الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Tuesday 27th December,2005 العدد : 155

الثلاثاء 25 ,ذو القعدة 1426

وعام جديد..!
لم يبقَ سوى أربعة أيام لنقول وداعاً يا عام 2005 الميلادي، وكل عام وأنت بخير..
ولنستقبل العام الجديد كلٌ بطريقته وأسلوب احتفاليته وتوقعاته لما سيستجد في العام الجديد من حياته.
***
سنوات تمضي بسرعة، بكل أحداثها وتطوراتها ومستجداتها، ما خطر منها في بال كلٍّ منَّا وما لم يخطر..
تمضي مبتسمةً للبعض، مكشِّرةً عن أنيابها للبعض الآخر، نساق فيها دون أن ندري إن كان فيها خيرٌ أو شرٌ لنا.
***
نستذكر أحداث العام الذي مضى، نُقلِّب صفحات أيامه، نفرح لبعضها ونذرف الدموع للبعض الآخر، ومن منَّا لم يتألم، ومن منَّا لم يفرح ذات يوم؟..
كان عاماً مليئاً بالآلام، وفي الوقت ذاته فقد كان مفعماً في جزء منه بما يسر ويُفرِح.
***
ولكن ماذا عن العام الجديد الذي يطل علينا، فيما تمرُّ منطقتنا ودولنا بأوضاعها التي في جوانب منها لا تسر؟..
ماذا تخبِّئ السنة الجديدة لهذه الأمة المكلومة بفقدانها للقوة التي تدافع بها عن حقها أمام من يبيّت لها شراً؟
***
لقد عاشت دولنا وشعوبنا خلال العام الحالي الذي يستعد للرحيل بما لا قدرة للمرء أن يتحمله لولا إرادة الله وعونه وتوفيقه..
عمليات إرهابية، ومؤامرات بكل الأشكال والأصناف، وغموض لما يُرتَّب لعالمنا (بحكم ضعفه) من تغيرات ليست في صالحه ولا تخدم مصلحته.
***
هذا العالم الواسع مسكون بالخير أحياناً، يجلله رداء يمنع هذا الخير أحياناً أخرى، إنه عالم مجنون تحكمه المتناقضات، وتتجاذبه كل التيارات..
وعالمنا الصغير - عربياً وإسلامياً - هو في هذا الكون الفسيح يقاوم من أجل حياة حرة كريمة، من أجل أن يبقى سيداً وحراً وعظيماً.
***
بين وداع عام واستقبال عام آخر..
بين هذا الاحتفال الذي يسوده أمل وخوف، ويميزه ماض جمع بين ما كنَّا نريده وما أساء لنا مما لا نريده، في حضور مستقبل يشوبه ذلك الشعور من الخوف بأن تأتي أحداثه وتطوراته ومستجداته ليست بمثل ما نتمنى أو كما نريد.
***
نعم ، ما هي إلا أربعة أيام ثم يبدأ عام جديد من أعمارنا، وربما من آلامنا، وعسى أن يكون من آمالنا.
الزمن المتبقي جد قليل، إنها ساعات تمضي بسرعة، تهبنا المزيد من العمر، ومن سنوات الحياة، دون أن ندرك أو نتعرف أو نكون على علم بما ينتظرنا.
***
كل عام وأنتم بخير، نرددها الآن، نقولها بملء أفواهنا، بكل عواطفنا، لبعضنا نقولها، كلما حل عام جديد.
كل عام وأنتم بخير، كلمات وجمل ومعانٍ لها دلالاتها، فلنكن إن شاء الله بخير، بألف خير، لنعمل من أجل أن يعم هذا الخير، أن يشمل كل إنسان، وأن يسود عالمنا الجديد الحب.. كل الحب.


خالد المالك

نحو بناء جيل من الشباب قادر على حماية الأمة
مكافحة الإدمان.. بين تحديات العولمة وثقافة الاستسلام للواقع!!
* القاهرة - تحقيق - محمود أبوالحسن:
أصبحت ظاهرة الإدمان في الآونة الأخيرة منتشرة بصورة مخيفة في مجتمعنا العربي، والمفزع أنها كانت أكثر انتشارا بين الشباب، ولكنها الآن أخذت مسارا نحو الفتيات.. وأصبحت المجتمعات العربية عاجزة عن مواجهة هذه المشكلة الخطيرة، وجاءت العولمة بكل ما تحمله من سلبيات ومساوئ لتجعل المشكلة أكثر تعقيدا وتجعل من العالم قرية واحدة صغيرة، ما يسهل اختراق حدود الدول، بل يسهل اختراق الأفكار والمعتقدات أيضا، ما يزيد الأمر تعقيدا بالنسبة للحكومات والدول في منع اختراق مثل هذه السلع للحدود وانتشارها بين فئات الشباب الذين هم أساس نهضة وتقدم الأمم والشعوب.
وتعد مشكلة الإدمان من القضايا التاريخية والعالمية التي أساسها المصالح الاقتصادية والسياسية لجهات بعينها، حيث إن مشكلة الإدمان من أبرز ما يعوق التنمية في المجتمعات، وتجارة المخدرات هي بمثابة اقتصاد أسود يقوم على الجريمة المنظمة وحلقة في دائرة ثلاثية من الإجرام ( تجارة المخدرات وتجارة السلاح وغسيل الأموال).. ومن المستحيل تحديد النسبة الحقيقية للإدمان سواء في مصر أو العالم كله، ومن أهم المشكلات التي تواجه الإدمان هي الثقافة ثقافة الاستسلام للواقع التي تنتشر داخل المجتمعات العربية والتي تساهم بشكل غير مباشر في صعوبة منع انتشار هذه السموم القاتلة والمدمرة للشباب.
في البداية يقول السفير (أحمد الغمراوي) إن العصر الذي نعيش فيه يحوي الكثير من الأخطار والتحديات التي تعكر صفو حياة البشر، وتأتي المخدرات والإدمان أحد أهم هذه الأخطار، ولمواجهة هذه الآفة يلزم تعاون كافة الجهات المعنية في هذه المشكلة سواء على المستوى المحلي حيث تشمل مختلف المؤسسات الحكومية والأهلية والتعليمية والإعلامية، أو حتى على المستوى الدولي من خلال تبادل الجهود والخبرات وتضافرها، والوقوف سدا منيعا يحول دون انتشار هذه الآفة التي تجاوزت تأثيراتها لتشمل 3% من سكان العالم أي 180 مليون إنسان مدمن، وبمبالغ مالية تجاوزت 700 مليار دولار سنويا لتصبح ثالث أكبر تجارة في العالم بعد النفط والسلاح، وأصبحت هذه التجارة السوداء تؤثر في أكثر من 134 دولة في العالم من خلال عبور المخدرات فيها، حيث تطال جميع المجتمعات البشرية، حيث لا يكاد يخلو أي مجتمع بشري في العالم من هذه الآفة.
ويضيف الغمراوي أن مكافحة الإدمان لها عنصران أساسيان لا غنى عنهما، الأول ويتمثل في الجانب الميداني الذي يقوم به رجال مكافحة المخدرات، ما يساهم في منع انتشار وتعاطي مثل هذه السموم، والعنصر الثاني مهم وحيوي وهو جانب الوقاية والتوعية الذي يقوم به أصحاب خبرات لتنفيذ البرامج الوقائية التي تحول دون تورط فئات متعاقبة من الشباب في تعاطي مثل هذه السموم المميتة.
***
قضية متداخلة
وتقول الدكتورة (سهير لطفي) رئيس المركز المصري لمكافحة الإدمان إن مشكلة الإدمان والإجرام هي قضية متداخلة مع بعضها البعض؛ لأن الإدمان يعد أحد السبل للإجرام، مشيرة إلى أن المخدرات موجودة منذ بداية التاريخ، وطالما كانت هناك حياة اجتماعية سيكون فيها مخدرات.. ولكن وجودها باعتبارها مشكلة يؤثر على البشر والمجتمعات فتباينت حدتها على مر العصور، حيث أصبحت هذه المشكلة من المصائب الكبرى في مصر والعالم العربي، وصارت تجارة المخدرات من أبرز الأنشطة الاقتصادية التي تقوم على الدراسات الاقتصادية، ولها مراكز وأبحاث تحدد طرق سيرها، ويزيد من حجم المشكلة أنها تعتمد على الجريمة المنظمة، فتجد أن تجارة المخدرات لها صلات وثيقة بتجارة السلاح والإرهاب وغسيل الأموال، فهي دائرة ثلاثية للإجرام يساعد على انتشار كل منها الآخر، ومشكلة المخدرات تخضع مثلها مثل السياسة الاقتصادية لقانون العرض والطلب الذي يربط بينهما الاتجار غير المشروع بالمخدرات، فالعرض يغذيه سياسة إغراق السوق بالمخدرات الطبيعية والمصنعة التي تصل إلى أيدي المستهلكين عن طريق المهربين الذين يرسمون سياستهم بطريقة متكاملة بدءا من الإنتاج فالعبور فالتوزيع والاستهلاك، وأصبحوا يتحركون في إطار جريمة منظمة تعمل بتنسيق متكامل ولها نفوذ قوي، حيث قامت بشراء ذوي النفوذ وأصحاب السلطة حتى تتمكن من تحييد العدالة والقانون عن كبح جماحها.
وتضيف الدكتورة سهير أن الشخص المدمن في السابق كان يقتصر على تعاطي نوع واحد، أما الآن فنجده يتعاطى معظم أنواع المخدرات من الحشيش والبانجو والهيروين، والشباب هم أبرز الفئات المستهدفة من تجارة المخدرات، وذلك لأسباب سياسية واقتصادية واجتماعية، حيث إن الشباب لديه قدرة التحمل بعكس الفئات العمرية الأخرى، بالإضافة إلى خصائصه النفسية والاجتماعية، حيث يكون الشاب تحت تأثير أفكار وقيم أصدقائه، ويكون انتماؤه لشلة الرفاق والأصدقاء، بالإضافة إلى شعوره بحب الاستطلاع والتجريب مع إحساسه الزائف بالنضوج والتعبير عن التمرد، خاصة الشباب في ظل الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة الذي يعيش بعيدا عن الأسرة.. فالأب في العمل والأم مشغولة فنجد الشباب تائها ما بين شلة الرفاق وبعده عن أسرته.
***
الاستسلام للواقع
وتؤكد الدكتورة سهير على أن أهم المشكلات التي تواجه مكافحة الإدمان الثقافة المستسلمة التي تعم المجتمع العربي، فنجد العديد من المصابين بالإدمان لا يسعون إلى العلاج حتى أن أسرهم لا تقوم بفعل أي شيء تجاه الأبناء، وتقول الأم ببساطتها المعهودة (هذا هو قدري ونصيبي فماذا أفعل..؟). كما انتقدت الدكتورة سهير عشوائية استخدام الأدوية وتقمص كل شخص منا دور الطبيب ويتعاطى الأدوية دون أي معرفة بآثارها وخطورتها، ما أعطى الفرصة لتجار المخدرات لتدعيم اقتصادهم الأسود وزيادة نسبة المستهلكين من خلال الأدوية.
وتشير الدكتورة سهير إلى أن هناك دولا بعينها في العالم يعتمد اقتصادها على تجارة المخدرات، وقد سعت الأمم المتحدة الى مخاطبة هذه الدول وتعويضها باستبدال هذه التجارة بأي تجارة أخرى، وقدمت الأمم المتحدة أضعاف مكاسب المخدرات، وتوقفت هذه الدول عن العمل في هذه التجارة، إلا أنها في ظل زيادة نفوذ وأصحاب المصالح من وراء انتشار هذه التجارة عادت مرة أخرى.
***
توقف النمو النفسي
ويقول الدكتور (أحمد البحيري) أستاذ الصحة النفسية إن تعاطي المخدرات له العديد من الأخطار على الفرد المتعاطي وأسرته والمجتمع الذي يعيش فيه، فنجد أن الفرد المتعاطي قد يصاب باختلالات عقلية وعاطفية والاستمرار في التعاطي يعرضه لتوقف في النمو النفسي، وكذلك فإن علاقاته مع الآخرين تسوء بدرجة كبيرة، كما يؤدي مزج المخدرات بمواد أخرى إلى أعراض تسمم حادة غير متوقعة، كما يتسبب استخدام حقنة ملوثة في تسمم الدم والتهابات والإصابة بفيروس الكبد B وال HIV وهو الفيروس الذي يسبب مرض فقدان المناعة (الإيدز)، بالإضافة لذلك فإن حيازة واستعمال المخدرات غير المشروعة تعرض الشخص للمساءلة القانونية ولاحتمال فتح سجل جنائي يؤثر بالسلب على مستقبله، كما أن تناول جرعات صغيرة من المواد المخدرة يعوق التآزر العضلي ويشوش التفكير ويحول دون اتخاذ القرارات السليمة.
ويؤكد البحيري أن الفراغ لدى الشباب يدفعهم إلى حالة من الجنوح والانحراف وينتهي بهم إلى التعاطي والإدمان، والشباب هم عماد كل أمة وآمالها، ولذلك فلا بد من خلق جيل ملتزم يشعر بالانتماء للوطن وتسخير قدراته لتطويره، وهذا الالتزام والانتماء هو السلاح الذي يعصم هؤلاء الشباب من الوقوع في حبائل المخدرات.
***
حماية النشء
ويضيف أن تقدم المجتمعات يقاس ليس فقط بما حققته من تقدم اقتصادي وسياسي بل أيضا بمدى قدراتها على حماية النشء والشباب وتحقيق الأمن والاستقرار لشعوبها في مناخ يسوده سيادة القانون وحماية الحقوق والحريات والوفاء بالواجبات تجاه الوطن.. ونتائج الأبحاث والدراسات على المستوى الإقليمي والدولي تشير إلى حقائق عديدة منها: الزيادة الملحوظة في كميات الهيروين المتاحة بالأسواق نتيجة لزيادة الزراعات غير مشروعة للخشخاش بأفغانستان، والتوسع في زراعة القنب في بلدان أخرى، وهناك تأثير الحروب الأهلية والصراعات الإقليمية المختلفة وما ينتج عنها من ظهور خطوط جديدة لتهريب المخدرات، كما أن تنامي وتطور أسواق المخدرات الكيميائية المصنعة وعلى رأسها الأمفيتامينات وحبوب الاكستاس مستهدفة في المقام الأول الشباب وظهور أنواع جديدة من المخدرات لا تتضمنها جداول الدول، كما أن هناك أيضا العولمة وما نتج عنها من فتح للحدود وسرعة الحركة وتبادل السلع المختلفة وتنامي بيع المخدرات عن طريق الانترنت.
***
مواجهة المشكلة
ويؤكد البحيري أن مكافحة الإدمان لا بد أن تسير في خطوات متصلة من بداية دراسة متعمقة وتحليل هذه الظاهرة من مختلف أبعادها وتقدير مدى ارتباط جوانبها الصحية والقانونية والأمنية والاجتماعية ببعضها البعض مع إجراء تقييم دقيق للإمكانيات المتاحة لمواجهة هذه المشكلة وانتهاء بوضع وتنفيذ استراتيجية وطنية متكاملة تركز على تعاون جميع الأطراف المعنية؛ لأن المسؤولية الوقائية للمجتمع تعني المشاركة الفعلية والمباشرة في العمل الوقائي لكل مؤسسات المجتمع المختلفة.
وعن أحدث طرق علاج الإدمان يقول الدكتور البحيري إنه في الأربعين أو الخمسين سنة الأخيرة بدأ الطب النفسي يتولى مشكلة الإدمان في العالم بعد مراحل سابقة كانت السجون تتولى فيها المشكلة، ولم يكن ذلك مجدياً إلى أن تطوع الطب النفسي وأعلن أنه يستطيع حل مشكلة الإدمان، وقام على العلاقة بين المريض والطبيب، بمعنى أن يتولى الطبيب مسؤولية علاج المدمن الذي يشعر برغبة حقيقية في الشفاء فيلجأ من تلقاء نفسه للطبيب ويذعن لتعليماته ويقتنع بتشخيصه، ما يأتي بنتيجة ناجحة وتسير العلاقة بهدوء.

..... الرجوع .....

الطب البديل
الفن السابع
الفن العربي
عالم الاسرة
المنزل الانيق
خارج الحدود
الملف السياسي
استراحة
إقتصاد
حياتنا الفطرية
منتدى الهاتف
تحقيق
مجتمعات
دراسة
روابط اجتماعية
صحة وغذاء
شاشات عالمية
رياضة
تميز بلا حدود
أنت وطفلك
الملف الإسلامي
الحديقة الخلفية
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved