الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Tuesday 20th July,2004 العدد : 90

الثلاثاء 3 ,جمادى الثانية 1425

الافتتاحية
خالد المالك
وفي عاداتنا
ما يحتاج إلى مراجعة !!
تتحول بعض ممارساتنا اليومية..
والكثير من سلوكياتنا المتكررة..
وشيء مما اعتدنا أن نقوم به من حين لآخر..
إلى عادة..
وإلى ما يشبه الضرورة بنظر بعضنا لتكتمل صورتنا كأمة مسلمة.
***
وأحياناً يأتي الخلط ..
في الفهم ..
وفي الممارسة..
بل وفي أسلوب التعاطي مع قضايانا وشؤون حياتنا..
بين ما هو عادة..
وبين ما هي تقاليد..
وبين ما هو متكئ على نص قرآني، أو حديث نبوي شريف ينبغي الالتزام به بحكم أنه من الثوابت الملزمة.
***
ومن المؤكَّد أنه ليس كل عادة ينبغي علينا ويستحب منا أن نحافظ عليها ضمن برامج حياتنا..
كما أنَّ بعض التقاليد هي الأخرى وإن اكتسبت صفة الاحترام قد لا تكون من الثوابت الملزمة لنا وإن كانت هذه قناعة بعضنا..
وبهذا فلا بد من المراجعة والتدقيق والتمحيص والقراءة لكل ما هو موضع ملاحظة في تقاليدنا وما اعتدنا عليه..
تدقيقاً وتمحيصاً يُفضي بنا في النهاية إلى أخذ الخيار الصحيح والانحياز إلى الموقف الأصح..
للوصول إلى نقاط من الفهم المشترك تجنب الأمة التفرق والتشرذم الذي يضعفها ويفوِّت عليها الكثير من النجاحات.
***
هناك فرق ولا شك بين الدين بكل تعاليمه المقدَّسة ومصادره غير القابلة للتشكيك أو التردد عند التطبيق..
وبين الموروث من العادات التي ربما صاحب بعضها أحياناً شيء من أمور قد تكون موضع ملاحظة موضوعية أو نقد له ما يبرره..
وفي هذه المرحلة..
بهذا الدافع الذي استجدت فيه أمور وأمور..
أرى أنه من الأهمية بمكان فك الارتباط بين الثوابت في العقيدة والقيم التي لا مجال للتخلي عنها، وبين ما يمارس على سبيل العادة بعد أن تحول مع مرور الزمن إلى شيء لا يجوز المساس به، أو انتقاده رغم ما يحمله من ضرر في بعض الأحيان.
***
إن المراجعة لسلوكياتنا مطلب مهم..
كما أن تقصِّي أبعاد ما يُثار على استحياء هنا أو هناك حول بعض أمورنا بات ضرورة واجبة..
وبخاصة حين تكون منطلقاتنا نظيفة ونزيهة وليس لها من هدف إلا الخير..
وعلينا وفق هذا التصور المتواضع أن نقبل بمبدأ المراجعة لكل ما لا يمس ثوابت الأمة..
وصولاً إلى ما يعزِّز قوتنا..
ويعالج القصور فينا..
فنحن مجتمع عربي مسلم متحضِّر أولى بمثل هذا التعامل، وأحق بمثل هذه المعاملة، وأجدر مَنْ يبادر بها ويلتزم بنتائجها.
حفلات الزواج فواتير تنهب الجيوب

لتوسيع قاعدة مشاركة القراء في إصدارهم «مجلة الجزيرة» وبهدف إتاحة الفرصة لطرح العديد من القضايا الوطنية، بشيء من الشفافية.. والموضوعية، وبمختلف وجهات النظر، أفردنا هذه المساحة من صفحات «منتدى الهاتف» تواصلاً لأهداف المجلة وخدماتها تجاه الوطن والمواطن.. وكنافذة جديدة للتواصل بينها وبين القراء، ومنبر يتم من خلاله مناقشة القضايا الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، التي تكون جديرة بالاهتمام والطرح.. وستكون كل المشاركات الجادة والموضوعية مكان الاهتمام والعناية، وستأخذ طريقها للنشر ما دامت تلتزم الأسس والأعراف وتدور في فلك الموضوع المطروح للمشاركة عبر «المنتدى» وذلك حرصاً منا على إيصال مشاركاتكم ووجهات نظركم للقراء وجهات الاختصاص بأيسر السبل.
كلما حاولنا رصد مسببات تأخر الزواج.. كانت الفاتورة قاسماً مشتركاً في الظاهرة المأساة!.
المسألة لم تعد (اجتهاداً) أو (احتمالاً قابلاً للنقض)..
فالأرقام التي يتم دفعها ثمناً لاكتمال الزيجة.. مفارقة تجعل كل عاقل يفكر جدياً في (العواقب) قبل الانجراف في أحلام (العوائد)!.
وكالورم القاتل..تتمدد أوردة الظاهرة وشرايينها لتغذي الداء..
ليس في جسم الشباب المقدمين على الزواج فحسب.. بل في جسد المجتمع بأكمله.
تصوروا كيف أن المباهاة والغلو والتقليد جرفت البعض لمد أرجلهم بعيداً عن الألحفة المتاحة..
تصوروا كيف حال هؤلاء وقد أثقلت الزوجة كاهل زوجها بتكلفة الجديد من الثياب التي ستظهر بها لمرة واحدة في مناسبة الزواج الميمون..
وتصوروا حالهم وقد لجؤوا إلى قصور الأفراح الفخمة رغم محدودية الحال، فدفعوا من أي جيب كان عشرات الآلاف التي كان يمكن اختزالها بشدة..
وتصوروا الإنفاق البذخي المنجرف على الولائم التي يكون مآلها في غالبية الأحيان إلى حاويات البلدية..
بل وتصوروا من قبل ما يتم اشتراطه على الخاطب صراحة أو على استحياء.. ليكون المهر ليس كمهر المثل، فمن مثل العروسة المطلوبة مقاماً ومكاناً و(سعراً)؟!
الظاهرة من قبيل المضحك المبكي..
لكن اجتراح قشرتها ضرورة لتعميق بخّ الدواء للخلايا المعطوبة..
فمن يدفع الثمن في النهاية هو المجتمع، والمجتمع لن يرضى أن تواتيه النوائب من داخله وهو يتفرج دون اكتراث!.
المنتدى فتح النقاش حول الظاهرة..
والمنتدون تنادوا كعادتهم إسهاماً سخياً وناضجاً في الطرح والمشاركة..
لماذا لا نحدد المهر؟
ة عبده ولي احمد مغفوري:
لقد تسبب البذخ والإسراف في مصروفات الزواج في تأخير الزواج بالنسبة لفتياتنا، وجعل الشباب يذهبون للزواج في الخارج. فلماذا لا يكون تفكيرنا في جعل هذا الزواج من نصيب فتياتنا وتزويج أبنائنا بتكاليف قليلة؟
ولماذا لا يكون المهر محدد، بأن يكون مهر الفتاة مثلاً عشرين ألف ريال، والثيب عشرة آلاف ريال؟ كما يمكن أن يقوم بعض الشيوخ الأفاضل بفتح مكاتب للتوفيق بين الشباب في أمر الزواج، حتى يعرف الشاب أن هناك فتاة تقبل بمهر مناسب وليس لديها مطالبات، فالكثير من الشباب يحجمون عن اتخاذ خطوة إيجابية في مشروع الزواج لتوقعهم أن أي فتاة يتقدمون لخطبتها ستطلب أو يطلب أهلها مهراً عالياً وتكاليف باهظة.
مطلوب بعض الذكاء!
ة مها محمد عبد الله: لكل إنسان فرحة إما بمولود أو بنجاح أو بزواج، ولا بد من الفرح في حفلات الزواج على أن تكون حسب استطاعة الشخص، وأن نبتعد عن الإسراف والتبذير والافتخار. ويجب أن ينظر الشخص إلى من هم دونه وليس لمن هم فوقه. فما أجمل أن تعيش الفتاة ليلة زواجها بسعادة وفرح، ويجسد ذلك إقامة الحفلات حتى تبقى في الذاكرة. ولا مانع من إقامة الحفلات، ولكن بقليل من الذكاء نتحاشى الإسراف، وتستطيع كل فتاة أن تجعل من ليلتها من ليالي ألف ليلة بقليل من التكاليف.
اجعلوها (عائلية)!
ة عماد محمد العصيمي: في رأيي الشخصي ستكون حفلات الزواج أفضل إذا كانت عائلية، فستحظى إن شاء الله بالبركة.
أما إذا كانت عامة فيجب أن تخلو من مظاهر المبالغات المكلفة، لأن الإسراف منهي عنه. وبدل أن يضيع الشاب أمواله في حفل سيقام الزواج به أو بدونه، فالأفضل أن يستفيد منها في ما هو خير من ذلك. وأتمنى لجميع المقبلين على الزواج التوفيق والحياة السعيدة.
الإسراف طريق الفشل
ة عبده بن احمد الجعفري: لقد شرع لنا الله تعالى الزواج، وينبغي أن يكون هذا الزواج وفقا لما شرع الله.
فالمقصد الحقيقي من الزواج هو تكثير سواد المسلمين وقوتهم، كما أنه طاعة لله ولرسوله عليه الصلاة والسلام. فلا يجب أن يكون فيه فخر ولا تكاليف باهظة ولا بذخ ولا إسراف، فيجب أن يكون هدف الرجل في الزواج هو الدين والأخلاق والسكينة. فإذا سأل الرجل عن حال من يناسبهم وتحرى أن يكونوا ممن يماثلونه في الحالة الاجتماعية، وأن لا يذهب إلى أناس يكونون أعلى منه في المال وفي الجاه لكي لا يتعب في تكاليف الزواج. وكذلك على أهل الزوجة أن لا يجعلوا ابنتهم بضاعة وسلعة يبيعونها لمن يدفع أكثر، فاليسر في المهر والسهولة فيه من أسباب البركة والسعادة.
وتقول عائشة رضي الله عنها: (لو كان في زيادة مهر المرأة مكرمة لكان أولى بذلك بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله ما أصدق النبي زوجاته أو بناته إلا أربعمائة درهم). أو كما ورد عنها رضي الله عنها.
وهذا يدلنا على وجوب تيسير الزواج وعدم المبالغة في المهر، وما نشاهده في هذا الزمان الذي كثرت فيه التكاليف وأصبحت الفواتير تنهب جيب الزوج، فنجده يأخذ من هذا ويقترض من هذا ويبيع ويشتري حتى يحصل على المهر، ولكي يحجز قصراً قد يكلفه الكثير، ناهيك عن الحفلات والعزائم وغير ذلك مما يجهد كاهله ويجعله يعيش في هم وغم ونكد، ولا يستطيع أن يفي بهذه الديون التي تحملها، في سبيل هذه الليلة. ولهذا نجد أن معظم الزيجات التي يكون منشؤها على الإسراف والتبذير والمباهاة والمغالاة في الصرف نهايتها الفشل وعدم التوفيق والسعادة.
عليكم بالاستراحات!
ة ابراهيم الشايع: الكثير من الزيجات في عصرنا هذا فيها مبالغة كثيرة في الصرف والبذخ، وهذه من العادات والتقاليد التي درجنا عليها، وهي من الأسباب الرئيسية في عزوف الشباب عن الزواج. وذلك بسبب التكاليف الباهظة التي تواجههم عند التفكير في الزواج لانصياعهم لهذه العادات والتقاليد.
والذي أراه هو أن يقتصر حفل الزواج على الأهل والأقارب والجيران القريبين جداً من الزوجين، واختصار المآدب في الحد المعقول، والابتعاد عن الإسراف.
وبالنسبة للمكان فيفضل أن يكون في استراحة عادية فهي تتميز بالسعة وقلة التكلفة.
المشكلة في النساء!

ة محمد عبد العزيز اليحيى: موضوع حفلات الزواج وتكاليفها جدير بالنقاش، خاصة ونحن في فترة الإجازة الصيفية التي تكثر فيها مناسبات الأفراح والزواج. ومن المعلوم لكل عاقل أن لدينا ارتفاع ملحوظ ومبالغة في تكاليف الزواج والمهور، لكن هذه الظاهرة لا نستطيع أن الكل يسير عليها. بل هناك من يرضون بالقليل ويرفضون كل هذه المظاهر.
وارتفاع المهور له أسباب كثيرة، وأهمها مطالب النساء بأشياء دخيلة وغير مرتبطة بعاداتنا وتقاليدنا من مظاهر الزواج المؤقتة وغير المفيدة مثل ما يسمى الكوشة، والزفة، والفستان والطقاقات، وما إلى ذلك.
ولو تساءل عاقل ما هو هدف هذه الأشياء؟
فالنتيجة في كل الأحوال تشير إلى حب الظهور بمظهر فيه تفاخر ومباهاة، والنساء هن الأكثر حرصاً على هذه الأمور. وربما توصف في الكثير من الحالات بالنفاق والرياء. كما أن هناك شيء آخر بدأ الناس يمارسونه، وهو أن تشترط العروس مكاناً معيناً لقضاء شهر العسل خارج المملكة، والعريس سوف يكون أمام خيارين أمام هذه المطالب، إما أن يقبل ويتحمل كل التكاليف، أو أن يواجه مشاكل لا حصر لها وغالباً ما يكون نهايتها الطلاق الذي لا تقل تكاليفه عن تكاليف الزواج. فهل هدفنا أن يعيش الزوجين في سعادة، أم أن نزرع بذور المشاكل بينهما منذ اليوم الأول بإدخال الزوج في دوامة من المطالبات والديون والمصاريف التي تقلب سعادته بالزواج إلى العكس؟
(العنية) لا تغطي!
ة حسن حمد مقبول: هناك عادات اجتماعية إيجابية تعارفنا عليها في عالمنا العربي ومنها ما يسمى (العنية) وهي مساعدة العريس في مصاريف الزواج من قبل الأهل والأقارب والأصدقاء. ولكن قد لا تغطي هذه المساهمة الالتزامات المالية التي يتكبدها العريس، مما يلجئه إلى الاستدانة والاقتراض، بحجة أنها ليلة واحدة في العمر يحب أن يستمتع بها ويدخل الفرحة في القلوب.
غير مدرك أنه قد يأتي يوم يندم فيه على إسرافه في هذه الليلة، عندما يتعرض لضغوط الحياة الزوجية ومطالب الدائنين، فتنعكس صورة السعادة والاطمئنان إلى حزن وقلق. لذلك أدعو إخواني الشباب إلى التصرف بحكمة والبعد عن الإسراف والتبذير.
زواج أم تظاهرة؟
ة سارة..: الواقع يشهد بأن الزواج اصبح مجرد تظاهرة احتفالية، ليس لإبراز ما عند الناس فقد، بل للتباهي بما لا يملكون.
ومظاهر البذخ المبالغ فيها بدءاً بتجهيز العروس، ومروراً بوليمة العرس وتوابعها، وانتهاء بصالة الأفراح، جعلت من حفلات الزواج أشبه بمهرجانات عائلية لإقامة مسابقة لأجمل عروس ولأفضل حفل زفاف.
الزواج سنة من سنن الحياة، فمتى نعي أننا نحتفل برباط مقدس لا يحتمل الإسراف الذي ينهب الجيوب، ويعبئ النفوس بشبح الهموم التي تقلت روح الفرح حتى قبل أن يبدأ.
تنافس على الصرف!
ة محمد فلاج العنزي: لم نعد نعترف أن الزواج هو فرح يجمع الزوجين والأهل والأقارب وجميع الأصدقاء على أبسط المقومات، لأسباب معروفة، وهي أن الحفلة ليست من أساسيات الزواج الناجح أو الفاشل. بل الزواج كل ما كان مبنياً على الرضا والقناعة، كل ما استمر بإذن الله على الاستقرار والرحمة ما بين الزوجين.
ولكننا وللأسف الشديد بدأنا نتبع كل جديد يطرأ على مظهر مناسبة الزواج، ومن ثم ندخله دون مراعاة لظروف الزوج وما يتبع هذا الأمر من إسراف وتبذير. فأهم ما يكون لدينا هو التنافس على الصرف الذي يجلب للزوج المتاعب النفسية والمادية في ما بعد، فيعود على الزوج والزوجة بالضرر البليغ، وربما يشمل كل العائلة، ويصبح سبباً للهم والغم والفاقة.
وهذا كله بسبب عدم القناعة بأن الزواج يمكن أن يقوم على أقل قدر من التكلفة المادية، فيعود ذلك على المجتمع فقيره وغنيه من حمى التنافس فيما بينهم وخاصة النساء، واللواتي ما إن تقام حفلة زواج حتى يدخلن رب الأسرة في ما ليس له أول ولا آخر.
مباهاة وتقليد
ة ابراهيم فهد الجليفي: من الأسباب في رفع تكاليف الزواج عنصر المباهاة حيث كل من ينوي الزواج يبدأ في التفكير في أن يكون حفله أفضل من حفل فلان، وأن تفكر المرأة في أن يكون لبس بنتها وزينتها أفضل من ما ظهرت به فلانة، وأن يكون القصر خير من الذي تزوجت فيه صديقتها.
والعنصر الآخر هو محاولة التقليد، فالكل يحاول تقليد من هو أعلى منه من حيث الإمكانات المادية، فكبار التجار وأصحاب الأموال ربما لا تفرق عندهم مصروفات حفل الزواج مهما بلغت، ولكن الذين لا يملكون مثل هذه الأموال الطائلة تبهرهم مظاهر زواج الأغنياء فيحاولون تقليدها ليخرجوا بعد ذلك بحسرة ضياع مدخراتهم وأثقال كاهلهم بالمديونيات.
عبارات معسولة!
ة محمد عبد الله الصويغ: أصبحت النساء يجارين بعضهن البعض، فعندما تأتي حفلات الزواج وغيرها من المناسبات، تبدأ النساء بمطالبة الأزواج بشكل مستمر حتى تخلو جيوبهم وينفد كل ما معهم، وليت النساء يقفن عند ذلك، بل يطلبن المال وهن يقلن (هل من مزيد)، وبعض الزوجات قد تصر على زوجها أن يقترض لكي يحقق لها ما تريد. والسبب في كل ذلك مراعاة المظاهر والمباهاة بين أفراد المجتمع.
وأحياناً قد يرفض الزوج إعطاءها كل ما تطلبه من مال، ولكنهن دائماً في غاية الذكاء فقد تطلق الواحدة فيهن من لسانها جميع العبارات المعسولة حتى يلين الزوج ويحقق لها ما تريد. كما أن بعض النساء قد تقوم بشراء الأغراض التي تريدها والتي لا تريدها، والإسراف الزائد عن حده، خاصة في مثل هذه المناسبات التي لا تفكر فيها المرأة إلا بالإتيان بما لم تسبقها عليه واحدة من معارفها.
بادروا.. يا وجهاء!
ة غالب بن سليمان الحربي: نعيش هذه الأيام فترة الحفلات التي تصاحب إجازة نهاية العام، والذي يجعل حفلات الزواج تنهب الجيوب، هو أن الناس أصبحوا يتنافسون فيما بينهم، فقصر الزواج يستأجر بتلك القيمة العالية، وداخل القصر تجد ما يسمى بالبوفيه المفتوح للرجال والنساء، وعادات أخرى وافدة علينا لا تمثلنا.
وأيضا هناك الملابس الباهظة الثمن التي يعجز بعض الآباء أن يوفرها لبناته، والسبب في ذلك مجاراة الموضة والمظاهر الجديدة، وهذا ما يثقل كاهل الأب.
فلماذا لا تقتصر حفلات الزواج عندنا على الأقارب فقط، وتقام داخل البيوت، حتى نسلم من تلك المبالغ التي تذهب بكل ما يجمعه الرجل قبل الزواج؟ وهلا بدأ وجهاء المجتمع بفعل ذلك حتى يقتدى بهم؟!
صحوة اجتماعية
عبد الرحمن بن عبد الكريم العودة:
مظاهر الزواج منذ قديم الزمن وحتى الآن مرت بتطورات كثيرة، حتى وصلت إلى البذخ الذي نراه بشكل مبالغ فيه من ناحية قصور الأفراح وما يصاحبها من ولائم وأشياء كثيرة لا مجال للتطرق إليها سواء ما يخص العريس والعروس أو ما يخص المدعوين من استعداد لهذا الحفل.
ونحن في منطقة القصيم كنا نلاحظ اتباع المجتمع لهذه المظاهر مثل بقية مناطق المملكة، وبحمد الله الملاحظ خلال السنة الماضية وهذه السنة عودة الناس إلى الواقع وتفكيرهم في أن هذه الأموال يجب أن تذهب إلى الزوج والزوجة، حتى يتمكنوا على الأقل من الاستقلال بمنزل أو شقة.
وقد قلت مظاهر البذخ هذه وأصبح هناك بعض المعقولية، في صحوة اجتماعية إيجابية نتمنى أن تشمل جميع المناطق وأن يتم لها النجاح.
مائة وخمسون ألف ريال!
ة أحمد الزهراني: ربما أكون أحد المعنيين بموضوع حفلات الزواج وفواتيرها التي تنهب جيوب الشباب. فبالنسبة لي شخصياً وأنا أخطط للزواج في هذا الصيف، أستطيع أن أعكس تجربتي في تقديرات تكاليف الزواج التي لا تقل عن مائة وخمسين ألف ريال. فالكثير من الشباب لا يستطيع دفع مثل هذا المبلغ في وقتنا الحالي.
والسبب الأساسي يعود للآباء، فبعضهم يعاملون بناتهم كسلع وهذا أمر غير محمود وهو ينافي سنة الرسول عليه الصلاة والسلام، كما أنه به الكثير من الصعوبة والتعقيد على الشباب، إضافة إلى زيادة نسبة العنوسة، فهناك الكثير من البنات في مجتمعنا الآن من العوانس أو من قاربن العنوسة.
والملاحظ أن الأب يضع هذا المبلغ الباهظ لكي يثمن بنته، أي ليوحي أن ابنته ليست برخيصة، وهذا ربما يكون فيه نوع من عدم الوعي.
فلو لجأ الأب لطريقة الرجل الكفء الذي يتكفل بمعيشة ابنته وراحتها أكثر من أن يقيم ابنته بمبلغ من المال مهما كبر.
مودة.. ورحمة
ة غيوث العريفي: الزواج ليس رحلة ترفيهية تنتهي بعد يوم أو يومين ثم يرجع كل فريق إلى بيته، وليس صفقة تجارية تنتهي بتقاسم الأرباح ثم يفترق الشركاء.
ولكن الزواج كما قرره الشرع مسكن واستقرار ومودة ورحمة. ومن أهم المشاكل التي تواجه الشباب دائماً غلاء المهور، فقد أكد 82% من شبابنا أن غلاء المهور سبب أساسي في العنوسة عند البنات، والمصاريف الباهظة أيضاً في حفلات الزواج. وبسبب قاعات الأفراح قام بعض الشباب بإقامة حفلات بسيطة في المنزل يحضرها الأقارب فقط. يا أيها العروسين إن أردتما زواجاً ناجحاً، وتجمعاً بما يرضي الله ويوفر السعادة والاستقرار، فعليكما تجنب البذخ والترف والإسراف في مصاريف الفرح.
لابد من اليقظة
ة سلاف.. : زواجاتنا نعمة من ربنا، وإعلان زواج يجتمع فيه ابننا وبنتنا ويلتقي فيه إخواننا وأحبابنا، وفيه ذكر وشكر لربنا.
حتى دار الزمان بنا وتغيرت أحوالنا، فأصبحت زواجات بعضنا مباهاة وتفاخر، وفيها ما يغضب ربنا ويوجع قلوبنا. فما الذي أصابنا؟ بدل أن نصبح غدوة لغيرنا أصبح غيرنا يسخر بنا وبعقولنا، لينهب أموالنا وخيراتنا. فلنستيقظ قبل أن يمكر بنا، ولتكن زواجاتنا وفق شرعنا وتعاليم ديننا، ففيها خير دنيانا وآخرتنا، وفيها رضى ربنا وصلاح مجتمعنا، والتوفيق في مستقبلنا. فلنتعاون ونتناصح فيما بيننا.
معادلة صعبة
ةأم فيصل اليحيى: حفلات الزواج كثيراً ما تنهك الجيوب، وخصوصاً للأمهات اللاتي لديهن أكثر من فتاة، فالأم تعاني من طلبات البنات.
فإذا كانت الأم لديها (فرضاً) خمس بنات، فكيف تستطيع أن توفر لهن الزي المناسب بالإضافة إلى الإكسسوارات والكوافير. فالحفلة الواحدة قد تسبب عجزاً كبيراً في ميزانية الأسرة.
فتحاول الأم بقدر المستطاع أن تمتنع عن الذهاب إلى الحفلات إذا كان فيها إنهاك للجيوب.
معالجة اجتماعية
ةأمل الصالح: المجتمعات العربية تحفل بصور استفزازية لحفلات الزواج الأسطورية في فنادق وقصور فخمة تكلف مئات الآلاف من الريالات.
بينما هناك ملايين الشباب بلغوا سن الزواج ولم يستطيعوا تدبير نفقاته.
فالملايين التي ينفقها المسرفون في أفراحهم ربما تكفي لزواج الآلاف من الشباب والفتيات ممن يحلمون ببيت يخلصهم من عذابات العزوبة وتعاسات العنوسة. فمتوسط إيجار القصور يتجاوز ثلاثين ألف ريال، وأحياناً يصل إلى مائة ألف ريال. واللافت للنظر أن أكثر الوالجين في هذا المسلك من الإسراف والتبذير ممن لا تتناسب دخولهم ومواردهم المالية مع هذه النفقات الباهظة، مما يضطرهم إلى الاقتراض والاستدانة.
فالعلاج لابد أن يكون اجتماعيا، حتى يقتنع هؤلاء أن ما يفعلونه ليس من الدين ولا من الحضارة ولا العصرية. وأن ما يفعلونه يثير عليهم نقمة الناس وسخطهم.
أعراس أسطورية
ةخلود الصالح: أفراح الأغنياء مسألة اجتماعية يثار حولها جدل واسع. فإذا قدر لك أن تحضر حفلاً لأحد هذه الأعراس، فستصاب بالدهشة والاستغراب.
فالأجواء أسطورية لا تنتمي إلى عالم الواقع، والمأكولات يتم استيرادها من باريس ولندن، واللحوم ليست خرافاً ولا عجولاً ولا طيوراً، إنما هي لحوم الكانقرو والطاووس والغزلان.
والمكان تزينه أنواع نادرة من الأشجار والورود، ونافورات المياه تتراقص وسط المكان. أما فستان العروس فهو من جنيف، والفرق الفنية من إيطاليا وأمريكا، والراقصات من روسيا البيضاء.
والديكورات يشرف على تصميمها خبراء أجانب، وتعزف الموسيقى، وتنظر إلى سماء المكان فترى عجباً، فالعروسان يهبطان من السقف إلى الصالة.
هموم من البداية
ةسهيل عوض الله: يجب أن يبدأ الرجل حياته الزوجية بشكل يضمن له على الأقل أن يقضي فترة من السعادة وراحة البال. ولكن المصروفات الباهظة التي يتكبدها في الاستعداد للزواج من مهر وتكاليف كبيرة في حفل الزفاف، تقضي على ما قام بجمعه من مال لفترة طويلة. فيبدأ حياته الزوجية بهموم هو في غنى عنها.
تساؤلات
ةأم مازن: نلاحظ خلال فترة الصيف تكثر مناسبات الزواج، وتكثر أيضا المصروفات والتكاليف الباهظة سواء للزوجين أو للمدعوين.
والرسول الكريم عليه الصلاة والسلام قال في معنى الحديث ان أفضل الزواج أيسره مؤونة.
والآن تسود التكاليف المرتفعة للزواج، وهذا يرهق ميزانية الشاب الذي بالكاد يستطيع توفير المهر والاحتياجات الضرورية. فتأتي القصور والفنادق باهظة التكاليف. أليس من الأجدر والأولى أن توفر هذه المبالغ الضخمة لتأسيس بيت الزوجية؟ أو جعلها كرصيد لمساعدة الزوج والزوجة لو احتاجوه في المستقبل عندما ينجبون الأطفال؟
ومن جانب الآخر يرهق المدعوين، وخاصة النساء اللاتي يحرصن على الظهور بفستان جديد في كل مناسبة، ونرى أن الزوج المسكين يتكلف في هذه الفترة تكاليف باهظة. فما أكثر حفلات الزواج في فترة الصيف. إضافة إلى الحلي والجوال وإكسسوارات وغير ذلك من الأشياء غير الضرورية.
آراء مختصرة
ةمها السبيعي: إن المرأة هي أكثر عرضة لموضوع البذخ في حفلات الزواج، ويجب أن توجه لها الرسالة. فإن كان المال زائداً عن حاجتك فتصدقي به ولا تعبثي به، فإن الله تعالى قادر على أن يزيله عنك كما أعطاك إياه. فاشكري الله على نعمة المال بأن تشكريه بلسانك وبأفعالك.
ةمنى عبد الهادي: بالفعل أصبحت فواتير حفلات الزواج مكلفة جدا، خاصة للفتيات اللاتي يردن تقليد غيرهن. وهذه الظاهرة غير جيدة، ونأمل أن تعالج بصورة اجتماعية شاملة.
ةأسماء: أرى أنه ليس هناك مبالغة كما يقال في تكاليف الزواج، فلكل شخص الحرية في أن يصرف بما يناسبه، وليس هناك من يلزم شخصاً على أن يصرف في زواجه ما يتجاوز قدراته المادية.
ةأجوان السعدون: ألاحظ أن مصروفات الزواج في هذه الأيام أصبحت كبيرة ومبالغ فيها. ورأيي أن تكون طلبات الفتاة معقولة في الزواج، وعن نفسي لا أطلب مصروفات كثيرة للزواج.
ردود خاصة
صديقة المنتدى مها عبد الله: لك الشكر على مشاعرك الطيبة تجاه منتدى الهاتف، والشكر لكل أصدقاء المنتدى الذين يهدون إلينا كلماتهم ومشاعرهم الجميلة ونتمنى أن يحظى المنتدى على الدوام برضائكم.
كما نأمل من الأصدقاء دوام التواصل.
ولكم الشكر.

..... الرجوع .....

الفن السابع
الفن العربي
المنزل الانيق
هنا نلتقي
الملف السياسي
فضائيات
استراحة
منتدى الهاتف
عالم الجمال
جزيرة النشاط
روابط اجتماعية
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved