Al Jazirah Magazine Tuesday  28/08/2007 G Issue 233
عالم الاسرة
الثلاثاء 15 ,شعبان 1428   العدد  233
 

أزمة منتصف العمر تعصف بالرجال والنساء معاً

 

 

تمر المرأة في سن الأربعين بتغيرات هرمونية مصحوبة بتغيرات جسدية ونفسية نتيجة لانقطاع الدورة الشهرية وتتحول حالتها المزاجية إلى الأسوأ ولكن تختلف شدة الأعراض من امرأة إلى أخرى حسب حالتها، تسمى هذه الحالة عادة بسن اليأس حيث لا يكون في هذه السن حيض أو إنجاب، ولله عز وجل في ذلك حكمة بأن يمتنع حدوث الحمل للمرأة بشكل لا يد لها فيه؛ لأن الله أعلم بها في هذه السن وأن الحمل والولادة والرضاعة تشكل عبئاً مضاعفاً على صحتها وقد يهدد حياتها ولتقارن المرأة وتتأمل في الفرق بين المرأة الحامل في العشرينات وغيرها في سن الثلاثينات، فالفرق كبير في قدرة الجسم على التحمل، وكذلك في صحة الجنين، فانقطاع الدورة الشهرية في هذه السن هو نعمة وصيانة من الله لكل من المرأة والطفل، ولكن قد تشعر المرأة ببعض الأعراض نتيجة لهذا التغير الهرموني الحتمي مثل الشعور بالآتي:

1- لفحات الحرارة.

2- العرق الغزير ليلاً.

3- العصبية وسرعة الاستثارة.

4- قلة الرغبة الجنسية.

5- هشاشة العظام.

6- جفاف الرحم.

7- زيادة الوزن.

8- ذبول البشرة.

9- الصداع.

10- التقلبات المزاجية.

11- الإحباط.

12- انخفاض الطاقة والقدرة على العمل.

13- آلام المفاصل.

14- سقوط الشعر وتغير طبيعته.

وعلى كل امرأة أن تحاول المرور من هذه الأزمة بسلام بمساعدة المحيطين بها، فعليهم أن يقدروا تلك الظروف الصحية والنفسية التي تمر بها المرأة.

يأس الرجال

الرجال أيضاً يمرون بنفس الظروف، والحقيقة هي أن ما يسمى بأعراض سن اليأس قد لا يكون له علاقة بانقطاع الدورة الشهرية واليأس بشكل كبير، حيث تمثل تلك الأعراض جزء طبيعياً من مرحلة الشيخوخة، والدليل على ذلك هو أن الرجل في نفس السن يمر بأعراض متشابهة مثل العصبية وزيادة الوزن، وقلة الرغبة الجنسية، وذبول الجلد، وغيرها تماماً مثل المرأة، فعلى المرأة أن تهون على نفسها؛ لأن هذا أمر طبيعي من أمور الحياة.

فالأمر لا يتوقف عند الناحية الجسدية والهرمونية فحسب، بل يتعداها إلى الحالة النفسية في الأربعينات والخمسينات للرجال والنساء على حد سواء عندما يكبر أبناؤهم وبناتهم ويتركون المنزل للسفر والعمل والزواج ولا يكون لديهم اتصال مباشر يومي كما كانوا من قبل، وتتأثر المرأة بشكل أكبر لشعورها بأن الظروف المحيطة بها أبعدت عنها ذريتها ولم يعد لها أمل في الإنجاب ثانية، وهذا ما يزيد العبء النفسي على المرأة على وجه الخصوص.

التغلب على الأزمة

تذهب الكثيرات للطبيب تشكو من قائمة الأعراض السابق ذكرها فلن يجد الطبيب دليلاً عضوياً على تلك الشكوى المرضية، ويبدأ في وصف العلاج بالهرمونات من أجل التعويض الهرموني لما فقده الجسم بطبيعة الحال.

ولكن المشكلة هي أن ذلك التعويض الهرموني يكون صناعياً بالأدوية وقد تكون له آثار جانبية لا تحمد عقباها رغم أنه يحقق نوعاً من الراحة ويخفى الكثير من الأعراض المستجدة.

ولكن في هذه السن يحتاج الرجل والمرأة كل منهما إلى الآخر ويمكنهما تجاوزها تدريجياً بدلاً من اللجوء للأدوية والهرمونات، بأن يشكو كل منهما همه للآخر ثم يستمتعون بإنجاب أولادهم ويعيشون دور الأم والأب من جديد مع الأحفاد.

تغيرات نفسية

يلاحظ في قائمة الأعراض التالية التي يقال عنها أنها من الأعراض النفسية لسن اليأس أنها تتشابه كثيراً مع الأعراض السابقة للدورة الشهرية وهى تلخص فيما يأتي :

1- قلة تقدير الذات.

2- قلة الطاقة والدافعية.

3- التقلبات المزاجية.

4- العصبية الشديدة.

5- الإحباط.

6- النسيان.

7- القلق.

8- مشاعر تتعلق بفقد القدرة على التحكم في النفس.

9- قلة الرغبة الجنسية.

10- الشعور بالرغبة في البكاء.

11- قلة التركيز.

12- الحساسية وسرعة التأثير بالنقد ونظرات المحيطين.

المرأة و المشاعر السلبية !

السبب الرئيسي هو عدم التوازن الهرموني الذي من الممكن أن تشعر به المرأة في أي فترة من فترات حياتها بدأ من أول دورة شهرية، ولكن عندما تقترب مرحلة سن اليأس تعانين النساء اللاتي كن تعانين سابقاً من أعراض ما قبل الدورة الشهرية من أعراض أشد من غيرهن، أما هؤلاء اللاتي لم تكن لديهن معاناة في الفترة السابقة للدورة الشهرية فهن يعشن هذه التغيرات لأول مرة.

وبالنسبة لامرأة تقترب من هذه السن تعتبر العلاقة بين الهرمونات والتقلبات المزاجية علاقة أقل مباشرة إلا أن عدة ليال من النوم المتقطع تمثل مشكلة نفسية كبيرة للكثير من النساء.

بماذا ينصح الأطباء؟

وفي هذه الظروف تتجه الكثير من النساء لوصف مثل هذه الأعراض إلى الطبيب، وبما أنه لا يجد لديها أعراضاً فيبدأ في وصف الهرمونات للتعويض، أو أدوية الإحباط، أو الأدوية التي تساعد على الاتزان النفسي، وهو في ذلك يكون اتجاهه نحو مكافحة أعراض سن اليأس بشتى الطرق ولكن هل هذا هو الحل فعلاً ؟؟!!

الإجابة هي أن الحل بهذا الشكل هو مجرد حل وقتي، فإذا توقفت المرأة عن تناول الهرمونات الدوائية لأي سبب حدثت لها الأعراض بشكل أشد أما عقاقير الإحباط وغيرها فهي تسبب الإدمان فلا تستطيع المرأة التخلي عنها وإلا تعرضت لحالات نفسية وأزمات عصبية شديدة والحل هو أن تقتنع المرأة أن سبب حدوث مثل هذه الأعراض هو امتداد طبيعي لمرحلة معينة من الحياة واستمرارية لنقص الهرمونات وليست حالة عرضية يجب علاجها، وأن واجبها التكيف مع الظروف الصحية الجديدة بالغذاء السليم، وتغير أسلوب الحياة، والاندماج في أنشطة المجتمع، وكل هذا في مصلحة تحسين الظروف النفسية التي تزيد الحالة العضوية سوءً، أي أن المرأة يجب أن تهزم هذه الأعراض بنفسها وليس بالاستعانة بالعقاقير.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة