في اطار حرص الملك عبدالعزيز رحمه الله على نشر العلم لأهميته في بناء المجتمع وعندما شعر ان المدارس بحاجة للمعلمين الوطنيين للانخراط في سلك التعليم
وانفاذا لتوصية في هذا المجال تبنى جلالته فكرة انشاء معهد علمي لتخريج المعلمين تحت اشراف مباشر من مديرية المعارف العامة,
وفي هذا اليوم الأول من شهر شعبان سنة 1345ه تم افتتاح المعهد على انه أول مدرسة ثانوية بالمملكة وتم تعيين الشيخ محمد بهجت البيطار رحمه الله مديرا لهذا
المعهد وتم استقدام عدد من العلماء للتدريس بهذا المعهد ولم يحظ المعهد باقبال يذكر ولكن الدولة وبهدف التشجيع على اقبال الطلاب على هذا المعهد وتحقيق
اهدافه فقد تم تخصيص ثلاثة قروش لكل طالب وخمسة قروش لرئيس الصف وان يخصص للناجح في المركز الأول 1000 قرش وللمركز الثاني 500 قرش وتعتبر هذه الخطوة أول
محاولة لتخصيص مكافأة ثابتة للطلاب بالمملكة وكانت هذه الحوافز سببا في الاقبال على المعهد,
وفي عام 1354ه شهد هذا المعهد تطورا كبيرا وشهد المعهد دخول طلاب من منطقة نجد على نفقة الملك وتم اعداد السكن المناسب لهم في مكة المكرمة مقر المعهد
وتزويدهم بالملابس والطعام وتم تحديد المواد التي تدرس في هذا المعهد وهي التوحيد والفقه والتفسير وفقه الحديث وحكمة التشريع واللغة العربية والحساب
والهندسة، وخواص الاجسام ومسك الدفاتر والتربية العلمية والنظرية واللغة الاجنبية والمواد الاجتماعية والاملاء والخطابة والانشاء وحسن الخط وتم استقدام
معلمين لهذا المعهد بعد تطويره,
وقد احتفى الملك عبدالعزيز رحمه الله الذي تبنى هذا المعهد بالدفعة الأولى من خريجيه في عام 1350ه حيث استقبلهم بقصره في المعابدة بمكة المكرمة والقى فيهم
كلمة اشتملت على العديد من النصائح وأبرز لهم اهمية التعليم والدور الذي يضطلع به المعلمون,
وقد اعتبرت هذه اللفتة الكريمة تشجيعا للعلم وطلابه وكان خطاب جلالته وثيقة هامة من وثائق التعليم وسياسته في المملكة,
مروان عمر قصاص