Al Jazirah Magazine Tuesday  23/01/2007 G Issue 203
فن عربي
الثلاثاء 4 ,محرم 1428   العدد  203
 

ريما نجم: أنا إعلامية متمردة.. ولكن..

 

 

الإعلامية اللبنانية الشهيرة ريما نجم تتميز بهدوء ورصانة وثقافة واسعة، فضلاً عن الجاذبية والوعي والنضوج المهني الذي تفتقده الكثيرات من مثيلاتها الإعلاميات، بالإضافة إلى سعة اطلاعها وذوقها الفني، واهتمامها بالجوانب الجمالية وعالم التصميم. التقيناها في هذا الحوار فسحرتنا بإجاباتها الذكية.

* على صعيد حضورك الإعلامي ما الذي اختلف عما كنت عليه في بداية انطلاقتك؟

- هناك اختلاف واضح، ودون شك التجربة لها أثرها والبدايات دائمة لها مشكلاتها، وبالنسبة لي كنت أسير بخطى ثابتة ووتيرة تصاعدية، دون أن يكون هناك تغيير في التوجهات والقناعات، بل ربما أصبحت إرادتي أقوى وحرصي على تلك القواعد أكثر شمولية عما كنت عليه في البداية، وهذا سر تفردي بطريقتي وتميزي بها.

* يقال إنك إعلامية متمردة.. هل هذا صحيح؟

- نعم أنا متمردة ليس على كل الواقع بل على واقع الظلم والإهانة، وعدم تقدير إنسانية الإنسان والتي هي أهم شيء في الحياة، وإذا لم أتمرد على ذلك فعلى أي شيء أتمرد؟ وأي إنسان يتمرد على شيء لا بد أن يدفع ثمن ذلك التمرد ويجني ثمرته في نفس الوقت.

* يعرف عنك الاطلاع وتنوع المواهب والقدرات الإبداعية فما الذي يسيطر عليك من هذه الجوانب؟

- صحيح تتعدد اهتماماتي إلى جانب احترافي للإعلام حيث أجمع بين الكتابة والاهتمام بالجمال والموسيقى وغير ذلك وهذه المواهب والقدرات تكشفت على مراحل خلال حياتي ولكن الكتابة هي الأساس بالنسبة لي.

* ما زلت تشاركين في معارض الأزياء.. هل هي مهنة إضافية.. أم تراجع الجانب الإعلامي في حياتك؟

- لا تنس أني مهتمة بالجمال والأناقة منذ عدة سنوات وسبق أن عينت سفيرة لمستحضرات (عبجي للتجميل) في الشرق الأوسط وأمريكا، وأنا أعرض أزياء أمام الكاميرا للتصوير فقط وفي مناسبات محددة، كما كنت أعرض العباءات الشرقية والماكياج والتسريحات لعدد من المصممين اللبنانيين، وبالإضافة إلى حبي لكل ما يتعلق بالجمال، وقد خصني الله بالقدرة على هذا الفن الذي يحقق لي المزيد من الانتشار والعائد المالي، هذه قصة الأزياء، ولن تنقص من قدراتي الإبداعية الإعلامية شيئاً.

* لكن هذا الأمر اقترن بتراجع رصيدك من الرصانة على الشاشة حيث كنت في الماضي تحتشمين وتلبسين العباءة أما الآن فترتدين ملابس مكشوفة وقصيرة.. ما السبب؟

- مقولة تراجع رصيدي من الاحتشام والرصانة فيه ظلم وإجحاف بحقي لأني ما زلت (رصينة الشاشة) وأصر على ذلك، ولكن لكل مقام مقال، ولكل مناسبة الوضع الذي يليق بها، ولكل برنامج اللبس المناسب له، ففي برنامج (باب الحظ) كنت أظهر بالعباءة الشرقية، والشيلة لأن طبيعة البرنامج تتطلب ذلك، وبعد حوالي 300 حلقة من البرنامج بدأت أغير مظهري من الأناقة الشرقية إلى (الشيك) وإلى الموضات الغربية الحديثة والراقية، ولا يفهم المشاهد أنني أظهر بذلك الشكل والزي خارج التلفزيون، كما أن ما ألبسه في ظروف معينة خارج التلفزيون لا يمكن أن أتصور به فالمشاهد يعرفني عبر الشاشة وسأكون أكثر حرصاً على الحفاظ بمظهري على الشاشة مع مسايرة (الاستايل) الأوروبي الأنيق الذي تتطلبه مواقف محددة.

* هل تؤيدين عمليات التجميل؟ ومتى تحتاج المرأة إلى مثل تلك العمليات؟

- في رأيي إجراء عملية تجميل للمرأة شيء جميل إذا كانت الضرورة تقتضي ذلك، ولا مانع لديّ إذا شعرت بأني بحاجة إلى تجميل فلن أتردد في ذلك، وإذا كنت تقصد بعض التغيرات البسيطة فهذه ليست عمليات تجميل إنما هي رتوش قمت بإجرائها في أضيق الحدود وتأتي في إطار فهمي لأبعاد الجمال والمحافظة عليه والعناية به، والمرأة ما دامت تبحث عن الحفاظ على الجمال والمزيد من الأناقة والجاذبية فلا غنى لها عن عمليات التجميل خصوصاً الرتوش البسيطة، التي قد تحتاجها فتيات في سن الشباب لسبب أو لآخر، أما بالنسبة لي فقد خفضت من وزني الكثير مما ترك آثاراً تتطلب إجراء هذه الرتوش مقارنة بغيري فأنا محافظة على رشاقتي بشكل طبيعي بالاعتماد على الغذاء الصحي والرياضة والسلوك الغذائي المناسب، وحريصة على ألا يصل بي الأمر لأن أكون مهووسة بعمليات التجميل - حتى البسيطة منها - مثل الكثير من النجمات اللاتي أدمنّ ذلك رغم أنهن ينكرن أمام الجمهور إقدامهن على إجراء عمليات تجميل.

* العمل الإعلامي، والكتابة، والعروض والاهتمام بالجمال وغيره ألا يشتت ذلك ذهنك؟

- صحيح أنني أعتني بكل ذلك بل أكثر منه لكنني لست مسترسلة في أي منها وكل شيء من ذلك أمارسه بمزاجية وأجد نفسي داخل تلك التركيبة فهي تعكس تنوع شخصيتي ومواهبي، ومقدرتي على أن أكون في المقام الذي أريده وفي الوقت الذي أريده.

مارست الكتابة على أنها مزاج ولا يمكن أن أكتب مقالاتي ونصوصي تحت الطلب. مارست التحليل السياسي أيضاً بمزاجية.. لكنني لن ألبس الثوب السياسي عبر الإعلام (أي برامج تلفزيونية) ولا أريد أن أفرض مزاجيتي على الآخرين.

* ما سبب توقفك عن الغناء بعد أن خضت التجربة؟

- قبل أن أقدم الأغنيتين اللتين قدمتهما كأول تجربة لي كان لدي إحساس بأن غنائي لن يجد القبول المناسب ليس من الجمهور بل من الإنتاج الذي لم يرحب بهذا النوع من الأغاني حيث إنني قدمت الأغنية الملتزمة فقد غنيت للقدس وللأم. وقد طلب مني أن أقدم نفسي بكادر آخر لا أجد نفسي فيه.. ولكنني قلت (لا) بملء فمي لأنني لا أريد أن أكون في مكان ليس مناسباً لي بل سأكتفي بالمشاهدين على الشاشة وقرائي على الصحف والمجلات.

* هل أنت قلقة من الواقع الإعلامي الراهن؟

- المشهد الإعلامي حالياً مطمئن ومريح جداً وأراه بخير لأنه على الأقل مواكب ومتطور رغم ما به من نماذج الألوان وتقاطع الخطوط واختلاف مواضع الضعف والقوة لكنه يمثل نسيجاً واحداً يعكس واقعاً حقيقياً.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسة

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة