- ضرورة تأديب الصغار بالوصية المليئة بالحب والشفقة.
2- التوحيد رأس أمر التربية، وعمود الحياة، ومسلك الصالحين، ومِسك المخلصين.
3- على الإنسان أن يتحمل المسئولية الفردية نحو تصرفاته وفي تلك الآيات تقرير للمسئولية الجماعية تجاه المحيطين به.
4- الشكر طريق السعادة.
5- الترغيب والترهيب أساس الوعظ الرشيد، والنُّصح السديد، والقول المفيد. هذه الوسيلة من أهم وسائل التربية قديماً وحديثاً.
واستناداً إلى الأصول التربوية في الإسلام، نجدها تُشكل في مجموعها ضوابط وقواعد ترسم لكل من الفرد والمجتمع النظم الاجتماعية على ضوء أسس نفسية. ومن المجدي أن نذكر أن النظم الاجتماعية تضبط سلوكيات الناس الفردية والجماعية في كثير من الأحيان وتعمل على تحويل الفرد إلى كائن اجتماعي يشترك مع أسرته وأعضاء المجتمع في الكثير من العلائق التي تعمل على استمرار وتماسك المجتمع وتوجيه أنشطته المتعددة من خلال مظلَّة النظم الاجتماعية.
معظم الأصول الخاصة بالنظم الاجتماعية يتعلمها الطفل من الصغر لأن اغتنام سنين العمر الذهبية عند الصغير بالتربية الجادة من أقوى وأرسخ أنواع التربية. نجد الإسلام -كمثال- يحث الطفل على تعلم أصول آداب تناول الطعام. وفي الحديث الشريف دلالة تربوية واضحة على أهمية غرس مفاهيم العقيدة في نفوس الأطفال وأنهم في حاجة ماسة لها وأن عندهم القدرة على فهم المفاهيم الدينية التجريدية الخاصة بالإيمان بالقضاء والقدر؛ خيره وشره. ولا يمكن تحقيق الصحة النفسية إلا من خلال التوكل الدائم على الله جل ثناؤه، والتوكل بدوره يستلزم الاستسلام الكامل الصادق لله رب العالمين. لقد ركز الإسلام بتعاليمه العظيمة على أهمية القدوة كوسيلة من وسائل التربية واعتبر تعليم القرآن الكريم من شعائر الدين وأصل تعليم الصغار. العلم من أجل العمل النافع هو الركن الركين في تربية أبناء المسلمين أو كما قال أبو حامد الغزالي: أيها الولد العلم بلا عمل جنون، والعمل بغير علم لا يكون.
ومن القواعد التربوية في تربية الطفل تعليم وتدريب الطفل على فنون تدوين العلم والخبرات النافعة وأحاسيسه في كراسته (التعليقة) ويقصد بها مذكرة الطالب أو المعلم يُسجل فيها ما يتصل بموضوع العلم الذي يدرسه وفي الحديث قيدوا العلم بالكتاب..
ومن القواعد الهامة في تربية الطفل التركيز على المنهج العلمي والعقيدة السليمة فلا يصح أن ينام الطفل بأساليب الخداع كأن نخوفه باللصوص أو بحيوانات من وحي الخيال كما كان يفعل الناس قديما. تهدف التربية الإسلامية إلى إعلاء شأن العقل ومحاربة الخرافة والجهل ومناهضته. قال تعالى: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} (الإسراء36).
إن عدم تدريب الطفل على احترام عقله ونبذ الجهل والخرافة من أسباب تعاسة البشر حيث تنتشر المعتقدات الخاطئة من مثل الإيمان بالسحر والشعوذة.
جوهر المشكلة
* يختصر البعض مشكلة التعليم العربي بسبب ابتعاده عن واقع الحياة وانشغاله في عملية حشو المعلومات في أذهان الطلاب.. و البعض يؤكد أن قدرة أي نظام تربوي تكمن في استيعاب مفاهيم العولمة واتجاهاتها.. من خلال تجربتك الغنية في المسائل التربوية والتعليمية.. كيف تلخصين المشكلة؟
- مشكلة التعليم العربي في حياتنا الراهنة معقدة وفيما يلي إشارة لبعض أبعادها:
1- غياب الأهداف الإجرائية والقياسات التقويمية.
2- نقص في المراكز البحثية الوطنية المستقلة لرصد الواقع التربوي والتعليمي إذ إن الواقع يشير إلى أن هذه المراكز موجودة في الواقع ولكنها تابعة لوزارة التربية وهي أحوج ما تكون إلى الاستقلالية.
3- التركيز على حفظ المعلومات لا على غرس المهارات, والإيمان أن الذكاء هبة الله تعالى لجميع العباد من الجنسين فلكل نصيب وتتعدد هذه الذكاءات بتعدد الأشخاص ودور المدرسة اكتشاف هذه الطاقات.
4- عدم الارتقاء بالبرامج المعدة لاختيار وإعداد المعلمين في الكليات والجامعات.
5- وجود الصراعات السياسية والمصالح التجارية والمنافع العشائرية والنزاعات الدينية والمحسوبية في الكليات والجامعات لاسيما المؤسسات التعليمية.
6- ضعف الثقة بهيبة ومكانة المعلم بمعنى إيجاد ثقافة رفيعة تبجل المعلم مجتمعيا.
7- شح ميزانية التعليم وقلة الوسائل التقنية الحديثة.
8- عدم إبراز الشخصيات المبدعة وصقل مواهبها منهجيا.
9- التقليل من شأن الفنون الجميلة وتحويلها من مواد للترفيه إلى وسائل للتأثير.
10- عجز الفكر التربوي العربي المعاصر عن اشتقاق نظريات صالحة من تراثنا الأصيل.
11- الحرية والاختيار والعدالة واحترام الذات من القيم المغيبة عن عملية التربية والتعليم.
12- لم تأخذ المرأة وضعها السليم في واقعنا التربوي وتمزقت أو تأزمت هذه القضية بين تزمت كثير من الإسلاميين وتطرف جموع من الليبراليين.
عصر الانترنت
* كيف أصبحت عملية التربية والتعليم في عصر الأقمار الصناعية والانترنت والفضائيات.. وما هي أبرز التحديات التي تواجه العاملين في الساحة التعليمية.. أيضا وفي السياق ذاته - ماذا عن التعليم الالكتروني.. كيف نستغله لتطوير العملية التعليمية لدى المعلم والمتعلم..؟
- لقد أحدثت التكنولوجيا الحديثة ثورة كبيرة متنامية في عالم التربية والتعليم يصعب استشراف مداها ويستحيل التكهن بأبعادها. وإذا كان المتخصصون في أصول التربية يقولون قديما بأن التربية علم وفن وفكر وقيم فإن التعليم اليوم مرتبط بالتكنولوجيا كذلك وأصبحت لصيقة بالتعليم. لم تعد التكنولوجيا متممة للنظام التعليمي بل من أركانها الأساسية. يستفيد المتعلم والمعلم من التكنولوجيا في حياته العلمية والعملية ومن خلال تجربتي في التأليف فقد انتهيت مؤخرا من مراجعة وتحديث بحث تحت عنوان (واقع الطفل في دولة الكويت) وكان ذلك من خلال الانترنت الذي وفر لنا أجواء المناقشة والتعاون والبحث واختصر لنا الوقت والجهد والتكاليف. هكذا أصبح الإثراء التربوي من خلال تزايد فرص الاتصال.
ومن التحديات التي تواجهنا في خضم عولمة الفضائيات والتكنولوجيا استخدام هذه الوسائل بشكل سلبي أو شراء هذه الأجهزة دون العلم بكيفية استخدامها بالشكل الأمثل ودون توفير الثقافة اللازمة لإحداث التغيير الصحيح. لا شك أن محاولات جلب التكنولوجيا إلى بلادنا ليست الوسيلة العلاجية لمشاكلنا بل لابد من توفير الثقافة التكنولوجية وتحديد مهام الأجهزة قبل أن نأتي بها أو نستوردها إلى بلادنا فلا نزيد الطينَ بَلَّةً.
إن إعداد المعلم القادر على توظيف هذه الأجهزة أولوية يجب أن تشغل الأذهان وأن توضع في عين الاعتبار. ومن دواعي السخرية أن بعض الموظفات يستخدمن الكمبيوترات الحديثة لتمضية الوقت بالألعاب المسلية وكان الأجدر إعداد مثل هذه الطاقات لأعمال أكثر جدية وجدوى دون التقليل من شأن الترفيه.

..... الرجوع .....

الطب البديل
الفن السابع
فن العربي
عالم الاسرة
المنزل الانيق
نادي العلوم
الملف السياسي
استراحة
اقتصاد
حياتنا الفطرية
منتدى الهاتف
مجتمعات
روابط اجتماعية
صحة وغذاء
شاشات عالمية
تميز بلا حدود
أنت وطفلك
تقارير
حوارات
سوق الانترنت
الحديقة الخلفية
دراسات
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved