Al Jazirah Magazine Tuesday  27/03/2007 G Issue 212
أنت وطفلك
الثلاثاء 8 ,ربيع الاول 1428   العدد  212
 
أوجاع الورك عند الأطفال

 

 

يعاني بعض الأطفال أوجاعاً في مفاصل الورك، حيث يصعب عليهم المشي والقفز، واللعب مع أصدقائهم ما أسباب أوجاع الورك وهل ثمة علاج لها؟

ثمة سببان رئيسيان لأوجاع الورك، الأول هو التهاب الغشاء المفصلي العارض والثاني التهاب مفاصل الورك الصديدي التهاب الغشاء المفصلي العارض الذي يصيب أحد مفصلي الورك، ولم يتوصل العلماء بعد إلى معرفة أو تحديد الأسباب المباشرة للإصابة بمثل هذا النوع من الالتهابات، إلا أنه يمكن القول إن ثمة رابطاً ما بين إصابة الطفل بالفيروسات والتهاب الغشاء المفصلي. يصيب هذا الالتهاب الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين السنتين والتسع السنوات وهو يصيب الذكور أكثر من الإناث.

طبيعة المرض

يشير الأطباء إلى أن المرض عبارة عن حدوث تورّم للأنسجة المحيطة بمفصل الورك في العادة، يصاب ورك واحد بالالتهاب الذي يُسمى التهاب الغشاء المفصلي العارض كونه يدوم فترة قصيرة ويعتبر هذا النوع من الالتهابات من أكثر أسباب أوجاع الورك شيوعاً بين الأطفال.

تعتبر الأوجاع من الأعراض الرئيسية للمرض، وهي في الإجمال تزول بعد نحو ثلاثة أيام في البداية تكون بسيطة بحيث لا يمكن الانتباه إليها أو الشك في وجود أي مشكلة ومع اشتداد الوجع يعاني الطفل صعوبة في المشي ويبدأ بالعرج ويتألم مع أدنى حركة للورك أو للرجل ما يحول دون تمكنه من الوقوف أو المشي بشكل سليم، وهناك بعض الأطفال يعانون أوجاعاً في الجزء الداخلي من الفخذ أو حول منطقة الركبة.

دور الحرارة

تتشابه أعراض هذا الالتهاب مع أعراض التهاب المفاصل الورك الخمجي، لكن هناك فارق كبير بينهما فالنوع الأول يعتبر من الالتهابات الفيروسية وهو غير خطير في حين أن الثاني يعتبر من الالتهابات البكتيرية التي تصيب مفاصل الورك الأكثر خطورة، إذ تتطلب تدخلاً جراحياً لعلاجها، لهذا السبب من الضروري جداً أن يتم عرض الطفل، الذي يعاني وجعاً في الورك على طبيب متخصص ليتمكّن من تشخيص حالته وتحليل الأعراض.

كيف تتم عملية التشخيص؟

أهم خطوة في عملية التشخيص تقتضي التأكد من أن الالتهاب الذي يصيب مفاصل الورك سببه فيروسي وليس بكتيرياً يمكن إجراء تحليل لعينة من الدم لتقويم الحالة والتأكد من وجود أي علامات للالتهاب أو العدوى ونظراً لتشابه أعراض التهاب الغشاء المفصلي العارض مع أعراض التهاب مفاصل الورك الخمجي، يحتاج بعض المرضى إلى تحليل السوائل المتراكمة في مفصل الورك من خلال سحبها بواسطة إبرة فإذا تبيّن وجود قيح فهذا دليل على الإصابة بالبكتيريا ما يعني خضوع الطفل المريض للجراحة لتنظيف المفصل وإزالة الالتهاب.

في المقابل يحتاج بعض الأطفال إلى المكوث في المستشفى، حيث يكونون تحت رقابة متواصلة في انتظار الحصول على تشخيص دقيق. من الملاحظ أن مرضى الالتهاب البكتيري تتدهور حالتهم مع الوقت في حين تتحسن صحة الأطفال المصابين بالالتهاب الفيروسي انطلاقاً من هنا فإن عملية مراقبة الطفل عن كثب لفترة محددة تعتبر ضرورية جداً للتأكد من نوع الالتهاب الذي أصابه.

العلاج بالوقت

الوقت أهم عامل في علاج التهاب الغشاء المفصلي العارض المسبب لأوجاع الورك لدى الأطفال أحياناً يصف الأطباء تناول بعض الأدوية المضادة للالتهاب غير السيترويد مثل الايبوبروفين للحد من الآلام مع التشديد على أخذ قسط وافر من الراحة في المنزل، من المهم جداً إبقاء الطفل تحت مراقبة الأهل أو أحد الراشدين للتأكد من أن حالته لا تسوء كما يجب قياس حرارة الطفل بانتظام وإبلاغ الطبيب عند ارتفاع درجة حرارته، وفي الإجمال يتعافى المصابون بالتهاب الغشاء المفصلي العارض كلياً شرط أن يواظبوا على زيارة الطبيب للتأكد من زوال كل أعراض مرضهم.

التهاب مفاصل الورك الصديدي

يعد التهاب مفاصل الورك الصديدي عدوى تصيب مفصل الورك وتعرف أيضاً باسم التهاب المفاصل المعدي، إذ تُصاب العظام بنوع من العفن وتصبح عرضة للتخلخل يحدث هذا الالتهاب نتيجة عدوى وتشتمل العوامل المعدية على بكتيريا تتكاثر وتتراكم على شكل قيح في مفاصل الورك ما يؤدي إلى الشعور بالأوجاع، ويحتاج الأطفال المرضى المصابون بالعدوى إلى الخضوع لجراحة لإزالة القيح، ويجب اللجوء فوراً إلى العلاج لتفادي إحداث ضرر في مفاصل الورك.

أعراض الالتهاب

على الرغم من تشابه أعراض التهاب الغشاء المفصلي العارض مع أعراض الالتهاب البكتيري الذي يصيب مفاصل الورك مثل الشعور بالألم أثناء تحريك الورك أو الرجل إلى صعوبة المشي والعرج لكن هناك فارق أساسي بينهما يتجلى في ارتفاع درجة حرارة الطفل المصاب بالبكتيريا.

كيف يمكن تشخيص هذه العدوى؟

الفحص الجسدي للطفل مهم جداً لتحديد مكان المشكلة في حال الشك في وجود إصابة يجرى فحص للدم بحثاً عن أي أثر للعدوى البكتيرية. ويخضع الطفل لإجراء صورة بالأشعة لتقويم حالة العظام حول مفصل الورك، ومن الفحوص الأخرى التي تجري أيضاً التصوير بالرنين المغناطيسي وبالموجات فوق الصوتية بهدف التأكد من عدم تراكم السوائل في مفاصل الورك.

وفي إطار الخطوات العلاجية يتم غرز إبرة في المفصل لاستخراج السوائل من أجل تحليلها لاستبعاد الالتهاب البكتيري في مفاصل الورك إذا بينت النتائج وجود قيح فهذا يعني أن الطفل المريض يحتاج إلى علاج جراحي في المستشفى لتنظيف مفاصل الورك، أما في حال كانت النتائج سلبية فإن الأمر يعود إلى الأطباء لتحديد السبب الرئيسي للأوجاع. لا يمكن علاج التهاب مفاصل الورك الصديدي إلا من خلال إخضاع الطفل لعملية جراحية خوفاً من انتقال الالتهاب إلى الغضاريف وإصابتها بضرر دائم ما يحتم لاحقاً إجراء عملية استبدال الورك الطبيعي بآخر صناعي.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة