Al Jazirah Magazine Tuesday  26/02/2008 G Issue 255
تقرير
الثلاثاء 19 ,صفر 1429   العدد  255

العنف ضد الأطفال .. تحت مجهر الاخصائيين

أجمع عدد من الأخصائيين والباحثين على أن العنف ضد الأطفال يشمل عدداً من النواحي، الاعتداء الجسدي والعاطفي، والجنسي، مؤكدين أنه يقع في المجتمعات العربية يتعرض له نصف سكان العالم العربي.

وقد بين الدكتور علي المالكي بأن قضايا العنف انتشرت بشكل كبير ليس ضد الأطفال فقط ولكن ضد الزوجة وضد الزوج، وضد الآباء والأمهات، وضد المجتمعات، موضحاً أن الطفل صفحة بيضاء نحن نشكلها، وقد يخطئ الآباء والأمهات في تشكيل هذا الطفل منذ صغره، موضحاً أن سبب العنف ضد الأطفال هو الابتعاد عن الشريعة الإسلامية، والسيرة النبوية الشريفة، وقد أكد أن العنف في الأسرة سببه الرئيسي الفجوة بين الأزواج أنفسهم، محملاً الأسرة المسؤولية الكبرى طالباً بضرورة تأهيل الأزواج قبل الزواج بطريقة التعامل مع بعضهما البعض ومع أولادهما بعد الانجاب. مؤكداً ضرورة زرع التعامل الجيد مع الأبناء، بالإضافة إلى زرع الحنان والأدب والأخلاق الحسنة والتعامل الجيد واللين. كذلك فقد حمل المسؤولين عن بعض البرامج الأطفال تعلم الأطفال القتل والسرقة.. داعياً وسائل الإعلام بأن يكون إعلامها هادفاً ومدروساً.

* أما الأستاذة سوسن الخميس فقد أكدت أن الإساءة ضد الأطفال في المملكة قد ازدادت في الفترة الأخيرة بشكل ملحوظ، فقد بيّنت الدراسات أن هناك (22.8%) من سوء المعاملة للأطفال (نفسي) و(22.7%) سوء معاملة جنسي، و(26.6%) اهمال، و(18.4%) اهمال مادي و(12.2%) سوء معاملة جسدي و(9.4%) اهمال طبي.

وقد أوضحت أن أعمال الأطفال المتعرضين للاساءة هم من عمر (6-10) سنوات، وأن أكبر نسبة هي (23%) ومن سن (11-15) تأتي المرحلة الثانية بنسبة (20%) ومنهم من يتعرض للضرب وسوء المعاملة، مؤكدة أن من يقوم بالاساءة هم من الاقرباء والأصدقاء والمعلمين والمعلمات والأخوة بنسب متفاوتة حيث بلغت النسب في سوء المعاملة كالآتي: الأقرباء (16.6%) والأصدقاء (12.4%) والأخوة (4.8%) والمعلمين والمعلمات (2.5%) والأمهات (1%).

أما الإساءة بالضرب فيتعرض الأطفال لإساءة الضرب عن طريق (29.4%) من الآباء و(18.5%) من الأخوة و(11.6%) من الأقرباء، و(8.3%) من الأمهات و(5.5%) من الاصدقاء و(3.4%) من المعلمين والمعلمات.

وقد أشارت إلى أن غالبية عنف الأطفال يحدث في المنازل وذلك لعدم استطاعة الأطفال الرد على الاعتداءات الواقعة عليهم.. وأن الأسوأ من ذلك أن هذا العنف يصدر من المقر بين الأطفال مع الاب والاخ وربما الام في بعض الأحيان وقد أشارت في الدراسة أن مظاهر الاساءة الجنسية للاطفال تتمثل في هرش الاعضاء التناسلية، وحدوث التهابات مرافقة، وحصول جروح وخدوش. مؤكدة أن بعض الأمراض الجنسية تحدث وتؤدي إلى الصعوبة في الجلوس والمشي.

واشارت الخميس الى أن هناك أنواعا للأساءة الجنسية حيث تتمثل في التعري أمام الطفل، واستثارة الأعضاء الجنسية والجماع والاغتصاب الذي يشمل الضرب.

مؤكدة أن هنا بالذات تظهر الإساءة الجنسية والعاطفية والمادية لدى الأطفال. فضلاً عن آثار الاهمال العاطفي المتمثل في عدم الإحساس بالأمان وسوء الإحساس بالذات والسلوك المدمر واستخدام الكحول والانتحار.

هذا وقد أشارت إلى أن الإساءة العاطفية تتمثل في السخرية بالطفل والتخويف المتكرر له والصراخ عليه والتهديد مما يقوده إلى الانحراف، ثم أبانت أن هناك الإساءة اللفظية أيضاً وهي الاستمرار باستخدام الألفاظ النابية، واعطاء الطفل ألقاباً أو معلومات عن شخصيتة أو سلوكياته، وتوجيه الألفاظ النابية له وعدم التحدث معه وأهماله مما يؤدي إلى اساءة كبيرة له فيجعله يترك المنزل هرباً للشارع.

وأكدت (أننا نسيء لأطفالنا) لأننا نهملهم عاطفياً وجسدياً مؤكدة أن الأهمال الجسدي يتمثل في التصرفات المتطرفة كالعدوانية والفوضوية والتخريب والانطواء والخجل الشديد وصعوبة تكوين صداقات، وتعرض الطفل للحروق والسموم وفقدانه للكرامة والإحساس بقيمة الذات مما يؤدي إلى هروبه أيضاً من المنزل.

هذا وقد اشارت أن الكويت شهدت نمواً ملحوظاً في معدلات جرائم العنف الأسري ضد الأطفال، كذلك مصر، والأردن، هذا وقد ألحت على ضرورة تقديم البرامج التي تتناول حقوق الطفل وأساليب الرعاية، والاهتمام به ودفع الأخطار عنه، وضرورة رعاية الاطفال الذين تعرضوا للاساءة فعلاً، والذين تتهيأ لهم فرصة التخلص ممن كان يسيء التعامل معهم.

وفي الختام حثت الاستاذة الخميس على ضرورة توفير المكان الآمن لهم لمنع تعرضهم للاستغلال وسوء المعاملة مجدداً مع توفير كامل الضروريات اللازمة لهم ليعيشوا حياة صحية وطبية سوية.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة