هذه قضية من أغرب القضايا التي يمكن أن تصادف الشخص في حياته، ففيها يوقع الأخ بأخيه في تهمة الاتجار بالمخدرات؛ وهذا الأخ يضحي بأخيه الآخر من أجل تبرئة نفسه من التهمة والصديق يبيع صديقه، فلا أخوة تنفع ولا صداقة تشفع بسبب الطمع والجشع في تحقيق الثراء السريع.
فالقصة بإيجاز أن أحد المقيمين له أخ خارج البلاد يقوم بترويج المخدرات داخل المملكة عن طريق بعض الأشخاص ممن يساعدونه؛ وذلك بإرسال الشحنات عن طريق مكاتب شحن بداخل طرود بعضها سليم والآخر يحتوي بداخله على الأقراص الممنوعة، وشاءت الأقدار أن يتم العثور على إحدى الشحنات المخدرة على الحدود؛ ولكي يتم الوصول لجميع أفراد هذا التنظيم العصابي داخل المملكة، أحالت قوات الحدود الموضوع إلى إدارة مكافحة المخدرات لإتمام ذلك؛ وبعد التأكد من أن هذه الشحنة من المواد المخدرة تركت الإدارة الشحنة تصل إلى مكتب الشحن وتابعتها عن كثب لتتمكن من معرفة باقي أفراد التنظيم، وبالفعل تمت المراقبة وتردد عدة أشخاص على مكتب الشحن في أوقات مختلفة، وهؤلاء الأشخاص أثناء ترددهم على المكتب كان يظهر عليهم الخوف والقلق والريبة؛ ولكن لم يستلموها وبعد ذلك حضر شخص آخر وسأل عن الشحنة ولم يستلمها، وتم القبض عليه واتضح أنه أخ لمرسل الشحنة، وعند سؤاله عن سبب عدم الاستلام، ذكر أن أخاه اتصل عليه لاستلام الشحنة وكرر عليه الاتصال وهو لا يعلم ماهية الشحنة، ولماذا يصر أخوه على استلامه لها، فأصر على معرفة ما بداخلها ولماذا كل هذا الاهتمام والإصرار على الاستلام وأخبره أخوه بأن بداخلها حبوب مخدرة فتركها وخرج دون استلامها، وبعد اتفاق رجال المكافحة معه على التعاون معهم قام بالاتصال على أخيه مرسل الشحنة وإفهامه أن الشحنة وصلت وأنه سيستلمها ويريد معرفة من سيستلمها منه.
وبخبرة رجال المكافحة استطاعوا الوصول إلى جميع أفراد العصابة التي تشترك في ترويج هذه الشحنات، وتم تقديمهم جميعاً للمحاكمة وكل شخص يلقي بالتهمة على الآخر، فالأخ الأكبر مرسل الشحنة ألقى بإخوته داخل السجن بسبب جشعه، وهم يتابعون الشحنة ولا يعلمون ما بداخلها؛ ولكن ترددهم على مكتب الشحن وسؤالهم عن الشحنة وضعهم موضع الشك والريبة؛ والأخ المرسل في بلده طليق ينعم بالحياة، ولم ينج الأصدقاء والمعارف من هذه التهمة، والذي اتضح أنهم يقومون باستلام هذه الشحنات وتوزيعها على بعض الأشخاص لترويجها داخل المملكة؛ وبفضل من الله ثم كفاءة وخبرة ونشاط رجال إدارة مكافحة المخدرات تم القبض على الجميع؛ وبعد تداول القضية بالتحقيقات حكم على المتهمين بأحكام تتراح ما بين الستة أشهر والخمسة عشر عاماً، كل حسب جرمه ومشاركته أو مساهمته أو مساعدته في الجريمة.
