Al Jazirah Magazine Tuesday  01/01/2008 G Issue 247
الافتتاحية
الثلاثاء 23 ,ذو الحجة 1428   العدد  247
بين الحوار و القتل!!
خالد المالك

من الصعب أن يقبل المرء بأي تبريرات يمكن أن تُقال عن سبب لعمل إرهابي كهذا الذي أودى بحياة زعيمة حزب الشعب الباكستاني المعارض السيدة بي نظير بوتو، حيث إن اغتيالها من قبل أعدائها لا يمكن أن يُنظر إليه إلا على أنه أسلوب عقيم لا يقدم عليه ولا يتبناه إلا أولئك الجبناء الذين يفتقدون إلى القدرة على الحوار العاقل بين الباكستانيين.

* * *

إنَّ مقتل بي نظير بوتو قد يفتح الصراع بين الباكستانيين على مصراعيه، ويزيد من حجم معاناة المواطنين من آثار الخلافات بين الساسة والقوى المؤثرة في النظام والمعارضة، بما قد تكون تداعياته المستقبلية بحجم كبير من الخطورة قد يكون من المبكر تقدير أو توقع آثارها، طالما أن النزعة تتجه بين الخصوم باستخدام سلاح القتل، بما لا يبدو أن مقتل زعيمة حزب الشعب سيكون آخر المطاف في اللجوء إلى الطريق المفروش بأجساد القتلى من العمليات الإرهابية في باكستان.

* * *

إنه عمل إرهابي غير مبرر، ولطالما شجبنا هذا النوع من السلوك المشين في باكستان وفي جميع الدول التي تعاني من افتقاد الأمن، ونبهنا كغيرنا إلى أنه بالحوار يمكن تسوية كل المشكلات العالقة وتقريب وجهات النظر بين الجميع في ظل هذه الأجواء التي دفعت الدول بما فيها باكستان من قياداتها ورموزها إلى الموت بما لا يمكن تعويضهم، أو حتى افتراض أنه بالقتل يمكن تجنب ما يمكن أن يأتي من تداعيات إثر هذا النوع من الحوادث الدامية.

* * *

نحن نختلف مع كثير من الأفكار والتوجهات والسياسات التي تتبناها بي نظير بوتو، سواء حين كانت تتولى قيادة باكستان من خلال رئاستها لمجلس الوزراء مرتين في تاريخ حياتها أو حين أصبحت تقف في جانب المعارضة، سواء داخل باكستان أو حين كانت تقضي حياتها في منفاها بالخارج، ولكن دون أن نقر مبدأ القتل على النحو الذي شاهدنا مشهده الدامي منقولاً عبر الفضائيات على الهواء.

* * *

إن خيار القتل لإسكات الأصوات، أو مجرد التفكير بأنه الأسلوب الأسهل والأمضى والأسرع، هو حقيقة غير ذلك، لأنه إنما يزيد من حجم المأساة التي تعاني منها باكستان، بما لا حاجة لها بمزيد من الصراعات التي تودي بحياة الرموز التاريخية من قياداتها.

* * *

وكل ما نتمناه أن يتماسك الشعب الباكستاني المسلم إثر صدمته بمقتل زعيمة تملك كل هذا الرصيد الكبير من الشعبية أَلا وهي بي نظير بوتو، وأن يفوت على أعدائه فرصة إشاعة الفوضى الأمنية، حتى لا تتضاعف المحن والمشكلات فيما لو استخدم الحادث الدموي الكبير في تحقيق ما يتمناه أعداء باكستان وشعب باكستان.

رحم الله الشهيدة بي نظير بوتو وأسكنها فسيح جناته وألهم أهلها وذويها وشعب باكستان الصبر والسلوان وحمى الله باكستان المسلمة من أعدائها المتربصين في الداخل والخارج.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب «2» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة