Al Jazirah Magazine Tuesday  25/09/2007 G Issue 237
صحة وتغذية
الثلاثاء 13 ,رمضان 1428   العدد  237
 

نصائح طبية لاستخدام الأدوية في رمضان

 

 

يقول الصيدلي أمجد بن عبدالرحمن المطوع المختص بالتموين الطبي بوزارة الصحة: ان لشهر رمضان خصائص وتغيرات يختص بها عن غيره من الاشهر وذلك بتغير طبيعة الحياة فيه وينعكس ذلك على فسيولوجية الجسم ومدى تقبله للتغيير، وأخص بذلك المرضى ذوي الأمراض المزمنة كالربو وضغط الدم والسكري والروماتيزم، فقدوم شهر الصوم لتلك الفئة يعتبر فرصة جيدة لما في الصوم من فوائد جمة إلا أن عدم أخذ الحذر والحيطة يجعل صيام هذا الشهر وقيامه أمراً غاية في الصعوبة وربما ينعكس على صائمه بالأذى إذا لم يتبع الاحتياطات والتوجيهات الطبية بدقة.

ويضيف المطوع: أما من الناحية الدوائية لا بد لكل مريض مراجعة الطبيب أو الصيدلي وسؤاله عن طريقة أخذ الدواء بحيث يحقق أهداف الخطة العلاجية وخاصة في فترة الصيام التي ربما تمتد لتصل إلى اثنتي عشرة ساعة فمريض السكري وعلى وجه التحديد يحتاج لعناية خاصة وأخص بالذكر أولئك الذين يستخدمون حقن الأنسولين أي المرضى المعتمدين على الأنسولين في إنقاص معدل السكر المرتفع في أجسامهم فالمرضى من هذا النوع لا بد أن يدركوا مدى استطاعتهم الصيام من عدمه ويحدد ذلك الطبيب المعالج خاصة في الحالات غير المتحكم في نسبة السكر بها، أما في الحالات المستقرة والممكن للمريض الصيام فلا بد من وضع خطة بمعية الطبيب المعالج وعادة ما تكون بإنقاص معدل الجرعات من الأنسولين أو عدد الوحدات في الجرعة الواحدة وخاصة مع الجرعة التي تسبق فترة الصيام علما أن الأنسولين يؤثر بشكل سريع على سكر الدم فينقصه بسرعة كبيرة والتعديل في الجرعة يحمي المريض من حالة الهبوط في مستوى السكر الذي يعد من اخطر المضاعفات لهذا المرض فيضطر المريض إلى التعويض بأخذ كمية من السكريات وقطع الصيام باعتبارها حالة إسعافية، أما بالنسبة للنوع الثاني غير المعتمد على الأنسولين فألامر أكثر بساطة بحكم أخذهم الأقراص فبالتنسيق مع الطبيب المعالج تحول عملية تناول العلاج خلال فترة الفطور ولا يؤخذ في فترة السحور خوفاً من مضاعفات الهبوط المفاجئ.

محطة استراحة للقلب

ويضيف المطوع: من الأمراض المزمنة ارتفاع ضغط الدم المزمن ومرض القلب فمن المعلوم أن القلب المضخة التي تغذي الجسم بالدم المسئول عن العمليات الحيوية حيث إن المعدة تأخذ معدلا كبيرا من الدم المضخ من قبل القلب إلا أن الجهاز الهضمي سيظل خاملا فترة الصيام مما يخفف الضغط على عضلة القلب والأوعية الدموية وبالتالي يصبح الصيام محطة استراحة للقلب. وبالنسبة لأدوية الضغط فمن الممكن ترحيلها إلى فترة المساء بالتنسيق مع الطبيب إلا أن بعض المرضى يستخدمون بعض الأدوية المدرة للبول التي تستخدم لخفض معدل الضغط مما ينقص معدل الماء في فترة الصيام وبالتالي يشعر المريض بالعطش فهذه الحالة من الممكن التنسيق مع الطبيب لتغيير الجرعة لتتناسب مع فترة الصيام والإفطار خلال الشهر الكريم، وفي حالات أمراض الكلى والمسالك البولية فيعتمد ذلك على حالة المريض ومدى خطر الصيام على المريض وتكمن الخطورة بترسب الأملاح بالمجاري البولية وبالتالي نوبات من الآلام والمغص الشديد ويتبعه عطش شديد أيضا ففي هذه الحالة يفضل عدم الصيام، ومن الحالات التي يجب التركيز عليها نوبات الصرع وهي تعتمد أيضاً على مدى استقرار المريض مع جرعة الدواء ونوعية الدواء ولا بد من التنسيق مع الطبيب في كيفية ترتيب أخذ الدواء والجرعات وكمياتها في فترة السحور والإفطار بحيث نمنع حدوث النوبة لا سمح الله وأخيراً مرضى الربو فتأثير الصيام يكون بالغ عليهم حيث يتراكم البلغم ويسد المجاري التنفسية وذلك كإجراء وقائي من الجسم بسبب العطش والجفاف فتكثر تلك الإفرازات بشكل ملحوظ والأمر فيه متسع حيث قد أفتى كثير من أهل العلم بجواز أخذ واستنشاق موسع الشعب الهوائية عن طريق الفم أو الأنف وأن هذا لا يعتبر مبطلا للصيام وهذا من يسر هذا الدين ولله الحمد والمنة ويبقى موضوع أخير وهو استخدام المضادات الحيوية ففي رمضان يفضل تناول المضادات الحيوية ذات المفعول طويل الأجل التي تؤخذ مرة واحدة في اليوم أو مرتين باليوم عند الإفطار وقبل الإمساك مثلاً، ولا يتعارض هذا التوقيت مع الصيام وإن رأى الطبيب ضرورة أخذ الدواء خلال اليوم ثلاث مرات أو أكثر فلا مانع من إفطار المريض وصيام يوم عوض عنه حسب الحالة والخطة العلاجية المناسبة أو تقسيم الدواء بالشكل المناسب حيث لا يؤثر على الصيام بأخذه في وقت المساء وتعديل الجرعات بما يناسب حالة المريض، ومختصر الكلام أن هذه الأمراض لا بد من التعامل معها بموضوعية أكثر وتقييم المخاطر وعدم الصيام إلا للمستطيع والحرص على اتباع الخطة المعدة من الطبيب والصيدلي بخصوص التناول الدوائي وضرورة معرفة المضاعفات وقطع الصيام حال حدوثها لما في ذلك من حفظ النفس قال تعالى {وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} سورة البقرة (185).


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة