Al Jazirah Magazine Tuesday  23/01/2007 G Issue 203
الفن السابع
الثلاثاء 4 ,محرم 1428   العدد  203
 

كتاب الحرية
قلب معلمة يؤدي إلى انقسام اجتماعي

 

 

كنوع من التغييرات السينمائية، فإن الأفلام التي تدور حول العمل مع الأطفال المشردين تميل إلى اتباع نمط متوقع ينطوي على صراع وحلول، وضربات سلسة ودموع مرة. وأحيانا، كما هو الحال مع Dangerous Minds الفيلم الذي عرض عام 1995 حين قامت الممثلة ميشيل بفيفر باستخدام عظام وجنتيها لتحييد الطلبة المشاغبين في المدرسة الثانوية، تكون النتائج مضحكة. وفي حالات أخرى، وكما هو الحال مع فيلم (187) المزعج حين يقوم ساميول جاكسون بتقليد تشارلز برونسون في العمل مع بعض الطلبة السيئين، يدور الموضوع حول الجدال العام للدراسة بالمدارس.

أما فيلم كُتّاب الحرية فيتعلق بقصة حقيقية عن معلمة بيضاء تحاول أن تقدم إنجازاً إيجابياً في غرفة مليئة بالطلبة السود واللاتينيين والآسيويين الذين ينتمون للصف الأول الثانوي. وهو فيلم يعبر عن نوع آخر من المشاكل.

ومن سمات الفيلم الممثلة هيلاري سوانك، الفائزة بجائزة أكاديمي لمرتين مع بسمتها الحادة حيث قامت مؤخراً بالظهور على الشاشات كمرأة لا يمكن مقاومتها في فيلم (بريان دي بالما). والآنسة سوانك ممثلة جذابة، على الأقل حتى الآن، مع نطاق عمل محدود.

جريمة مزعومة

وفي فيلم كُتّاب الحرية، تستخدم هيلاري سوانك الحاجة للتأثير الجيد في فيلم من خلال العاطفة القوية للتأثير على موضوع الفيلم بذكاء. وهي تقوم بدور (ارين جرويل) التي كانت طالبة ومعلمة عمرها 23 سنة مكلفة بتدريس مادة اللغة الإنجليزية للسنة الأولى بمدرسة ويلسون الثانوية في لونج بيتش، كاليفورنيا.

ويحاول الفيلم إخبارنا أنه في عام 1992 حدث أن انتشرت أعمال الشغب التي قام بها (رودني كينج) والتي هزت لوس انجلوس إلى لونج بيتش؛ وهي مؤخرا المدينة التي احتلت الاخبار بسبب جريمة كره مزعومة تتعلق بالمراهقين السود الذين تم اتهامهم بالقيام بالاعتداء البدني الشديد على ثلاث سيدات من البيض.

وفي الوقت الذي قامت فيه (ايرين) بالدخول إلى الفصل الدراسي، أي حوالي سنتين بعد أعمال الشغب، كان الجو في الداخل جليديا ومحرقا في نفس الوقت، وبارتدائها بدله حمراء وبلوزة سوداء، مع لمعان عقد اللؤلؤ الذي ترتديه واسنانها الناصعة، تتغلب ايرين على الشخصية البلهاء غير الثابتة والخرقاء بشكل لا يمكن تجنبه.

غريب في الشاطئ

ويبدو أن الطلاب شكاكون ومحتقرون بشكل لا يطاق، حيث يجلسون باسترخاء وظهور محدبة، وبعض منهم قد أداروا ظهورهم لمقدمة الغرفة، وتبدو (إيرين) مثل الغريب. فهي متطفلة، قادمة للخير، زائرة من كوكب آخر يطلق عليه شاطئ نيوبروت، وينظر الفصل الدراسي من خلالها وكأنها زجاجية، وذلك لان المؤلف والمخرج ريتشارد لا جرافينيس يريد أن يتأكد أننا نقوم بنفس الشيء أيضا.

من المضحك أن نرى كيف تعمل وجهة النظر. إذا كان الأمر كذلك، فإن العديد من الأفلام حول المراهقين الذين يعانون من مشاكل لا تبدو أكثر من كونها استغلالاً، وهو في أغلب الأحيان لأن منتجي الأفلام غير مهتمين بهم حقا، فهم مهتمون فقط بكونهم لا يؤدون واجباتهم. وعلى النقيض فإن هذا الفيلم لا يدور فقط حول معلّمة صغيرة قامت بالعمل في وظيفتين إضافيتين لشراء التجهيزات الخاصة بطلابها، إنما هو أيضاً فيلم حول بعض الشباب الاستثنائيين. في هذا المجال يبدو السّيد لاجرافينيس، وكأنه استخدم إرين جرويل الحقيقية، التي تشارك المؤلف مع طلابها هذا العمل في كتاب 1999 The Freedom Writers Diary وهي مجموعة تضم كتاباتهم الشخصية للتعبير عن وجهة نظره؟

الصوت الآخر

يتمسك السّيد لاجرافينيس بالاعتقاد في وجهات النظر المتعدّدة في هذا الكتاب، الذي يتضمّن صوت الآنسة جرويل وطلابها، حيث تؤدي الروايات التي يرويها الشخص الأول إلى تقديم شاهد على تأثيرات العنف المرعبة، والولاءات العشائرية الخطرة والإهمال المؤسسي. الفيلم يتناول إرين وعلاقتها التي تتسم بمشاكل حادة مع زوجها، سكوت (باتريك ديمبسي)، وهناك مشهد رائع جدا بين الاثنين وهما يتكلّمان بشكل حزين حول الحاجز بين الخيال والحقيقة في الزواج، وهو الحاجز الذي يحاول شريك تجاوزه بينما يقوم الآخر بالابتعاد عنه. لكن بينما نستمر مع إرين، نستمع إلى المراهقين أيضا، حيث يتلو العديد منهم قصصهم من خلال الصوت الآخر.

ممارسة العنف

ومن القصص الأكثر أهمية قصة إيفا (لي هيرنانديز القادمة الجديدة للمدرسة)، والتي نسمع صوتها من ضمن أوائل الاصوات في الفيلم. ومن خلال الرجوع إلى الوراء ومشاهد اللقطات الفوتوغرافية للحاضر، تتجلّى حياة إيفا الصغيرة بتوقعّية ساحقة. ومن خطواتها الأمامية، تشاهد هذه الفتاة التي تبلغ 9 سنوات من العمر ابن عمها يقتل بإطلاق الرصاص عليه من سيارة. وفيما بعد يلقي القبض على والدها؛ ويتم إدخالها في عصابة.

وفي أحد الايام بينما تسير مع صديق تحت شمس كاليفورنيا، يبدأ رجلان في سيارة بإطلاق النار نحوهما. تراوغ إيفا الرصاص وتمارس العنف لأنها لا تعرف أي شيء غير ذلك؛ تكره كلّ شخص، بما في ذلك معلمتها البيضاء وذلك لمجرد أنها لم تجد سبباً للتخلي عن ذلك العنف.

وبمرور الوقت تتوقّف إيفا عن كراهية إرين، بالرغم من استمرار إطلاق الرصاص. فهي رحلة صعبة للفتاتين، إحداهما تتضمّن الطلاب الآخرين، الذين تم أداء معظم أدوارهم من خلال ممثلين يبدون اكبر سنا بكثير عن أدوارهم، ومع ذلك يتركون تأثيراً قوياً للغاية. ولكن لم يبرز أي واحد من أولئك الممثلين، ويبقى اثنان منهم في الذاكرة وهما: المغني ماريو، الذي يلعب دور تاجر المخدرات الغاضب، أندريه، وممثل جديد آخر، جايسون فين، الذي يلعب دور المراهق المشرد ماركوس.

السّيد لاجرافينيس ليس منتج أفلام بالمولد، لكنّه كاتب نصوص سينمائية أنيق الذي أدى التزامه بالشخصيات مثل ماركوس بالتعويض عن السقطات القاسية في إخراجه. مثل الآنسة سوانك، التي تشارك الشاشة بارتياح مع الممثلين المساعدين الأصغر سناً، فإنه يمنح الفضل لمن يستحقه.

فيلم كُتّاب الحرية حصل على تقدير PG13 (يحذّر الآباء بشدّة). فهناك بعض العنف المسلّح واللغة التي يستخدمها البالغون.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسة

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة