الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Tuesday 24th January,2006 العدد : 157

الثلاثاء 24 ,ذو الحجة 1426

صباح الخير..!!
تشرق الشَّمسُ صباحَ كلِّ يوم..
تسبقنا العصافير بأصواتها وزقزقاتها في إعلان مولد يومٍ جديد..
تدبُّ الحركة، حركة الناس، وكأنهم على موعد مع ما جَدّ من جديد.
***
برنامج مكرَّر لكلٍّ منا..
يبدأ مع الصباح الباكر، ولا ينتهي إلاّ في الهزيع الأخير من الليل..
كفاح وعرق..
وصراع لا ينتهي مع ما هو مؤمَّل أو منتَظر.
***
لا يعرف المرءُ بِمَ هي حبلى به أيامه القادمة..
وماذا تحمل له حياته مما يتمنَّى أو لا يتمناه..
وبأيّ صورة سيتعامل المرء مع مفاجآت قد تنتظره من حين لآخر..
فهذا الغموض جزءٌ من متعة الحياة التي لا نعرف كم ستكون أعمارنا فيها.
***
مع أشعَّة الشَّمس، وفي بواكير صباح كلِّّ يوم، تتسابق الأفكار والتأملات حول ما ينبغي أن يكون أو ما قد يستجد خلال الزمن القادم..
كلٌّ يفكر في قَدَرِه بالحياة، ما يتمنَّاه وما يخطِّط له، وما يعمل من أجله مصحوباً بالكثير من التوقُّعات التي قد تأتي، وقد لا يناله أي نصيب أو شيء منها.
***
الشمس بأشعتها الذهبية تدقُّ الأبواب المغلقة..
تتسلَّلُ برفقٍ وهدوءٍ إلى الغرف المظلمة لتوقظ من بقيَ نائماً، مذكِّرةً إياه باليوم الجديد..
فيما الحركة تبدو في الخارج صاخبةً وتدُبُّ بشكل مثير لمن اعتاد أن ينام مبكِّراً ويستيقظ كذلك.
***
هكذا هم الناس في عالمنا الواسع الفسيح..
من يتسابقون إلى حيث مواقع أعمالهم..
ومن اعتاد منهم أن يمضي نهاره بالنوم والتشاغل عن أداء واجباته ومسؤولياته دون أن يفكر في أضرار هذا السلوك عليه وعلى الوطن والمواطن.
***
ومع الصحو المبكر..
والاستيقاظ في الوقت المناسب..
مع نسمات الصباح الباردة..
وهوائه العليل..
يدرك المرء ما في ذلك من فعل لهذه الحيوية والنشاط التي تبدو على وجوه ومحيا وحركة وتفكير أولئك الذين اعتادوا أن يكونوا بعيدين عن غرف النوم في وقت مبكر من صباح كل يوم جديد.
***
تلك بعض خَطَراتٍ صباحية كانت محورَ تفكيري وتأملاتي..
ربما كانت باردة مثلما هو طابع الساعات الأولى من كلِّ صباح..
وقد لا تكون كذلك، لكنَّها في كلّ الحالات والأحوال تحاول أن تتقمَّص شخصية المشهد بين نموذجين من الناس..
الصورة ربما أنها لم تتكامل أو تتضح بما فيه الكفاية للتعبير عن الواقع..
لكنها محاولة للاقتراب من الحالة، من الصورة الباهتة في بعض جوانبها، المشرقة من جوانبها الأخرى..
نعم.. إنها محاولة.. ليس إلاَّ!!.


خالد المالك

أساس الاستقرار الأسري
الزواج المتوازن.. من يظفر به؟
الزواج الذي تذوب فيه شخصية أحد الزوجين في الآخر أو النزوع للاستقلال عن بعضهما تماما بالشكل الذي يحدث فجوة لا يبعث على الاستقرار والسعادة، ولكن يمكن بناء علاقة زوجية تقوم على التوازن والاندماج بين الرجل والمرأة، ويرى علماء الاجتماع أن من يظفر بهذا النوع من العلاقة يستطيع بناء حياة زوجية على أساس من الاستقرار، ويتجاوز المشكلات الناجمة عن الحلول القائمة على التضحية من طرف واحد، أو المفروضة بالقوة.
وعادة يلجأ إلى هذا النمط من العلاقات الزوجية، الأزواج الذين يتمتعون بمشاعر رقيقة، وأحاسيس إنسانية رفيعة، ويتسمون بالصراحة والوضوح والشفافية في تصرفاتهم، وإبداء مشاعرهم وآرائهم حول مختلف جوانب الحياة.
ويتطلب ذلك نظرة بعيدة، وأفقاً واسعاً، ونوعاً من الحكمة والرأي السديد في مواجهة المشكلات التي تبدأ صغيرة كالشرارة ولكنها تكبر وتدمر بمداعبتها بأنصاف الحلول، ويلوذ أطراف هذه العلاقة إلى البحث عن العنصر الجمالي في بناء صرح الأسرة وليس فقط الركون إلى إشباع الرغبات الذي تؤطره محدودية ضيقة فيما تسمو المشاعر الشخصية العميقة والنظرة الإنسانية المتعمقة في فهم الدواخل، واستيعاب قيم الحياة بالعلاقة الزوجية إلى آفاق رحبة تنمو في مناخها الصحي حياة أسرية مستقرة هادئة هانئة خالية من التنغيص والأنانية وإشباع الاحتياجات المادية.
وقد أثبت علم النفس الاجتماعي، وبرهنت التجارب أن أكبر أكذوبة دمرت الحياة الزوجية لكثير من الأسر هي مسألة ذوبان أحدهما في الآخر، لأنها تلغي مساحة وجدانية مستقرة في نفس كل إنسان، وتطمس هوية وشخصية أحد الزوجين بحجة بناء أسرة مستقرة سعيدة متكافئة لكنها في واقع الأمر لا تبني إلا حياة تقوم على إلغاء الآخر وإلحاق شخصيته وتذويبها تماماً، إما عن طريق التهديد أو القوة، وهي مسألة لا تألفها النفس الإنسانية ولا الذوق بل يذهب ضحيتها الكثير من الكيانات الأسرية.
فكرة الاندماج
العصر الذي نعيش فيه أتاح الكثير من وسائل تفتح الشخصية الفردية ابتداء من توفر فرص العمل للعنصر النسائي فضلا عن التعليم وتوافر عناصر التقنية والاتصال والإعلام التي جعلت الطريق ممهداً لتنامي استقلال الشخصية والتوعية الذاتية ورحابة المساحة الأزلية للخصوصية الفردية، هذا يساعد بطبيعة الحال على إيجاد فرص أوسع لاحترام الآخر والاندماج معه ليس إلحاقه وتذويبه وفنائه في عالم الذات، كما يوفر مزيجا من العواطف الرقيقة والرفيعة التي تساند استقرار الحياة الزوجية، وسموها فوق النزعات الأنانية بحيث لا تستطيع أي عواصف مهما كانت عاتية أن تزيلها أو تزحزحها.
هذا التمازج والاندماج المبني على الاحترام المتبادل، والنابع من سمو العواطف، وارتقاء الفهم سيوجد شخصية اجتماعية تحمل صفات الطرفين، بكل خصوصيتهما دون إلغاء أي منهما بل العكس يستطيع كل من الزوجين أن يجد خصوصيته إلى جانب خصوصية الآخر في بوتقة واحدة، ونسيج واحد يحمل عوامل تفتح ونمو وازدهار الشخصيتين معاً، بما يبعد شبح الخوف من أن يقع أحدهما فريسة لابتلاع الآخر، حيث تنفر النفس الإنسانية من آلية الانسحاق الذي يزيل مساحة الخصوصية ويولد التمرد الخفي في اللاوعي الشخصي وهذا يدفع إلى بروز تصرفات في وقت ما قد تكون هي السوسة التي تنخز في عظم شخصية الأسرة.
وكلما استطاع الزوجان أن ينثرا مفردات الحب والتعاطف والانجذاب التلقائي، أصبح من السهل نمو أزهار التفاهم والانسجام، واتساع مساحات الحب والتآلف، وإبعاد شبح العاصفة التي تكمن في النفوس نتيجة مفعول الزحف على شخصية الآخر ومحاولة إلغاء كيانه، فالعيش في أسرة واحدة لا يعني بأي حال من الأحوال التخلي عن الوجود الشخصي، بل بتكامل الجوانب الإيجابية للطرفين، ومحاولة التخلص من النزعات الأنانية، وفرض الذات على الآخر بشيء من القسرية والهيمنة.
وكثيراً ما يعتقد الناس أن اختفاء مشاعر الانجذاب والحب والانبهار بعد مرور فترة الزواج الأولى يشكل غياباً للحب وفناء لبذوره، لكن الحقيقة هي أن تلك المشاعر تترسخ وتتجذر في أعماق الشخصية الأسرية (الكيان الجديد الذي ضمهما) حيث تحول البحث عن الآخر إلى واقع تتجسد فيه روعة العلاقة ويثمر ألقاً وتوهجاً وينعكس استقراراً وسعادة بين الزوجين.
حتى هموم الحياة والبحث عن العيش والانشغال بالعمل، ليس ضياعاً بالحب، ولا إطفاء لشعلة العواطف التي كانت ملتهبة في بداية الحياة الزوجية، إنما هي وسائل لترسيخ تلك القيم العاطفية وتسييجها بأمان الكسب وتوفير متطلبات العيش في أجواء من الاندماج الأسري، لأن كلا من الزوجين يشعر بالسعادة وهو يلبي احتياجات الآخر، ويقوم بدوره ووظيفته داخل الكيان الأسري الجديد، فنجد مشاعر الحب اللاهبة غير ظاهرة للعيان، ليس لأنها سحابة صيف تلاشت مسرعة، ولكن مثل هذه المشاعر لا تصير إلى العدم على الإطلاق، فكل تلك الأحاسيس تتجه إلى تغذية النفس، وتوجيه تحركات الشريك ليهتم بالمتطلبات التي توفر متانة العلاقة وتماسكها.
فتتحول مشاعر أيام الزواج الأولى بكل عنفوانها وحرارتها وسعادتها وحلاوتها إلى طمأنينة ودوافع جديدة لترسيخ مبادئ الحب، وبناء قاعدة نفسية صلدة، والبحث عن وسائل الديمومة والاستمرار.. فتتولد مشاعر جديدة قوامها الارتباط بالآخر والانطلاق بالعلاقة الثنائية بكل مقوماتها، ودعائم بنائها إلى آفاق رحبة، وقيم أخرى أكثر سمواً ترتكز على تتويج فكرة الاندماج والتوازن الأسري والاستقرار بعيداً عن شبح السيطرة والاحتواء، أو التأثير القسري وتذويب الشخصية.
من يظفر بهذه التوليفة، يمسك بأهداب السعادة الزوجية، بمفهومها الإنساني، ويرتقي فوق واقع الماديات ونزعة ال(أنا) الضيقة التي لا مجال لها على الإطلاق في بناء حياة أسرية سعيدة مستقرة.

..... الرجوع .....

الطب البديل
الفن العربي
عالم الاسرة
المنزل الانيق
المستكشف
خارج الحدود
الملف السياسي
حوار
استراحة
حياتنا الفطرية
منتدى الهاتف
مجتمعات
روابط اجتماعية
آفاق
ملفات FBI
صحة وغذاء
شاشات عالمية
تميز بلا حدود
أنت وطفلك
الحديقة الخلفية
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved