Al Jazirah Magazine Tuesday  19/06/2007 G Issue 223
منتدى الهاتف
الثلاثاء 4 ,جمادى الثانية 1428   العدد  223
 

إيواء الخادمات الهاربات..ظاهرة تتفاقم

 

 

إعداد - صلاح عمر شنكل

في السنوات الأخيرة، تنامت ظاهرة هروب الخادمات، وهي ظاهرة رديفة لهروب العمالة، لكن الاختلاف أن وضع الخادمة يختلف، لأنها تحت كفالة مواطن يفترض أنه مسؤول عن أي شيء يحدث لها، كما أن طبيعة عملها داخل البيت، وليس هناك ما يبرر خروجها ناهيك عن هروبها، وهذه الظاهرة السلبية، رمت بظلالها على الأوضاع الأمنية، والاجتماعية في المملكة، وكثر الحديث عن ذلك، وأحيانا يكون الهروب من أجل السفر والعودة باسم آخر، لكفيل آخر، وربما لأجل الهروب داخل المملكة والعمل بصورة فردية، في أي عمل كان، بعيدا عن الكفيل الذي تكلف مبالغ مالية كثيرة نظير إحضارها من بلدها لأجل خدمة أسرته، وهناك اعتقاد لا يخلو من القوة، بأن الكثير من الخادمات يهربن، ليس طمعا في تحسين أوضاع مالية، بقدر ما هو تحسين أوضاع انسانية، وبين الاتجاهين، جاء طرحنا هذا الموضوع كمحور نقاش أمام اصدقاء المنتدى، الذين كانت غالبية، مداخلاتهم، أقرب للتجارب الشخصية منها للآراء المجردة، فجاءت المشاركات، جاهدة لبحث الحلول، لهذه المشكلة الاجتماعية الأمنية المقلقة.

تعامل حذر

( رزان المسعودي: ظلت ظاهرة ايواء الخادمات الهاربات تتفاقم يوما بعد يوم وهي ظاهرة سلبية يعلم الشعب السعودي خطورتها، من الناحية النظامية والامنية ويجب أخذ الحذر منهن والتعامل وفق ما يقتضيه الضمير والقانون والنظام ونسأل الله ان يكفينا شرهن واشكركم على اختيار هذا المحور المناسب.

دعوة المظلوم

( شذى عبدالعزيز النزوان: لقد لامستم الوتر الحساس باختياركم هذا العنوان المهم كمحور للنقاش، فهذه القضية باتت تنتشر بشكل مخيف حتى انها أصبحت سببا لعدم استقدامهن خوفا من ذلك والاسباب تتعدد ومنها ما يكون من ربة البيت التي قد تكون قاسية نوعا ما واحيانا تكون من العاملة لا تريد الشغل وإنما أتت مجبورة ومن هذا المنطلق أحب توجيه رسالة لكل من يساعد على هذا العمل المشين أن يراجع نفسه ولا ننسى أن لكل منا سلاحا قويا ألا وهو دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب.

قصص عجيبة

( عمر عبدالله السيار: أعتقد أن هروب الخادمات أسبابه كثيرة منها أن بعض الناس يعاملون الخادمة بطريقة غير إنسانية وطريقة ظالمة، أما السبب الثاني هناك أناس سيئون في البلد شكلوا مراكز لتهريب الخادمات واصبح لهم تنظيم ولو كان بسيطا وسهلوا عملية الهروب وهذا من انواع الحركات غير النظامية، ويمارسونها فقط لانها تدر عليهم اموالا طائلة ويستغلون الخادمات يغررون بهن ويستغلونهن في مسائل غير أخلاقية ويغامر البعض ويخاطر في سبيل انه يعود عليه بمرود مالي كبير والمشكلة الثانية ان بعض الناس يترك الخادمة حرمة تطلع وتخرج من البيت على بمزاجها، بعض الخادمات يكون لديهن فكرة قبل أن يصلن إلى المملكة انه البلد كلها مليئة بالأموال وتتفاجأ عندما تصل أنها لا تأخذ إلا راتبها فقط، وليس الأمر كما تخيلته أو كما رسمه البعض في مخيلتها، واعتقد من المفروض انه اذا اخذت ظاهرة هروب الخادمات شكلا إجراميا من هذا النوع المفروض أن يعتنى بالأمر قبل ان يستفحل لان الشغالات يجتمعون عند الأسر في بيوت العوائل والسيئة تخرب الطيبة وأحيانا نسمع بعض الاشياء عن أهلنا من الخادمات. ورأيي ان يؤخذ بالذي يدبر ويعلمهن وسائل الهروب والمخالفات وتؤخذ عليه قضية على أساس يرتدع وينشر الخبر. على الملأ ليكون عبرة لغيره.

عمالة شاذة

( راشد رشيد المزيني: حقيقة أتعجب من وضع أصبح مؤلما وهو رؤية خادمات بمفردهن في عربات الأجرة والعجيب أنهن يركبن في أوقات خلوة المنازل كالصباح مثلا ويجب على المرور إيقافهن والتأكد عبر الاتصال بالكفيل عن ذهابهن بمفردهن صباحا لأنني أرى هذا سببا لكثرة الهروب أيضا هناك طريقة العمل اليومي التي ظهرت هذه الأيام وفي احد الايام تتفأجا بعامل يطرق عليك الباب ويعرض عليك شغالة بالعمل اليومي. اقول ما اردنا ان نكون بخير وان يكون وطننا بخير يجب منع استقدام العمالة البنغالية التي أظهرت أنها تأتي بإفساد هذا البلد لا لخيره وازدهاره، وقد أثبتت الحملات الأمنية أن هذه العمالة هي صاحبة النصيب الأكبر في قضايا الإجرام والتزوير والنصب والسرقات وبيع وترويج أفلام الخلاعة وتصنيع الخمور وغير ذلك من أوجه الإفساد والإجرام.

تكاليف الاستقدام

( محمد بن علي الدوسري: تعرضت لتداعيات هذه الظاهرة السيئة فقد هربت شغالتي وراحت لمجموعة من بنات وبني جلدتها، وأصبحت هذه الإيواءت مثل المافيا وتنخر في اقتصاد الدولة ويضطر البعض أن يأخذها غصبا لظروف خاصة بالامتحانات أو أمراض ربات البيوت وهم مضطرون لذلك، وهذه المافيا ستستمر طالما نظام الشغالات في مكاتب الاستقدام كما هو موجود الآن بحيث انه إذا ذهبت الخادمة إلى كفيلها ثلاثة أشهر ويوم واحد تذهب للشرطة التي تسلمها شؤون الخادمات ويقولون لك سفرها على كيفها وأنا دافع عشرة آلاف ريال. والحلول أن يكتب في العقد انه اذا انتهت ثلاثة أشهر وأرادت العمل لدى شخص آخر فلتعمل لدى أي شخص آخر ولا تخرج حتى تستوفي تكاليف استقدامها، والحل الثاني أن تضمنها مكاتب الاستقدام الموجودة في بلدها، وبذلك نقضي على هذه الظاهرة، وبهذه الطريقة اذا تضافرت الجهود وأكيد هنالك حلول كثيرة تعد من ضمن الاشياء التي تقضي على هذه الظاهرة.

مآرب أخرى

( عمرو بن إبراهيم العمرو: حقيقة أن إيواء الشغالات الهاربات مشكلة كبيرة وخطر جسيم، لا يقتصر على الأسرة المتضررة وحدها ولكنه يمتد ليشمل المجتمع بأكمله فهي خطر على أمن الأسرة وخطر على أمن المجتمع وكيف لا وهن غير نظاميات وإيواؤهن مخالف للأنظمة والتعليمات والأدهى والأمر إننا نجد المسألة في ازدياد وفي نمو واطراد وهو عائد لامور كثيرة واسباب عديدة ترجع الى هؤلاء الخادمات وإلى الأسر المشغلة لهن والمؤسسات واول هذه الاسباب هو عدم اهتمام المؤسسات والاسر بهؤلاء الخادمات وعدم رعايتهن وتوفير المناخ الجيد لهن مما يجعلهن يلجأن الى هذا الهروب الخارج على النظام وربما يعملن في اشياء غير مناسبة وكذلك ان المؤسسات ربما لا تقوم بالتوعية ومكاتب الاستقدام لا تقوم بالتوعية المناسبة لهؤلاء الخادمات ولطبيعة عملهن كذلك ان بعض الاسر هداها الله ربما ينسون الجانب الانساني فنجدهم قد يخطون نحو اليسار بان يتخذن هذه العمالة وربما يجعلونهن يعملن اوقاتا طويلة دون مراعاة لراحتهن، كما انهم قد لا يتنبهون ولا يهتمون بهن بأن يجعلو الحبل على الغارب فنجد بعض الخادمات يملكن جوالات ويخرجن بدون حسيب، وبعض هؤلاء الشغالات ربما لا يهتمين بالعمل وتكون لهن اغراض ومآرب أخرى أو تقوم بأعمال أخرى غير مشروعة، وحقيقة في آخر هذه المشاركة أرى أن العلاج لا يتم الا بالتعاون الشامل ومراعاة الله سبحانه وتعالى قبل كل شيء في هؤلاء الشغالات والخدم ومحاولة عدم ظلمهن لأن الظلم ظلمات يوم القيامة، حقيقة ان نعطيهن اجورهن ورواتبهم كما جاء في الحديث الشريف عندما قال الرسول صلى الله عليه وسلم اعطو الأجير حقه قبل أن يجف عرقه. وإن شاء الله بالتعاون وبالتآزر يكون المجتمع لبنة واحدة وسنجد ان هذه المشكلة سوف تنحصر وتخرج من كونها ظاهرة ودمت يا وطني على طريق المحبة دائماً.

روح الانتقام

( نهى الصالح : لكل فعل رد فعل، ولا أعتقد أن هروب الخادمات نابع من فراغ، أو مجرد حب في الهروب حتى نلقي اللائمة على الخادمة، وكأنها وحدها المجرمة، وما نحن الا مجتمع ملائكي، القضية في واقع الأمر لها شقان، صحيح أن هناك خادمات يتعمدن الهروب والمخالفة وربما الاجرام وغير ذلك مما يخالف الأنظمة واللوائح في بلادنا الطيبة، لكن الصحيح أيضا أن هناك بعض الكفلاء ليس في قلوبهم مثقال ذرة من رحمة أو مخافة الخالق، فيضربون الخادمة كأنها ليست انسانا، ويأمرونها بالعمل ليل نهار، دون أن تأخذ قسطا من الراحة بحجة أن عملها هو الغسيل والمسح والتنظيف وغير ذلك من الأمور التي تنهكها وتجعل البعض منهن يقدمن على الانتحار، وهذا آخر شيء يقدمن عليه بعد فشل محاولات الهروب أو الانتقال لكفيل آخر أو انهاء العقد والاعودة لبلدها، وفي تقديري الهروب أقل وطأة من الانتحار، أو التسبب بأذ لأحد أفراد الأسرة بسبب قسوة الزوج أو الزوجة، وكثيرا ما يحدث ايذاء للأطفال الصغار كنتيجة انتقام لما تلاقيه من الآباء والأمهات، هذا كله عبارة عن ردود أفعال تجاه أفعال أخرى.

ومثلما أن الغالبية من أفراد مجتمعنا الاسلامي، هم انسانيون يخافون الله ولا يظلمون الخادمات ولا يعذبوهن، بل البعض يعطونهن أكثر من حقوقهن، فإن هناك أيضا خادمات، نزيهات وصادقات وحريصات على تربية الأبناء وعلى حقوق الأسرة التي يعملن معها ولديهن قدر من الوفاء، وحتى لا تختلط الأوراق، يجب عند عرض أي مشكلة أولا البحث في أسبابها، وليس القفز مباشرة الى نتائجها، لأن هذا الأخير لا يجلب الحلول - اما معرفة الأسباب فعلا يقود الى الحلول الجذرية، ولكم كل الشكر والتقدير على طرح هذا المحور الحيوي الفاعل.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة