Al Jazirah Magazine Tuesday  23/01/2007 G Issue 203
خارج الحدود
الثلاثاء 4 ,محرم 1428   العدد  203
 

الطاقة الشمسية
تدخل منازل أمريكا من أوسع باب

 

 

يسخن مايكل ستريزكي منزله ويبرده على مدار العام ويستخدم نطاقاً كاملاً من الأجهزة الكهربائية بما في ذلك أجهزة مفرطة في استهلاك الكهرباء مثل حوض استحمام بالماء الساخن وجهاز تلفزيون بشاشة عريضة دون أن يدفع سنتاً واحداً في فواتير المرافق.

إن منزله العائلي الذي يبدو تقليدياً في غابات الصنوبر بغرب نيوجيرزي هو الأول في الولايات المتحدة الذي يظهر أن توليفة من الطاقة الشمسية والهيدروجينية يمكن أن تولد كل الكهرباء اللازمة لمنزل من المنازل.

ويأتي مشروع هوبويل الذي أخذ اسمه من اسم بلدة قريبة وسط مخاوف متزايدة بشأن أمن الطاقة في الولايات المتحدة وقلق حول تأثيرات حرق الوقود الأحفوري على البيئة.

وقال جيان باولو كامينيتي من (شركاء الطاقة المتجددة) الذراع التجاري للمشروع: (الناس يتفهمون أن التغير المناخي مثار قلق بالغ لكنهم لا يعلمون ما الذي يستطيعون فعله إزاء هذا... هناك مكسب نفسي في فعل الصواب).

ويدير ستريزكي المنزل البالغة مساحته ثلاثة آلاف قدم مربع باستخدام طاقة يولدها سطح تبلغ مساحته ألف قدم مربعة ويمتلئ بخلايا كهربائية ضوئية على مبنى قريب ومحلل كهربائي يستخدم الطاقة الشمسية في استخراج الهيدروجين من المياه وعدد من صهاريج الهيدروجين التي تخزن الغاز حتى تحتاجه خلية الوقود.

وفي فصل الصيف تولد الألواح الشمسية كهرباء أكثر بستين في المئة من احتياجات المنزل فائق العزل. ويخزن الفائض على هيئة هيدروجين يستخدم في فصل الشتاء حين تكون الألواح الشمسية غير قادرة على تلبية كل احتياجات المنزل لتوليد كهرباء في خلية الوقود. ويستخدم ستريزكي أيضا الهيدروجين لإمداد سيارته التي تعمل بخلايا الوقود بالطاقة والتي هي غير مسببة للتلوث على غرار محطة الكهرباء المنزلية.

ولا تسهم الطاقة الشمسية في الوقت الحالي إلا بنسبة 0.1 في المئة من احتياجات الولايات المتحدة من الطاقة لكن عدد المنشآت التي تستخدم الطاقة الكهربائية الضوئية زاد بنسبة 20 في المئة عام 2006 كما أن تكلفة تصنيع الألواح الشمسية تنخفض بنسبة نحو سبعة في المئة سنوياً وفقاً لرابطة صناعات الطاقة الشمسية.

ومع تراجع التكلفة وتسارع البحث عن بدائل نظيفة للوقود الأحفوري باهظ الثمن والملوث للبيئة يتكهن بعض المحللين بأن يشهد استخدام الطاقة الشمسية توسعاً كبيراً في الأعوام الخمسة إلى العشرة القادمة.

وتكلف مشروع نيوجيرزي الذي افتتح في أكتوبر تشرين الأول عام 2006 بعد أربع سنوات من التخطيط والبناء نحو 500 ألف دولار منها 225 ألف دولار وفرها مجلس نيوجيرزي للمرافق العامة.

وتهدف الولاية وهي من أبرز المؤيدين للطاقة المتجددة إلى أن تأتي 20 في المائة من طاقتها من مصادر متجددة بحلول عام 2020م.

ويوجد بها حالياً أكبر عدد من منشآت الطاقة الشمسية في أي ولاية أمريكية باستثناء كاليفورنيا.

وقال دويال سيديل المتحدث باسم المجلس: إن المجلس دعم المشروع لأنه يساعد في تحقيق أهداف الولاية المتعلقة بالطاقة المتجددة.

وأضاف (مشروع المنزل الذي يعمل بالطاقة الشمسية والهيدروجينية يتيح فرصة هائلة لتقليل غازات الصوبة الزجاجية التي تسهم في الاحتباس الحراري).

وقدم عدد من الرعاة التجاريين معدات وخبرات للمشروع من بينهم مؤسسة اكسايد التي تبرعت ببطاريات قيمتها نحو 50 ألف دولار وشركة سواجيلوك من اوهايو التي قدمت أنابيب من الصلب الذي لا يصدأ قيمتها نحو 28 ألف دولار. وشارك ستريزكي بنحو 100 ألف دولار من ماله الخاص.

وفي الوقت الذي قد تردع فيه التكلفة الكثيرين عن تحويل منازلهم للعمل بالطاقة الشمسية باستثناء الأثرياء من المعنيين بشؤون البيئة فإن ستريزكي وشركاءه يؤكدون أن المشروع مصمم كي يتم تكراره وإن سعر النموذج الأولي أعلى بكثير مما سيدفعه من سيحاكونه.

وقال ستريزكي إنه بعد أن سددت مصاريف البحث والتصميم التي تنفق في المرة الأولى فإن السعر سيبلغ نحو 100 ألف دولار.

وقال مارشانت وينتوورث من اتحاد العلماء المعنيين وهي جماعة مدافعة عن البيئة في واشنطن: إن السعر لا يزال مرتفعا للغاية بحيث لا يمكن تكرار المشروع على نطاق واسع.

وأضاف أنه حتى يتم تبني هذا المشروع فإنه يجب أن تكون هذه المنشآت قادرة بيع فائض الطاقة لشبكة الكهرباء بحيث تدر عائداً متجدداً يمكن استخدامه لاستقطاب رأس المال.

ومضى يقول: (يجب أن نجعل التمويل في متناول أشخاص حقيقيين).

ويجادل كامينيتي بأن تكلفة تركيب الطاقة الهيدروجينية الشمسية تبلغ نحو أربعة آلاف دولار سنويا حين توزع تكلفتها البالغة 100 ألف دولار على مدار العمر الافتراضي المتوقع للمعدات الذي يبلغ 25 عاماً.

لكن هذا أكثر بكثير من متوسط المبلغ الذي ينفقه مالك المنزل الأمريكي على الطاقة سنوياً والبالغ 1500 دولار وفقاً لما تقوله الحكومة الاتحادية.

وحتى إذا كان متوسط تكلفة البنزين التي تبلغ نحو ألف دولار للسيارة الواحدة سنويا متضمنة في هذه التوليفة للطاقة فإن خيار الوقود المتجدد لا يزال أغلى بكثير من توليفة شبكة الكهرباء والبنزين.

لكن بالنسبة لستريزكي وزملائه فإن المنزل له أهمية أكبر بكثير من حجم تكلفته.. إنه يتعلق بأمن الطاقة في وقت تسعى فيه الحكومة الاتحادية إلى تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري من الشرق الأوسط ويتعلق باتباع نمط حياة دون توليد غازات الصوبة الزجاجية. وبالنسبة لستريزكي (51 عاماً) فإن هذا المشروع هو مشروع حياته ويقول (لقد كرست حياتي لكي أجعل الكوكب مكاناً أفضل).


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسة

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة