Al Jazirah Magazine Tuesday  25/09/2007 G Issue 237
رمضانيات
الثلاثاء 13 ,رمضان 1428   العدد  237
 

عادات وتقاليد وصور روحانية خاصة
رمضان في كل مكان

 

 

على الرغم من اختلاف العادات والتقاليد واللغات، فإن رمضان يوحد بين مشاعر المسلمين في كل مكان، إذ نجد بهجة الشهر الفضيل واضحة على وجوه الناس وعلى حياتهم العامة وتعاملهم مع بعضهم البعض ومع الآخرين، وكذلك يكون التغيير الرمضاني واضحا على وسائل الإعلام وخصوصا التلفزيون، ونتجول معكم عبر عادات وتقاليد بعض الشعوب والدول خلال هذا الشهر المبارك.

في روسيا مظهر إسلامي

للمسلمين فقط

تتلخص الشعائر الرمضانية عند الروس في الاجتماع حول موائد الإفطار والذهاب إلى أداء صلاة الجماعة، وتقوم المساجد الرئيسية بختم القرآن الكريم طوال شهر الأمر الذي يجعل من هذا الشهر عيدا يمتد على مدار ثلاثين يوما، كذلك يحرص المسلمون الروس على أداء صلاة التراويح وتعتبر هذه العبادة مهمة جدا في توحيد المسلمين، حيث يشعر المسلم القادم إلى أداء صلاة التراويح بأنه قادم إلى جماعة فيستقر لديه الشعور الديني الإيماني.

ومن العادات أيضاً أنه أثناء موائد الإفطار تتم دعوة من يتقن قراءة القرآن ويعلم شيئاً عن الدين ليقوم بقراءة ما تيسر من القرآن ويلقي درساً أو موعظة مما يترك أثرا طيبا في المدعوين، كما يساعد على جذب غير المتدينين من المدعوين إلى التدين والالتزام بالتعاليم الإسلامية، كما نجد موائد الإفطار الجماعي التي تنظمها الجمعيات الخيرية التي تماثل (موائد الرحمن) لدينا هنا في مصر وتشارك العديد من الدول العربية والإسلامية في إقامة مثل هذه الموائد عن طريق البعثات الدبلوماسية مما يشعر المسلم الروسي بعمق الروابط بينه وبين باقي شعوب العالم الإسلامي.

وبخصوص تعامل الشعب الروسي والدولة الروسية عموما مع الشهر الكريم، فإننا لا نجد أي تغيير عن باقي أيام السنة فالبرامج التليفزيونية والإذاعية كما هي تبث من دون احترام لمشاعر المسلمين.

الفلبين عادات أقرب للعربية

للمسلمين في الفلبين عادات وتقاليد خاصة بهم، فهو مجتمع أصيل في هذه البلاد التي لا وافد إليها من بعيد كما هو الحال في الدانمرك مثلاً، ويرتقب المسلمون دخول شهر رمضان من أجل تأكيد هويتهم الإسلامية، ومن أبرز عاداتهم خلال الشهر الكريم تزيين المساجد وإنارتها والإقبال على الصلاة فيها، بل وجعلها مركز التجمع العائلي، فتصبح داراً للعبادة وللتعارف بين المسلمين، أيضاً يحرص المسلمون على أداء صلاة التراويح واصطحاب أبنائهم إلى أدائها بغرض غرس التعاليم الدينية في نفوسهم من الصغر، ولا بد لكل مسلم أن يؤدي هذه الصلاة.

هناك وتقام في 20 ركعة، ويحرص المجتمع الإسلامي الفلبيني في شهر رمضان على تقديم الخدمات الاجتماعية للمحتاجين، كما أن الأغنياء يستضيفون الفقراء موائدهم من دون أية حساسيات، فالكل إخوةٌ في الإسلام، وتُوزَّع الصدقات خلال الشهر في ليلة النصف منه، ويعمل أئمة المساجد على جمع زكاة الفطر وتوزيعها بمعرفتهم الخاصة على المستحقين من الفقراء.

ولا ينسى المسلمون الفلبينيون أن يزيِّنوا موائد الشهر الكريم بالأكلات المحلية الخاصة بهم مثل طبق (الكاري كاري) وهو اللحم بالبهارات وكذلك مشروب السكر والموز وجوز الهند، وهناك بعض الحلوى التي تشبه (القطائف) المصرية وعصير (قمر الدين)، ويلهو الأطفال في هذا الشهر بعد الإفطار، حيث يرتدون الملابس المزيَّنة بالألوان والزخارف، ثم يحملون الفوانيس أو ما يشبهها، ويبدأون في التنقل من مكان لآخر بل ويتولون إيقاظ النائمين لتناول طعام السحور وهو ما يضفي بهجةً على النفوس في هذا الشهر الكريم.

رمضان على الطريقة الماليزية

يهتم المسلمون الماليزيون بحلول شهر رمضان الكريم، حيث يتحرون رؤية الهلال، وتُصدر وزارة الشؤون الدينية بياناً عن بداية الشهر المعظم ويُذاع في كل وسائل الإعلام وتقوم الإدارات المحلية بتنظيف الشوارع ورشِّها ونشر الزينة الكهربائية في المناطق الرئيسة.

أما المواطنون فهم يبدأون منذ نهاية شهر شعبان الكريم شراء حاجياتهم الغذائية وتحضير المساجد لاستقبال المصلين، وتُضاء المساجد، ويعلنون عن حلول شهر رمضان المعظم بوسائل عدة: منها الضرب على الدفوف في بعض الأقاليم، ويقبل المسلمون رجالاً ونساءً وأطفالاً على الصلاة في المساجد خلال شهر رمضان، ويتم إشعال البخور ورشِّ العطور في المساجد، ويصلي الماليزيون المغرب ثم يتناولون إفطارهم ويعودون للمساجد من أجل أداء صلاتَي العشاء والتراويح، ويتْلون القرآن الكريم، وتنظِّم الدولة مسابقات حفظ كتاب الله تعالى بين كل مناطق البلاد، وتوزّع الجوائز في النهاية في حفل كبير على الفائزين وعلى معلميهم أيضاً.

وكثيراً ما يدخل العديد من أتباع الديانات الأخرى في الإسلام أثناء احتفال المسلمين بنهاية الشهر الكريم التي يحييها المسلمون عن طريق ختم القرآن الكريم أو يعتنق البعض الإسلام أثناء أداء صلاة العيد التي يراها الماليزيون جميعاً مناسبةً عامةً قد تستقطب غير المسلمين لحضورها.

ويفطر المسلمون في منازلهم، والبعض منهم يفطر في المساجد، ويحضر القادرون بعض الأطعمة التي توضع على بسط في المساجد من أجل الإفطار الجماعي، وفي المناطق الريفية يكون الإفطار بالدور، فكل منزل يتولى إطعام أهل قريته يوماً خلال الشهر الكريم في مظهر يدل على التماسك والتراحم الذي نتمناه في كل أرجاء العالم الإسلامي.

ومن أشهر الأطعمة التي تحضر على مائدة الإفطار في شهر رمضان وجبة (الغتري مندي) التي تعتبر الطبق الماليزي الأشهر، وكذلك (البادق) المصنوع من الدقيق، وهناك الدجاج والأرز إلى جانب التمر والموز والبرتقال.

رمضان في تنزانيا.. نكهة خاصة

يُعَظِّمُ التنزانيون شهر رمضان ويجلُّونه ويعاملونه بمهابة تتوافق مع جلال هذا الشهر الكريم، فيبدأون الاستعداد له منذ حلول نصف شهر شعبان المبارك، ويكون ذلك عن طريق تزيين الشوارع بالأنوار وكذلك تزيين المحال التجارية والمساجد، وتنشط أيضاً الزيارات العائلية من أجل التحضير للشهر الكريم، ويهتم المسلمون التنزانيون بالصوم، حتى إن الصيام يبدأ من سن الـ12 عاماً ويعتبرون الجهر بالإفطار في نهار رمضان من أكبر الذنوب، ولذلك تغلق المطاعم أبوابها خلال أوقات الصيام ولا تفتح إلا بعد صلاة المغرب وحلول موعد الإفطار. وللشهر الفضيل الوجبات المخصصة له، التي يلجأ إليها التنزانيون من أجل المساعدة على الاستمرار في الصيام، فهناك التمر وكذلك الماء المحلَّى بالسُّكَّر إلى جانب طبق الأرز المليء بالسعرات الحرارية الذي يساعد الصائم على تحمل الجوع، إلى جانب الخضراوات والأسماك التي يحصلون عليها من سواحلهم المطلَّة على المحيط.

رمضان في أمريكا

يشهد الشهر الفضيل إقبال كل المسلمين على الصيام حتى أولئك الذين لا يلتزمون بالصلاة طوال السنة.. الأمر الذي يُشير إلى الدفعةِ الروحية التي يُعطيها الصيام للمسلمين في داخل وخارج أوطانهم، كذلك تمتلئ المساجد بالمصلين وخاصةً صلاة التراويح، إلى جانبِ تنظيم المؤسسات والجمعيات الخيرية الإسلامية العديدَ من الأنشطة التعريفية بالصيام وفضله وبالإسلام عامة، فيتحول الشهر الكريم إلى مناسبةٍ دعويةٍ إرشاديةٍ للمسلمين وغير المسلمين. ومن مظاهر تفاعل المجتمع الأمريكي عامةً مع الشهر الكريم اهتمام وسائل الإعلام بحلولِ الشهر، ونشر الصحف مواعيد بدء الصيام، وكذلك نشر المواد الصحافية الخاصة بالشهر من عادات وتقاليد المسلمين وأشهر الأكلات التي تنتشر في أوساط الجالية الإسلامية، كما يهتم الرئيس الأمريكي "جورج بوش الابن" بدعوة المسلمين إلى (البيت الأبيض) في أول الشهر الفضيل كما ينص الدستور الأمريكي على احترامِ العباداتِ والأديانِ كلها دون تفرقة. وعلى مستوى الأفراد بدأ الأمريكيون من غيرِ المسلمين في التعرُّف على الصيامِ والعبادات الإسلامية.. الأمر الذي يُعطي صورةً عن تقديم المسلمين الأمريكيين نموذجاً جيداً للدين الإسلامي، وهو ما جعل الإسلام بالفعل الدين الأكثر انتشاراً ونموّاً.

رمضان في إيطاليا

ينتهز المسلمون في إيطاليا حلول شهر رمضان الكريم من أجل تنميةِ مشاعرهم الدينية وممارسة العبادات الإسلامية خلال الشهر الفضيل، حيث يحرص المسلمون على تناولِ الأطعمةِ التي تعدها الأسر في البلاد المسلمة، إلى جانب الحلويات الشرقية التي تشتهر المطابخ الإسلامية وخاصةً العربية منها بتقديمها في شهر الصيام، وهناك الإقبال على حضورِ الدروس الدينية التي ينظمها المركز الإسلامي في المساجد الإيطالية، إلى جانب استقبال رجال الدين الذين تقوم البلاد العربية - مثل تونس - بإرسالهم إلى الدول غير الإسلامية في شهر رمضان.

وعامةً بالنسبة للمسلم الإيطالي أو المسلم المقيم في هذا البلد فإن الشهر الكريم يعتبر مناسبةً عظيمةً لتقويةِ الروابط بين المسلمين عامة في هذا البلاد وبين أبناء الأسرة الواحدة، حيث إن إفطار الجميع في وقتٍ واحد يتيح إقامة موائد الإفطار العائلية التي قد تضم الأصدقاء أيضاً، وهذه الخاصية تنتشر في المجتمع الإيطالي المعروف أصلاً بقوة الروابط بين أفراد العائلة الواحدة.

الشهر الفضيل في اليابان

تحرص المساجد في اليابان على فتح أبوابها أمام المسلمين وغيرهم خلال شهر رمضان من أجل تعريفهم بالدين الإسلامي، ومن أبرز مظاهر شهر رمضان في اليابان تنظيم مآدب الإفطار الجماعي، وذلك من أجل زيادة الروابط بين المسلمين في هذا المجتمع الغريب وخاصةً بين العرب الذين يكونون قادمين لأغراض سريعة ولا يعرفون في هذه البلاد أحداً تقريباً، وتكون هذه المآدب بديلاً عن التجمعات الإسلامية المعروفة في أي من البلدان الأخرى بالنظر إلى غياب هذه التجمعات في اليابان. كما يحرص المسلمون على أداء صلاة التراويح والقيام في أيام الشهر الكريم، ويأتي الدعاة من البلاد العربية والإسلامية وتحظى أصوات المقرئين الراحلين الشيخ عبد الباسط عبد الصمد ومحمد صديق المنشاوي بانتشار كبير في أوساط المسلمين اليابانيين، أيضاً يتم جمع الزكاة من أجل إنفاقها في وجوه الخير ودعم العمل الإسلامي، ويتم جمع هذه الزكاة طوال العام وفي شهر رمضان في المركز الإسلامي صاحب المصداقية العالية في هذا المجال.

وبخصوص صلاة العيد فإن الدعوة لها تبدأ من العشر الأواخر في شهر رمضان، وقد كانت تقام في المساجد والمصليات فقط، لكن في الفترة الأخيرة بدأت إقامتها في الحدائق العامة والمتنزهات والملاعب الرياضية.. الأمر الذي يشير إلى إقبال المسلمين في اليابان من أهل البلاد أو الأجانب عنها على الصلاة، كما يساعد على نشر الإسلام بين اليابانيين وتعريفهم به حين يرون المسلمين يمارسون شعائرهم، ويشير هذا أيضاً إلى الحرية الممنوحة للمسلمين في اليابان.

رمضان في سورية

يحتفل السوريون بشهر رمضان الكريم على طريقتهم الخاصة، وهناك العديد من المجالات التي تبرز فيها أساليب الاحتفال لدى السوريين فهناك المستوى الرسمي وكذلك المستوى الشعبي، فعلى المستوى الرسمي يتم تخصيص مساحاتٍ واسعة من البث الإعلامي الإذاعي والتليفزيوني للبرامج الدعوية والدينية فهناك ساعات للقرآن الكريم وأوقات مخصصة للحديث الشريف وللسهرات الدينية، والندوات الحوارية كما تخصص المساجد أوقاتاً فيما بعد صلاتي الفجر والعشاء للدروس الدينية، وكذلك بعد صلاة التراويح، وترسل إدارة الإفتاء العام المدرسين الدينيين في مختلفِ المساجد على الأراضي السورية إضافة إلى إرسالهم خارج البلاد من أجل الدعوة الإسلامية، وذلك في إطار اتفاقات التبادل الثقافي مع الدول الإسلامية وغير الإسلامية.

وشعبيّاً يعتبر شهر رمضان الكريم من الشهور التي تزدهر فيها روح العطاء والتعاون بين المواطنين، حيث يحرص المسلمون في سورية في هذه الفترات على تبادل الزيارات من أجل تدعيم أواصر صلة الرحم، كذلك يكثر عمل البر والخير كالإحسان إلى الفقراء والأرامل، كما يلتزم المسلم في الشهر الكريم بالطاعات وأداءِ الصلوات وحتى صلاة التراويح على الرغم من أنه قد لا يكون حريصا على ذلك طوال العام، كما تتزود الأسواق بالبضائع اللازمة لتلبية حاجاتِ الصائمين، ويتمُّ تعليق الفوانيس في الطرقات وعلى شرفات المنازل وفي واجهات المحال التجارية تحيةً لشهر رمضان وتعبر عن احترامه وقدسيته.

ويحرص السوريون على إطلاق (مدفع الإفطار) كتقليدٍ مستمرٍّ عبر التاريخ للإعلان عن حلول موعد الإفطار، كما يمر (المسحراتي) من أجل إيقاظ المواطنين لتناول طعام (السحور)، أيضاً تقوم المؤسسات الخيرية والأفراد بتوزيع الأطعمة على الفقراء، وتنتشر في هذا الشهر الفضيل (موائد الرحمن) التي تُقام من أجل إطعام الفقراء وعابري السبيل ممن يأتي عليهم وقت الإفطار وهو في الطرقات، وكل هذه المظاهر تعبر عن رُوح التعاون التي تسود في أوساط المجتمع السوري في الشهر الكريم.

رمضان في البرازيل

وشهر رمضان في البرازيل يُعتبر من المناسبات عظيمة القيمة لدى المسلمين، حيث ينتظرونه من أجل تجديد انتمائهم الديني، شأنهم في ذلك شأن جميع المسلمين الذين يعيشون في بلاد المهاجر غير الإسلامية، ويعلنون قدوم الشهر وفق تقويم مكة المكرمة، إلا أن البعض قد يختار بلداً آخر فيصوم على أساس إعلانها، وتعلن جميع المحطات الإعلامية البرازيلية المقروءة والمسموعة والمشاهَدة خبر حلول شهر رمضان الكريم مهنِّئين المسلمين، وتختلف عاداتُ المسلمين في الشهر الكريم عنها في باقي أيام السنة، فالسيدات المسلمات يرتدين الحجاب حتى ولو كنَّ لا يرتدينه خارج الشهر الفضيل، ومنهن من تستمر في ارتدائه بعد انتهاء الشهر، وذلك تأثراً بالدفعة الروحانية التي حصلت عليها فيه.

ومن عادات المسلمين قبل الإفطار أن يكثر الازدحام أمام محلات الحلويات اللبنانية والسورية القريبة من المسجد أو التابعة له، ويغلب الطابع الشامي على موائد الإفطار في شهر رمضان بالنظر إلى غلبة أعداد المهاجرين السوريين واللبنانيين بين الأوساطِ الإسلامية في البرازيل، ويتناول المسلمون طعام الإفطار، وهناك ميزة في مسألة الإفطار في البرازيل، حيث تعتبر برامج الإفطار الجماعية والأسرية من أهم ما يُميز السلوك العام للأسر المسلمة البرازيلية في هذا الشهر الكريم، فبرامج الإفطار الجماعي إما أن تكون برعاية مؤسسة خيرية تحرص على تقديم الطعام المجاني للفقراء أو الذين يسكنون في مناطق بعيدة عن المساجد ويتعذر عليهم الإفطار في بيوتهم مع أسرهم، وإما من محسنين أغنياء.

وتهتم المؤسسات الإسلامية العربية وبخاصة الخليجية بإقامة مثل هذه الولائم أيضاً يهتم القائمون على المراكز الإسلامية البرازيلية بإقامتها من أجل التعريف بالإسلام، ولهذه الوجبات أثرٌ إيجابي على المسلمين في البرازيل، حيث تُظهرهم كتلةً واحدةً.

وبعد الإفطار يتوجه الرجال والصبية وبعض النساء لأداء صلاة المغرب، وقد يتناول البعض الفطور في المسجد، ويهتم المسلمون البرازيليون بأداءِ صلاة التراويح، باعتبارها المنسك البارز في شهر رمضان، ومن أبرز المساجد في البرازيل مسجد عمر بن الخطاب في مدينة فوز دي كواسو ومسجد أبي بكر الصديق بضاحية ساوبرناندرد دي كاميو، وهي الضاحية التي يعتبرها البعض عاصمةَ المسلمين في البرازيل، حيث تنتشر المراكز الإسلامية مثل مكتب (هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية) و(مكتب الندوة العالمية للشباب الإسلامي).

وفي شهر رمضان يحرص المسلمون على قراءة القرآن الكريم وتعليمه لأبنائهم، حرصاً على هويتهم الإسلامية في تلك البلاد غير الإسلامية، كما تنظَّم المسابقات الثقافية ومسابقات حفظ القرآن الكريم طوال الشهر.

وهناك بعض المشكلات التي قد تعوق أداء المسلمين لشعائرهم، وفي مقدمتها عدم رفع الآذان من المساجد، كما أن هناك مشكلة اللغة التي تعوق تعلم المسلمين الجدد - سواء من المواليد الجدد للمسلمين أو للوافدين - حديثاً عن الإسلام، حيث لا يجيد هؤلاء اللغة العربية، وهو ما يحاول المسلمون هناك التغلب عليه بتحضير الأشرطة الدينية باللغتين العربية والبرتغالية التي تعتبر اللغة الرسمية في البرازيل، كما يهتمون بمشاهدة البرامج الدينية من على القنوات العربية التي يصل بثُّها إلى البرازيل، كما أن ضعف الانتماء الديني لدى بعض المسلمين البرازيليين يعتبر مشكلةً، حيث يتم استقطابهم لبعض الجماعات التي تكون في الغالب مضادةً للتوجهات الإسلامية.

رمضان في الكويت

يحتفل أهل الكويت برمضان بطريقة متميزة فالديوانيات التي تجمع مجالسهم كانت تقام فيها حفلات الإفطار الجماعي، كما كانت تقام مآدب عامرة في العديد من المساجد وللمسحر مكانة خاصة في هذا الشهر ويقدمون له الطعام والشراب أثناء السحور وعند قدوم العيد يمر على البيوت لأخذ العيدية التي كثيرا ما تكون من (القرقيعان) وهو عبارة عن خليط من المكسرات، أو الملبس والحلاوة والشوكولاته، كما ان الأطفال يطرقون الأبواب أثناء السحور وبعد الإفطار لكي يعطيهم أصحاب البيوت خلطة من (القرقيعان) وعند الإفطار تعمر الموائد والمناسف بالأرز واللحم والسمك وهريس القمح واللحم والمجبوس.

رمضان في السودان

يستعد الناس لرمضان في السودان منذ شهر شعبان، ويدخرون له كل متطلباته، ولا يذكر رمضان في السودان ألا ويذكر التكافل والموائد التي تنتشر في الشوارع، وعلى الطرقات تحسبا لعابر السبيل والمسافر والغريب والضيف والفقير، وهذه أبرز الملامح الرمضانية في السودان، وهي موجودة في القرى والمدن على حد سواء، حيث يجتمع الناس في المدن أما في الساحات والميادين العامة أو المساجد، ويتبادلون الموائد أي كل واحد يقدم طعامه للآخرين، ويتناول من طعامهم، أما أبرز مكونات المائدة الرمضانية، فهي الأكلات الشعبية مثل (العصيدة والكسرة والقراصة) فضلا عن اللحوم والسلطات وأشهرها (سلطة الروب) والسلطة الحمراء، وكذلك البليلة بأنواعها، وتشتمل المائدة على التمر والمشروبات مثل الكركدي وقمر الدين و(الحلو مر) وهو مشروب مكون من طحين الذرة المخمر تضاف إليه عدة بهارات ومكونات أخرى، فينقع في الماء ويصفى عصيره وله نكهة مميزة ويفيد المعدة ويحتوي على عناصر غذائية كثيرة، وهناك (الآبري) وهو نوع من الذرة يتم تزريعه أي تخميره قبل طحنه ثم تعمل منه رقائق خفيفة جدا ويجفف ويبلل بالماء قبيل الإفطار فيشرب مع الماء وله طعم خاص وهو يناسب معدة الصائم، أما عادات الاهتمام بالشهر الكريم وصلاة التراويح والإنفاق فهو مثل الكثير من الدول الإسلامية التي تهتم بهذه الشعيرة وهذا الشهر، غير أن مواعيد العمل والدراسة في السودان لا تختلف في رمضان عن غيره من الشهور، ويحرص السودانيون على زيارة الأقارب وذوي الأرحام والإفطار معهم خلال الشهر، ويكون العيد امتدادا لتلك الصلات الجميلة وتتويجا لها.

رمضان في مصر

يستقبل أهل مصر رمضان بالاحتفالات والفرح تعبيرا عن سرورهم بهذا الشهر الكريم حيث تضاء الشوارع بالفوانيس ويسهر الصائمون إلى السحور لصلاة الفجر، وتضج الأسواق بالبائعين والمشترين وأصناف رمضانية خاصة ولشهر رمضان عادات وتقاليد يتوارثها الناس عن آبائهم وأجدادهم فما ان تثبت رؤية الهلال إيذانا ببدء الصوم حتى يجتمع الناس رجالا ونساء وأطفالا في المساجد والساحات العامة يستمعون إلى الأناشيد والمدائح النبوية وحلقات الذكر ابتهاجا بقدوم هذا الشهر، كما يقوم العلماء والفقهاء بالطواف على المساجد لتفقد ما جرى فيها من تنظيف واصلاح وتعليق قناديل وإضاءة شموع وتعطيرها بأنواع البخور والمسك والعود الهندي والكافور.

وللفانوس أهمية خاصة واستعمالات عديدة فكان الكبار يحملونه لكي ينير دروبهم أثناء السير، لكن أهل مصر استعملوه لأغراض أخرى إبان الحملة الفرنسية على مصر فمن خلاله بعثوا إشارات متفق عليها من أعلى المآذن لإرشاد المصريين بتحركات الجنود الفرنسيين وهذا لم يمنع نابليون بونابرت قائد الحملة من الانتباه إلى خطر الفوانيس ومحاولة تكسيرها.

رمضان في نيجيريا

عند دخول شهر رمضان تقفل المطاعم والمقاهي في النهار لتفتح بعد الإفطار، كذلك الأسواق التجارية تعمل ليلا حتى دخول الفجر ثم تغلق بعد ذلك طوال النهار ويحب أهالي نيجيريا شراء فرش للمساجد كل عام، حيث يجمعون الأموال كل حسب قدرته ليشتروا بها ما يفرش المسجد ويزينه وكذلك يزينون المآذن والمساجد بالزينة والمصابيح الكهربائية.

رمضان في السنغال

يرتاد أهالي السنغال في رمضان المساجد للاستماع إلى قراءة القرآن الكريم والسيرة النبوية ويقيمون الصلوات الخمس والتراويح في الساحات والشوارع ومن مآكلهم الشعبية (الغوتري) وهي على شكل حساء تصنع من الذرة والقمح المطحون ويضاف إليها السكر والحليب وتؤكل ساخنة.

رمضان في تايلند

يحرص سكان تايلند على تعليم أبنائهم القرآن ويعتنون بتحفيظه ويحمل حفظة القرآن على الأكتاف ويطاف بهم في شوارع المدينة في مظاهرات حافلة تشجيعا لامثالهم، ويحتفلون بذبح الخراف، أما الفقراء فيكتفون بنوع من الطيور ولا يأكل المسلم الفطور مع عائلته في بيته بل يخرج الجميع فيجلسون على الطرقات قرب منازلهم حلقات متفرقة منها الخاصة بالرجال والأخرى بالنساء ولا يأكل الرجل من الأكل الذي طبخته زوجته بل يقدمه إلى جاره، وهكذا يفعل الجميع والمسلم التايلندي لا يقضي رمضان خارج بيته بل كل مسافر لا بد له من العودة ليمضي رمضان مع عائلته.

رمضان في تركيا

عند قدوم شهر رمضان تنتشر اللافتات التي تحوي عبارات الترحيب والسرور في الشوارع والأسواق وتزين باللافتات التي تحتوي آيات وأحاديث وأقوالا تتعلق بالمناسبة المنتظرة وفي ليلة الثلاثين من شعبان يتطوع بعض الرجال من المشايخ لرؤية هلال رمضان وعند إثباته يقوم أحد سكان الحي بتسحير السكان أو أحد المؤذنين يقوم بهذه المهمة وتعتمد الحكومة على المدافع حيث تطلق ثلاث مرات: مرة للسحور والأخرى للامساك والثالثة للإفطار.

وبعد تناول السحور ودخول وقت الإمساك يتوجهون إلى المساجد للصلاة والدعاء بعدها وتلاوة شيء من القرآن قبل الاستماع إلى شيخ المسجد ملقيا عليهم الدروس في أحكام الصيام وآدابه حتى تطلع الشمس فيصلون ركعتي الضحى ويعودون إلى بيوتهم.

ومما يميز أهل تركيا أيضاً كثرة الموالد في هذا الشهر ففي كل بيت ومسجد مولد وقد تقام في الحي الواحد عشرات الموالد التي يمدح فيها النبي عليه السلام ويذكر ما جاء في مولده من الآيات وما ورد في وصفه خَلقا وخُلقا.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة