Al Jazirah Magazine Tuesday  28/08/2007 G Issue 233
روابط اجتماعية
الثلاثاء 15 ,شعبان 1428   العدد  233
 
في داخل كل خائن.. قناص!

 

 

كل رجل في داخله شخصية (قناص) يسعى إلى اصطياد فريسة كل يوم، أما المرأة فلا يرضيها إلا رجل بعينه.. ومن هنا يتفوق الرجال على النساء في الخيانة، وقديما قال أحد الفلاسفة: علينا نحن الرجال أن نعترف بأن كل نساء العالم جميلات.. ما عدا زوجاتنا)! ولأن مشاعر الخيانة تختلف من رجل إلى آخر، فقد يشعر أحدهم بتأنيب الضمير فيتعامل مع زوجته بكثير من الرقة ويكون أكثر تسامحاً معها إلى درجة قد تجعل الزوجة ترتاب في سلوكه وتتساءل عن سر هذا التغير في معاملته لها. وهناك من يهمل زوجته معنوياً ومادياً ويعيش في عالم خاص به، ويتملكه الشعور بالأنانية والاستمتاع بلحظات الخيانة من دون أن يشعر بعذاب الضمير. هناك من يبيح لنفسه الخيانة، فيبدأ في إطلاق المقارنات والتلميح بالصفات الشكلية التي كان يتمناها في شريكة العمر ويفتقدها في زوجته، وكأنه يبيح لنفسه البديل الذي تتوافر فيه كل الصفات التي ترضيه. ويؤكد خبراء التربية وعلم النفس، أن الرجل يتأثر نفسيا بسبب ارتكابه الخيانة الزوجية ويتعرض لنوع من الخلل النفسي نتيجة شعوره بتأنيب الضمير الذي يؤدي إلى نوع من الضغط يظهر في صورة سلوك عدواني تجاه الطرف الذي يخونه، أو أن يكون في منتهى الوداعة في محاولة للتعويض غير المبرر. كما أن الخائن قد يتجه أحياناً إلى نوع من التشدد الديني كرد فعل عكسي للخيانة. وغالباً ما تبدأ الخيانة الزوجية بالارتياح إلى امرأة ما، يراها مصادفة، أو يستمع إليها ويعجب بحديثها، ثم يتطور هذا الارتياح إلى الميل العاطفي، فإلى الشوق، ثم استعجال اللقاء فالمصارحة التي تؤدي بدورها إلى قيام علاقة محرمة. والغريب أن نسبة لا بأس بها من الرجال في المجتمعات الشرقية يعدون الخيانة الزوجية أمراً عادياً، وقد يتفاخر بعضهم بارتكابها، كما أن المجتمع يتسامح مع الرجل الخائن ولكنه لا يغفر للمرأة الخائنة، وذلك لأن في داخل كل رجل (قناص) يطارد المرأة إلى أن يتمكن منها ليشعر بأنه حقق انتصاراً مهماً. وتتعدد دوافع الخيانة لدى الرجل، إلا أن روح التمرد على الاستقرار العائلي والرتابة التي تصيب الحياة الزوجية في بعض الأوقات، هي أقوى أسباب الوقوع في الخيانة.

وتقول عالمة نفس أمريكية: إن أحد أسباب بدء علاقة خاصة بالنسبة للأزواج صغار السن، هو التمرد على القسم الذي أخذوه على عاتقهم بعدم الإقدام على إقامة علاقة حب مع شخص آخر وحتى حين يقبل الناس التضحية من دون تحفظ فإن الوعود بالوفاء قد توفر شعوراً زائفاً بالأمان فإذا كان الالتزام صارما فإن الخيال قد يطيح به. وقد يكون سن اليأس هي سبب نزوات الرجل وخيانته لزوجته ليثبت لنفسه أنه ما زال مرغوبا فيه من الجنس الآخر، حتى عندما يتقدم به العمر. ناهيك عن أكبر الأسباب وهي (البطر) أو التكبر على النعمة، فيعترف أحد الأزواج الخائنين بسبب خيانته قائلاً: لقد تزوجتها في سن مبكرة وشعرت بأني لم أحسن الاختيار. ويقول آخر: زوجتي تفعل كل ما تستطيع لإرضائي، إلا أنني أشعر بأنها مربية أطفال جيدة ولكنها ليست رفيقة الدرب كما كنت أحلم!.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة