Al Jazirah Magazine Tuesday  25/09/2007 G Issue 237
منتدى الهاتف
الثلاثاء 13 ,رمضان 1428   العدد  237
 

التبذير سلوك مذموم يزداد في رمضان

 

 

* إعداد - صلاح شنكل

لا شك أن التبذير سلوك مذموم، وقد وصف القرآن المبذرين بأنهم إخوان الشياطين، وبما أن هذه العادة السيئة مرفوضة في سائر أيام وشهور السنة، فإنها أكثر رفضا وذما في هذا الشهر المبارك الذي يجب أن يبحث الناس فيه عن المزيد من الحسنات ويتوخوا العادات الحسنة والسلوكيات الحميدة، ولكن رغم ذلك نلاحظ أن هذا السلوك يزداد في رمضان بشكل ملفت للنظر، خصوصا في موائد الإفطار والسحور، حيث يجهز الناس وجبات وموائد أكثر من الحاجة ويضطرون في النهاية إلى رميها في مكب النفايات.

إلى أي مدى هذه الظاهرة موجودة في مجتمعنا؟ وما أسبابها، وكيف نتخلص منها، في هذا الإطار كانت مشاركات أصدقاء منتدى الهاتف هذا الأسبوع، فلنقرأ ماذا قالوا عبر الأسطر التالية.

( سعد عبدالله الضفيان الرياض: لماذا لا تكون هناك لجنة متخصصة من البلدية مثلما هو موجود في بعض الدول، عندما يكون لأحد عزومة وهناك فائض، تقوم اللجنة بتسليمه لجمعية متخصصة وهذه الجمعية تعطيهم بطاقات يذهبون بها إلى المطعم ويأخذون تخفيضا مقابل الصحون التي أضيفت إلى الجمعية على أن يكون هناك آلية يسير بها العمل في المناسبات الكبيرة على أن تقوم الجهات المختصة بتنظيم العمل، حتى يتعامل الناس مع هذه المطابخ بأسلوب راق.

الأطعمة الزائدة

( أفراح إبراهيم الشبرمي: لقد بات التبذير في شهر رمضان عادة درج عليها الكثير من الناس في هذا الشهر الفضيل فبدلاً من أن تقضي المرأة نهارها في التعبد وقراءة القرآن تقضيه في المطبخ لتعد ما لذ وطاب من الأطعمة وكأن شهر رمضان شهر للأكل فقط فتجد المنازل بعد انتهاء وجبة الإفطار تكتظ بما لذ وطاب من الأطعمة الزائدة عن الحاجة فلماذا التبذير؟!، خاصة أن الكثير من الناس يحتاجون ثمن هذه الموائد الزائدة لسد احتياجات ضرورية أخرى، من المفروض أن تعد كل أسرة من الطعام ما يكفيها فقط وإذا زاد تكون الزيادة معقولة، لكن ما نراه ويلاحظه الكثيرون أن الزيادة أحيانا تكون أكثر من المستهلك.

موسم المأكولات

( حصة الزويد: التبذير سلوك مذموم يزداد في رمضان هذا هو شهر الرحمة والغفران قدم بأيامه ولياليه المباركة والكل يسعى لبذل الخير والصدقة لينال الأجر المضاعف من الله عز وجل ولكن هناك سلوك مذموم يمارسه البعض هداهم الله وهو التبذير والإسراف فنجد من الناس من جعل رمضان موسما للمأكولات، وربة المنزل تبحث عن أصناف وأنواع جديدة لتضيفها على مائدتها الرمضانية ويذهب جل وقتها في إعداد هذه الأصناف من الأطعمة، وأنا لست ضد إعداد أصناف الطعام ولكن هل كل ما نعده نأكله إذا كان ذلك كذلك فلا بأس أما إذا كنا نضيع أوقاتنا ثم بعد ذلك لا نأكل إلا القليل فهذا هو الإسراف وإذا كانت ربة المنزل اعتادت على هذا الشيء فلابد أن تتصدق بالباقي لكي تنال الثواب الكثير. ومما يشرح الصدر انه ما زال في المسلمين الخير الكثير، اسأل الله أن يبارك لنا في هذا الشهر الفضيل ويجعلنا ممن يصومون نهاره إيمانا واحتسابا ويقومون ليله ابتغاء وجه الله، وألا نكون من المبذرين.

لماذا في رمضان؟

( عمرو بن إبراهيم العمرو : شهر رمضان شهر الخير في كل شيء في السلوك والتعامل والعبادة والطاعة فهو مدرسة وهو قدوة ففيه يتعلم الإنسان كل الفضائل الربانية والسلوك الإنساني الرائع الذي هو سلوك المسلم العابد فصور كثيرة جميلة في هذا الشهر تظهر ومعانٍ سامية تتواجد كيف لا وهو مدرسة الصالحين وسباق المتنافسين وطريق الخير للعابدين فيه تعظم الدرجات وتزداد الحسنات وتجزل العطايا من رب البريات لكننا حقيقة ربما نرى بعض أوجه الخطأ من بعض الناس هداهم الله خصوصا في هذا الشهر ولعل من أبرز هذه الأخطاء وصورها ألا وهو التبذير الذي دائما لا يأتي بخير فهو أمر مذموم على إطلاقه، فربما انهم يعتقدون أن هذا شهر الخير وهو فعلا شهر الخير فنجد بعضهم قد يفعل ويقيم مأدبة كبيرة جدا وربما لا يحضر لها إلا أناس قليلون وباقي الطعام يرمى في النفايات فلو انه في هذا الشهر فعلا أراد الخير وأراد ألا يكون مبذرا ولو انه اتصل على بعض الجمعيات الخيرية واخذوا معهم هذا الطعام فقد فعل شيئا جميلا جدا فربما كان هذا الأمر خيرا له في الدنيا والآخرة، كذلك من مظاهر التبذير ربما يبذر حتى في الذهاب إلى الأسواق وشراء مستلزمات العيد، لذلك أدعو إخوتي في هذا المقام أن يحرصوا حرصا تاما على التوازن في كل شيء وندعو الله سبحانه وتعالى ألا يجعلنا من المبذرين.

أشكال التبذير

( مرام المسعود - الرياض: نعم إن التبذير سلوك مذموم يزداد في رمضان وهو خصلة مذمومة فقد ورد فيها من الوعيد الشديد، نرى ان بعض الناس يزداد إسرافهم في رمضان عن بقية العام فيجعلونه شهرا لإعداد الموائد الفاخرة المتنوعة وربما أدى انشغالهم في التهامه إلى التفريط، وهذا لا ينبغي في غير رمضان فكيف به في رمضان، لا شك إن فعل هؤلاء يخالف الحكمة من مشروعية الصيام، ومن صور التبذير زيادة الأصناف كالحلوى الكثيرة التي نراها في رمضان والعجيب ان هذا التبذير في هذا الشهر المبارك يذهب أكثره إلى النفايات، وقد عملوا إحصائية ان كمية الأطعمة المستهلكة في رمضان أكثر من غيرها من الشهور، فهل هذا هو رمضان وهل هذا هو الصيام الذي يريده الله، وهل هذه هي الحكمة من مشروعية الصيام؟.

فضل الزاد

( محمد خالد الحصان - بريدة: للأسف الشديد تجد بعض البيوت بعد أن انعم الله عليهم بأن متعهم بالصحة والعافية في رمضان إلا وان تجد بعض الناس قد تهاونوا بها وهي التبذير الم يعلموا إن هنالك أناسا يأكلون ما يأكله النمل، وسببه الجوع وللأسف تجد التبذير قد عم البيوت وتجده هو البديل عن شكر الله فلماذا لا يقتصدون أهل البيت، وان زاد شيء لماذا لا يعطونه الفقراء والمحتاجين، وأنبه إلى أمر مهم قد نسيه بعض الناس وهو ما يجلب المحبة والمودة بين الجيران وهو إهداء الزائد عن الحاجة إلى احد منهم بدلا من رميه والعبث به مع العلم انه صالح للأكل أرجو من الجميع أن ينتبهوا لذلك حتى لا يحرموا الخير من الله سبحانه وتعالى بسبب التبذير والله ولي التوفيق.

الوسطية خير

( أم راكان - ضرماء: للأسف نلاحظ أن التبذير يزداد في رمضان بالفعل، وهذه ظاهرة غير حميدة، وسلوك يخالف القرآن والسنة، فلماذا نصر عليه وهو ليس فيه أي وجه من وجوه الخير، حتى المباهاة والتظاهر أمام الناس بهذا العمل ليس من البر في شيء، لكن نرى الكثيرين يحرصون عليه، هداهم الله، وأعتقد ان ذلك من قلة الوعي، وهذا شيء مؤسف إذا كنا في بلاد الحرمين، نمارس هذا السلوك الذي ينافي الدين وينافي الإنسانية والذوق السليم، فكيف بغيرنا في مشارق الأرض ومغاربها ممن يعذرون لجهل بعضهم ولحداثة دخول البعض في الإسلام، نأمل أن يعي الناس مخاطر هذا الأمر، ونجتهد في العمل على التخلص منه، لأننا محاسبون عليه، أما إذا كانت المائدة مناسبة وتكفي لإشباع الناس مما لذ وطاب من نعم الله التي أنعم على عباده فهذا من قبيل الحمد والشكر، فان الله يحب أن يرى أثر النعمة على عبده، دون إفراط أو تفريط، ودون شح أو تبذير، فالوسطية خير في كل شيء.

حملات توعوية

( علي الصرامي: التبذير من العادات السيئة عند الكثير من المجتمعات المسلمة، ولكن تكثر بشكل ملحوظ عند المجتمع الخليجي بشكل عام والسعودي على وجه الخصوص، وهي عادة في غالبها ليست بنية الإسراف أو التبذير، بل (غالبا) بسبب التمتع بنعم الله، وزيادة في الكرم في هذا الشهر الفضيل، أما الخطير في الأمر أن الظاهرة تتفاقم في رمضان، وتأخذ شكل الظاهرة الاجتماعية، أي تنتشر في نطاق واسع في المجتمع، وليست قاصرة على الأغنياء وحدهم، بل حتى متوسطي الدخل أو محدودية، نجدهم يجارون غيرهم في إعداد موائد تزيد عن حاجة أفراد الأسرة ليقوموا يوميا برمي تلك الزيادة في النفايات، وهذا أمر لا شك لن يرضي الله سبحانه وتعالى، فالأمر جد خطير، لأنه يتعلق بالدين، وبالضمير الإنساني، فكيف نبذر وغيرنا الكثير يحتاج إلى جزء مما نلقيه في النفايات؟ وفي نظري القضية ثقافية في المقام الأول، ونحتاج إلى حملات توعية، والى دور فاعل للإعلام، والى ربات بيوت واعيات، وآباء وشباب يدركون معنى تبذير، ومدى خطورة ذلك.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة