Al Jazirah Magazine Tuesday  28/08/2007 G Issue 233
استشارات
الثلاثاء 15 ,شعبان 1428   العدد  233
 
علاقاتي محدودة وأنا السبب!

 

 

أولاً: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

بارك الله في مجهودك أيها الأخ العزيز خالد المنيف

وبارك الله في هذه الجريدة الرائعة حينما جعلت كاتباً مثلك يكتب فيها...

عمري 20 عاماً ومشكلتي تكمن في علاقتي بالناس وخاصة أنني طالبة في الجامعة واحتاج إلى علاقات سواء كانت صداقة أو زمالة وغيرها ولا أقول أنني لا أعرف أحداً بالجامعة ولكن علاقاتي محدودة وبدأت اكتشف أنني السبب والحمد لله أنني عرفت المشكلة وأنها مني ولكن أريد الحل..

أنا يادكتور أشعر أنني إنسانة متميزة وهذا أسمعه من كل الذين عرفوني.. وأشعر بذلك في نظرات بعض الطالبات ومحاولتهن التقرب مني والتعرف عليّ ولكني أفوت هذه العلاقات بعدم حسن تصرفي ولا أعلم كيف أو لماذا..؟ فبمجرد ما تريد الطالبة أن تحادثني وتجلس معي تجد صدوداً مني لا شعوري ومن غير قصد مني فتذهب وأفوت هذه العلاقات، لا أدري ربما لأنني خجولة بعض الشيء.. ومؤخراً بدأت أشك في ثقتي بنفسي وبالتالي: ما الحل معي؟؟؟ أرجوك إنقاذي قبل أن أتخرج من الجامعة وحيدة..

ابنتك المتفائلة..

* الرد: أسعدني كثيراً إحساسك بأنك متميزة وزدت فرحاً وغبطة حينما لقبت نفسك ب(المتفائلة) وأنعم به وأكرم من لقب..

أختي الكريمة إن حسن العلاقة مع الآخرين هي نتيجة لازمة لحسن العلاقة مع الذات، فمتى ما كانت نظرتنا لذواتنا جيدة كانت نظرة الآخرين لنا كذلك، ومما يختصر الحل ويقصر في المسافات هو ما لمسته من اعتزاز بشخصيتك وأحسبه بلا غرور أو غمط لحق الآخرين..

قلت إنك تفوتين العلاقة بعدم حسن التصرف ولست أدري ماذا تقصدين؟ وما هي التصرفات التي جعلتك تقولين هذا؟ وعلى كل حال اعلمي أختي الكريمة أن من أفضل القربات إلى الله هي حسن الخلق وطيب التعامل مع الآخرين وجزاء هذا قرب المجلس من خير البشر الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم في الجنة.. فمن حولك في الجملة لا يريدون منك مالاً ولا شفاعة، بل أقصى ما يتمنونه الاهتمام بهم وحسن الإصغاء والتقدير لإنجازاتهم وتفاعلاً مع أفراحهم وأتراحهم ونصحهم برفق وحب. داومي على الابتسامة الصادقة واحتسبي الأجر والثواب فيها فهي صدقة لك وسرور تدخلينه على قلب من تقابلين... ولا أخفيك أنني أشك أن الأمر بالسوء الذي تعبر عنه حروفك ولكن يبدو أنك إنسانة تنشدين التميز والكمال, لذا أختي الفاضلة لا تكثري اللوم على نفسك ولا تمسكي بسوط النقد الجائر لذاتك، فلديك من الصفات والسجايا مما يجعلك في مقدمة الركب، وتذكري أختي الكريمة أن معيار جودة العلاقات لا يقاس بكثرة من نعرف فلربما اكتفينا بصداقات قليلة ولكنها غاية في القوة والعمق.. اقرئي كتاب (كيف تتمتع بالثقة والقوة أمام الناس؟) وكتاب (استمتع بحياتك) للشيخ الفاضل محمد العريفي وكتاب (الأدب الصغير.. والأدب الكبير) لابن المقفع وفقك الله وسدد خطاك.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة