Al Jazirah Magazine Tuesday  01/01/2008 G Issue 247
مدى
الثلاثاء 23 ,ذو الحجة 1428   العدد  247
أطفالنا والفضائيات.. إلى أين ؟

أطفال اليوم هم شباب الغد، ولهم موقع خاص جداً وحساس في بناء المجتمع ومع التطور والتقدم التكنولوجي، وجدنا انتشار وسائل عدة تؤثر في الطفل، الذي هدفه الأول والأخير هو الحصول على المعلومة بكل براءة، وقد يحصل على هذه المعلومة التي تعتبر كنزاً بالنسبة إليه من التلفاز، ومتابعته للقنوات الفضائية، فهي من أكثر الوسائل التي تؤثر في سلوك الطفل بشكل مباشر، لأن لديه قابلية لتلقي كل جديد، فقد أصبحت هذه الشاشات التي ملأت البيوت المحور الأساسي الذي يقضي أمامه الأطفال ساعات طويلة، فما تعرضه الآن من أفلام ومسلسلات وأغان هابطة أصبح يشكل خطراً كبيراً للطفل الذي لديه ميول للبحث عن كل ما هو جديد.

فإذا نظرنا إلى المحطات التي يميل إليها الطفل سنجد أولاً: قنوات الأطفال، وخصوصاً الرسوم المتحركة، التي تعتبر المؤثر الأول في نفسية الطفل فهي أكثر إقناعاً، وما يعرض فيها كل يوم يتخذ منه الطفل نموذجاً ودرساً يتقيد به ويطبقه في حياته اليومية، فمثلاً مشاهدته العنف والقتل والدم، قد يؤثر في سلوكه، وينمي فيه هذه الطباع الخشنة القاسية!

وأيضا مشاهدته حركات كرتونية غريبة من قفز، وتحليق واستخدام آلات حادة قد تبني في مخيلة الطفل إباحة استخدام هذه الحركات والأدوات، وباعتقاده أنها لن تؤثر فيه أبدا، فأبطال الرسوم المتحركة لا يموتون!! فما يقوم به الطفل هو تقليد وتأييد ما يشاهده في التلفاز الذي أصبح بالنسبة إليه المعلّم الذي يوجهه وينمي أفكاره.

وإذا ذهبنا لمحطات أخرى سنجد الكثير والكثير، وسنقف هنا عند قنوات الموسيقى التي لها تأثير كبير في الطفل وخصوصاً في الفترة الأخيرة، فقد أصبحوا يميلون لهذه الأغاني بجميع أنواعها، مع التركيز على النوع الهابط الذي انتشر الآن بشكل كبير!!

فللأسف الشديد نجد بعض الأطفال يتأثرن بهذه الأغاني، ويرددونها بشكل يومي، دون وعي!

فقد تتناول كلماتها ألفاظاً بذيئة، أو أحياناً عبارات مخالفة لتعاليمنا كما أنها أصبحت الآن تستهدف الطفل بشكل مباشر، فالمطربة الفلانية تقدّم أغاني هابطة، وكلمات بذيئة وتنسبها للطفل!! وأخرى تستغل وجود الطفل في الفيديو كليب لإبعاد الشبهات عنها! ومع هذا نجد الأطفال يميلون لهذه الأغاني، ويتخذون من أصحابها قدوة لهم! فهل أصبح الطفل الآن مادة دسمة يتلاعب بها الإعلام؟! ولماذا لا تستخدم هذه المادة لتوجيه وتعليم الطفل، وتنمية مواهبه وثقافته؟

إن نظرنا إلى القنوات الفضائية سنجد أنها تقدم للطفل كل ما هو مفيد، إن أحسن استخدامها وهنا يأتي دور الأسرة في توجيه الطفل لكل ما هو جيد ومفيد، فالقنوات الفضائية ليست للتسلية فقط! ولا نستطيع أن نترك الطفل أمام التلفاز لكي يفعل ما يحلو له، وأيضا علينا التأكد من محتوى القنوات التي يشاهدها الطفل واختيار المناسب له، واستغلال أهمية القنوات التي تعتبر المربّي والمؤثر الأول في عقلية الطفل وخياله وسلوكه، والمسؤولة عن تنمية ثقافته ومواهبه.

فهناك برامج وقنوات مفيدة تقوم بتعليم الطفل وتنمية أفكاره إضافة إلى البرامج التعليمية والأناشيد الإسلامية وآداب حسن التعامل مع الناس، وتعاليم الدين الإسلامي، كل هذه الأمور قد تغرس لدى الطفل صفات جيدة لأن الشخص كل ما كان صغيراً نجد تقبله للأمور أكبر، فقد أكدت البحوث التربوية النفسية أن أسس الصحة الجسمية والعقلية والنفسية في بناء شخصية الطفل توضع كلها في مرحلة الطفولة. فالطفل هو الأداة التي يتحكم بها الإعلام، ويوجهها فهو المسؤول وهو المربي وهو الرسالة التي يجب أن تفيد الطفل فالأطفال يمثلون أكبر نسبة من المجتمع، فعلينا عدم إهمال هذه الفئة المهمة التي ستقود مجتمعنا في المستقبل من أجل هذا أجد أنه يجب علينا الاعتذار للطفل الذي أعطانا ثقته.

سلوى العبد الله


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة