الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Tuesday 30th May,2006 العدد : 175

الثلاثاء 3 ,جمادى الاولى 1427

سياحتهم وسياحتنا!!
تكثر هذه الأيام الإعلانات عن فرص مناسبة ومغرية للسياحة في المملكة، وبالتالي التمنِّي على المواطنين قضاء إجازة الصيف في ربوع الوطن - تحديداً - وليس في بلاد الله الواسعة.
فعلى امتداد الشوارع والطرقات، وحيث توجد أماكن مناسبة للإعلان، يشاهد المار سواء أكان راكباً أو راجلاً حضوراً إعلاميّاً قويّاً لهيئة السياحة.
***
فإعلانات هيئة السياحة لافتة وجذّابة من حيث الشكل والمضمون، والعبارات مختصرة ومنتقاة بعناية شديدة، والصور معبِّرة وتمثِّل نماذج لما تختزنه أرضنا من آثار ومجالات ينبغي أن نتعرَّف عليها.
كما أنّ اختيار هيئة السياحة لهذا التوقيت كي تعلن عن هذه الكنوز الثمينة من الآثار التي لا يعرف المواطن شيئاً عنها، هو اختيار موفَّق وينبغي أن يتواصل ويستمر بانتظار أن تتغيَّر القناعات والمفاهيم الخاطئة إلى القبول بما يُعلن عنه.
***
لكن التسويق للسياحة ينبغي ألاّ يتوقَّف على الإعلان - على أهمِّيته - فقط, إذْ من الضروري أن تصاحبه خطوات أخرى وسريعة تساعد على إقناع المواطن على تغيير وتبديل بوصلة اتجاهاته صيفاً من الخارج إلى الداخل.
وهذا لا يتحقَّق من خلال إفهامه فقط بأنّ لدينا آثاراً يحسن به أن يتعرَّف عليها، أو أنّ لدينا أجواءً طبيعية تُماثل من حيث الطقس بعض ما يقصدها أو يختارها المواطن من أماكن في الدول الأجنبية لقضاء إجازته الصيفية فيها.
***
هناك - وهذه حقيقة - ما يُغري المواطن للسفر صيفاً إلى الخارج، ومن الضروري أن يجد الحدَّ الأدنى منها في مدننا التي ننصحه بالسفر إليها وقضاء إجازته مع أُسرته فيها.
وإذا لم نحقِّق له متطلَّباته بحدِّها الأدنى فسنظل نعلن ونسدي النصائح ونرغِّب بالسياحة الداخلية دون أن نجد من المواطن الاستجابة التي تناسب هذا الجهد المبذول.
***
أعرف أنّ هيئة السياحة تحارب على جبهات كثيرة من أجل أن تزرع حبَّ السياحة وإقناع المواطن بقضاء إجازته في المكان الذي يناسبه على امتداد وطننا الغالي وليس أن يقضيها خارج المملكة.
ولا أنكر أنّ الهيئة قطعت مشواراً طويلاً في ترسيخ هذه القيمة الكبيرة والمهمّة لدى فئات من المواطنين الذين عزفوا عن السفر إلى الخارج، لكن المشوار أمامها أطول بكثير إذا ما قيس ذلك بما تحقَّق من إنجازات في هذا الطريق الطويل.
***
ومن أجل بلوغ النجاح الذي تتمنّاه الهيئة ونتمنّاه معها، فهي تحتاج إلى عون ودعم من جهات حكومية عدَّة، مثلما أنّها لا تستغني عن أيِّ مشاركة أو إسهام فاعل ومنتج من القطاع الأهلي، وإلى تجاوب وتفاعل من المواطن مع برامج وتوجُّهات ومخطَّطات الهيئة.
إذْ إنّ الهيئة لوحدها لا يمكن لها أن تختصر مسافة الزمن، فضلاً عن أن تكون جهودها على الأرض مقنعة لعدول المواطن عن السفر إلى الخارج بغية الاستمتاع بهواء وأجواء مناسبة ومطلوبة في وطنه، وبالتالي لا بدَّ من تضافر جهود الجميع لإنجاح هذا التوجُّه الجميل.
***
يقال - بالمناسبة - إنّ الأوضاع في سوق الأسهم حدّت من الإقبال على السفر إلى خارج المملكة، لكن عدم السفر إلى الخارج إذا لم تقابله سياحة داخلية فهو لا يكفي، إذْ على الهيئة أن تستغل وتستثمر هذه الفرصة لتقديم ما يغريه لرحلة داخلية ممتعة حتى ولو كلَّفها ذلك شيئاً من المال.
والذي يغري المواطن - مادمنا نتحدَّث عن استقطابه إلى سياحة داخلية - أن يجد مقعداً على الطيران في الوقت الذي يختاره ويناسبه، والذي يغري المواطن أكثر أن يجد برامج ترفيهية له ولأولاده، والذي يقنعه أيضاً أن يجد السكن المريح بالسعر المريح، وأن تكون لديه خيارات كثيرة ومتنوّعة عند رغبته في التسوُّق.
***
لهذا فمن الضروري الإسراع في تهيئة هذه المتطلَّبات، بالتعاون بين القطاع الحكومي والقطاع الأهلي، إذا كنّا جادِّين فعلاً في كسب المواطن داعماً حقيقياً لتوجُّهات هيئة السياحة.
وحتى لا يكون تحقيق هذه المتطلَّبات أماني يذروها مرض النسيان، فعلى هيئة السياحة أن تضع برنامجاً زمنياً معقولاً وقابلاً للتنفيذ لتحقيق ما هو أكثر من الأماني لعلَّه يوقظنا من حالة النعاس والتردُّد والشعور بالإحباط.
***
تلاحظون بأنّني لم أتحدّث عن إغراء من هو غير سعودي لاختيار بلادنا مكاناً لقضاء إجازة ممتعة في أيٍّ من مناطقنا، فهذه قصة طويلة وقضية لن ينتهي النقاش حولها، وأفضل لنا أن نركِّز على سياحة المواطن وعلى إجازة المواطن في وطنه من أن نضيِّع وقتنا في إقناع غيره ليستمتع بما لدينا مما ينسجم مع رغبته واهتمامه.
وأسباب ذلك كثيرة، وهي معروفة ولا تخفى على من يقرأ لي هذه السطور، ولا بدّ أنّ الهيئة مع ما بذلته من جهد ملموس، وبالرغم مما واجهته من عقبات، لم يصبها الشعور باليأس بعد في إنجاز مشروعها الطموح مع غير السعودي متزامناً مع مشروعها الآخر مع المواطن في سياحته بالوطن، وهي لهذا يمكنها أن تقول بثقة واطمئنان: إنّ جهودها في المسارين سيبلغ النجاح لاحقاً بالرغم من نظرتي التشاؤمية التي قد لا يكون لها مكان في قاموس الأمير الصديق سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز.


خالد المالك

مهرجان كان 59:
أفلام مثيرة للجدل.. وأول مشاركة سعودية
* إعداد - محمد رضا
افتتح مهرجان (كان) السينمائي الدولي دورته التاسعة والخمسين في السابع عشر من شهر مايو ولم يكن فيلم الافتتاح سوى الفيلم الذي يشهد حالياً ضجة كبيرة حول العالم بسبب موقفه الذي فسّر بأنه معادٍ للكاثوليكية خصوصاً وللمسيحية عموماً وهو (شفرة دافنشي).
مؤتمر لدافنتشي
كان فيلم (شفرة دافنشي) المثير للجدل هو فيلم الافتتاح الذي افتتح الدورة الحالية من مهرجان (كان) السينمائي تمهيداً للانتقال لغيره من الأفلام المعروضة.
وكانت جملة من النقاد العالميين قد اعتبرت الفيلم سقطة بحق من فيه وأحد النقاد كتب (كل عيوب الكتاب تضاعفت في النسخة السينمائية)، بينما اعتبره ناقد آخر (فخاً وقع فيه كل من شارك في نصابه).
من ناحية أخرى لم ينج تمثيل توم هانكس من النقد اللاذع مع أوصاف مثل (يمثل وهو نائم) و(خشبي) و(بدا كما لو كان يريد إنجاز الفيلم قبل أن ينتهي تصويره).
كما كان النقد من نصيب باقي الممثلين الرئيسيين خصوصاً الفرنسية أودري توتو الذي قيل فيها إن هذا الدور كان (الأسوأ بالنسبة لها منذ ظهورها على الشاشة لأول مرة قبل عشر سنوات)، كما قيل إنها (تمثل كما لو كانت شخصية كرتونية).
لكن المؤتمر الصحافي كان حاشداً، وكيف له ألا يكون وجميع المذنبين في هذا الفيلم كانوا موجودين من هانكس إلى توتو ومن البريطاني إيان مكيلين إلى ألفرد مولينا والفرنسي جين رينو، ناهيك عن المخرج الذي قال: (أنصح المشاهد ألا يرى الفيلم إذا ما كان يعتقد أنه سيزعجه، والأفضل له أن ينتظر رأي شخص آخر شاهد الفيلم ثم يذهب لمشاهدته بنفسه).
وخفّف العبء الممثل مكيلين قليلاً عندما بدأ ينشر بعض التعليقات التي أثارت الضحك.
حسب الناقد البريطاني الصديق ديريك مالكولم: (كل المؤتمر الصحافي كان نسخة من هذا الفيلم الفوضوي، لكن مكيلين أنقذ الموقف بنكاته).
شفرة الإيرادات
في شباك التذاكر أنجز (شيفرة دافنشي) نجاحاً مهمّاً إذ تبوّأ المركز الأول في الإيرادات الأميركية بمبلغ يقارب ثمانية وعشرين مليون دولار.
وهو رقم محترم لكن إذا ما هبط الإقبال عليه تأثراً برأي النقاد أو برأي من شاهده فإن نسبة هبوطه قد تصل إلى خمسين بالمائة ما يعني أنه سيتراجع سريعاً.
طبعاً هناك فيلم (رجال إكس-3) الذي سيُباشر بعرضه في الأسبوع المقبل وهذا فيلم جماهيري سيكتسح السوق كما يتوقع له الكثيرون، في كل الأحوال خسر فيلم رون هوارد - توم هانكس معركة الصيف فهو قُصد به أن يكون واحداً من أفلام الموسم الكبيرة لكن ذلك لا يبدو ما سيؤول إليه الفيلم.
فيلمان سعوديان
وفي (كان) هذا الأسبوع فيلمان سعوديان روائيان هما الإنتاجان الأولان من نوعيهما للمملكة وهما (كيف الحال) و(ظلال الصمت)، ويأتي الأول من إنتاج شركة روتانا في خط جديد لها.
والفيلم من إخراج الفلسطيني الأصل ايزودور مسلّم والثاني من إنتاج وإخراج السعودي للمخرج عبدالله المحيسن.
وفي حين يكسب (ظلال الصمت) نقاطاً على أساس أن مخرج الفيلم سعودي الجنسية، يكسب الثاني نقاطاً على أساس أن الموضوع سعودي في حين أن موضوع (ظلال الصمت) غير محدد واللغة المستخدمة فيه لغة عربية فصحى ما يبعده على الواقع بعض الشيء.
وهذا لا يعني مطلقاً أن أحدهما هو الأفضل أو الأسوأ بل يعني أن كلاً منهما له خصوصية ستصبح بحكم الجمهور قريباً ليقرر بنفسه أي فيلم يفضّله.
وبالطبع لسنا بحاجة للتأكيد على أهمية هذا الوضع.
فبعد 110 سنوات من ولادة السينما لأول مرة، يخرج لنا فيلمان سعوديان صميمان، على نحو أو آخر، ينطلقان متزامنين.
ولا يهم أي فيلم سيحمل الرقم الأول وينادي بأنه (أول فيلم روائي سعودي).
المهم هو أن يشكلا نقطة انطلاق ممكنة وواعدة لسينما تنفصل طبيعياً عن كل السينمات العربية الأخرى وبذلك تستطيع التميّز على النحو الذي تستحق أن تكون عليه.
هامبورغر
ومن بين الأفلام التي أثارت ضجة، ولو أن كل ضجة ليست بالأمر الإيجابي، فيلم بعنوان (أمّة الوجبات السريعة) للمخرج رتشارد لينكلاتر.
وهو فيلم يعرض داخل المسابقة وبذلك يضمن لنفسه أعلى نسبة من المشاهدين.
هذا إلى جانب أن المخرج معروف ومقدّر بسبب أفلامه العاطفية الرقيقة السابقة، لكن فيلمه الجديد هذا أبعد عن أن يكون رقيقاً ولو كان عاطفياً.
والعاطفة التي نقصدها هي عاطفة المخرج الباردة تجاه الهامبورغر.
فمن المشهد الأول حيث يحمل نادل قطعة هامبورغر مكشوفة تدرك أن الأمور ليست على ما يرام ويتأكد لك ذلك عندما ينتقل المخرج من قطعة اللحم إلى لقطة لكلب.
لكن عوضاً عن أن يكون الموضوع عن احتمال أن آكلي الهامبورغر يتناولون لحوماً أخرى غير (البيف) يقترح الفيلم أن لحم البقر ذاته هو المشكوك فيه حسب القصّة.
حيث تكتشف شركة مطاعم أن هناك فضلات حيوانات في اللحم فترسل أحد رؤساء أقسامها إلى التحقيق في الموضوع ويخرج مذهولاً: بسبب سرعة الآلات التي تحمل البقرة بعد ذبحها من قسم إلى آخر فإن العاملين ليس لديهم وقت كافٍ لتنظيف داخل البقر ما يجعل اختلاط فضلاتها باللحم أمراً ممكناً.
بعد الفيلم، وبينما كنت من الذين قرروا عدم تناول الهامبورغر مطلقاً طوال حياتي، كان الفرنسيون يعودون إلى وليمتهم المفضلة: طبق البقر الني.
وحين سألت صديقاً ناقداً: (ألم يجعلك الفيلم تقرر عدم تناول اللحم بعد اليوم؟) نظر إليّ بامتعاض وقال: (نحن الفرنسيين لا نحب أن يخبرنا أحد ماذا نأكل).
وعودة إلى الفيلم، فقد أعجبت بمنحاه التحذيري وكرهت سذاجته في بعض المواضع.. إنه من النوع الذي تدرك أنه سيحدث ضجة حين عرضه تجارياً لكنه لن يغيّر من الواقع شيئاً.
فيلم بلا ربيع
بخلاف الفيلم السابق، وجدت الفيلم التركي (أجواء) (حسب الترجمة الإنجليزية و(فصول) بالتركية) فيلماً مثيراً للاهتمام في معظمه لكنه ليس بنفس قوّة فيلم المخرج نوري بيلج سيلان الذي سبق وأن قدّم فيلماً أفضل قبل عامين بعنوان (عن بُعد).
والقصة هنا تدور حول رجل (يقوم به المخرج نفسه) يعيش أزمة مع زوجته.
إنهما متباعدان عاطفياً (ولاحقاً ما ندرك أنه يخونها) وفي خلال رحلة صيفية يتّفقان على الانفصال، ويعود إلى إسطمبول في الخريف، هناك يلتقي بالمرأة التي كان على علاقة معها من وراء زوجته.
لكنه يتركها في الشتاء القارس ويمضي إلى منطقة بعيدة حيث يعلم أن زوجته تعمل (هي مديرة فنية في محطة إنتاج تلفزيوني).
هناك يلتقي بها مجدداً ثم يفقدها مجدداً، الفيلم لا يستمر إلى ما بعد الشتاء، بكلمات أخرى ليس هناك من ربيع.
ويمكن القول إن الكثير من مشاهد الفيلم رائعة من الناحية الفنية، لكن المخرج ليس شخصية سينمائية جاذبة، فلمعظم الوقت يبدو ثقيل الظل، مثيراً للأعصاب.
وربما هذا هو المطلوب لكن الخوف من أنه إذا لم يكن ذلك تمثيلاً فإن المخرج هو فعلاً على هذه الصفات في حياته الخاصة وهذا الفيلم يبدو كما لو كان حياة خاصة.
هوليوود في (كان)
الرسوم المتحركة تعود إلى المهرجان الفرنسي ولو أنها خارج المسابقة. وهناك فيلم بعنوان (فوق الحافة) من بطولة مجموعة حيوانات مختلقة غالباً لكن السؤال ليس هنا، بل في موقع آخر: لماذا مثل هذه الأفلام معروضة في مهرجان من المفترض به أن يكون متخصصاً بالنوعيات السينمائية المتقدّمة فنياً وقصصياً؟
هل المهرجان بحاجة لأفلام ولاّدية يعرضها؟ هل هو في الأساس مهرجان للصغار ونحن الكبار بالخطأ فيه؟ أم أن هوليوود بحاجة إلى تشجيع؟ وكيف تكون إذا ما كان السوق الأوروبي، حسب إحصاءات جديدة، تؤكد أن نسبة 63 بالمئة من إيرادات السوق السينمائية في دول الاتحاد الأوروبي تذهب إلى الأفلام الأميركية؟
السؤالان الأخيران يتأكدان حين النظر إلى أن (كان) في الآونة الأخيرة أصبح رديفاً لحالات الترويج التجاري.. بكلمات أخرى، بات يلعب دور (العلاقات العامة) لحساب أفلام هوليوود عوضاً عن أنه يوفر المساحة لأفلام فنية جيّدةبحاجة إلى تسليط الضوء عليها، لذلك نرى في هذه الدورة فيلماً من نوع (على الحافة) و(رجال إكس-3)، كما كنا رأينا (شفرة دافنشي) والقائمة تطول.

..... الرجوع .....

الطب البديل
الفن السابع
فن العربي
عالم الاسرة
المنزل الانيق
رياضة عالمية
الملف السياسي
اقتصاد
حياتنا الفطرية
منتدى الهاتف
تحقيق
روابط اجتماعية
شاشات عالمية
تميز بلا حدود
أنت وطفلك
تقارير
سوق الانترنت
الحديقة الخلفية
دراسات
جرافيك
غرائب وعجائب
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved