الاعتزال بنكهة الثنيان,, أحلى!!،
أحمد الرشيد
يبدو أن الفنان يوسف الثنيان يسعى لأن يكون اعتزاله مناسبة تاريخية لم يسبقه إليها أي لاعب سعودي ويفرض لها تميزاً لا يضاهى مثلما هو فلتة الكرة
السعودية,, ليس لانه صنع لنفسه مجداً شخصياً فهذا لا يلبث أن يدخل في طي النسيان ولكن لأنه قرن ذلك بأمجاد كبيرة لكرة بلده عبر ناديه ومنتخب بلاده الوطني
ليضع نفسه على قمة النجوم الذين لهم رصيد محسوب في اعتلاء منصات التتويج لاستلام دروع المسابقات وكؤوس البطولات,
والثنيان ايضاً لم يصنعه الآخرون فهو مجموعة لاعبين يؤدون بروعة وإبداع لا مثيل لهما!!،
والثنيان لم تصنعه أهداف سجلت باسمه ولم تقده إلى عالم الشهرة مجرد ألقاب العدد فيها كما العدد في الليمون,,!،
بل هو كامل الأوصاف الفنية ومن خلالها قدم نفسه لجماهير الكرة السعودية والخليجية والعربية ولكل عشاق الأداء الراقي والمتعة الكروية!!،
والأداء المهاري للثنيان جعله ورقة رابحة صالحة وقابلة للطرح في اي وقت وتحت اي ظرف وهو لذلك بات القائد نحو منصات التتويج سواء مع الهلال او مع المنتخب
الوطني,
ليس هذا فقط بل انه مع الثنيان تحققت نقلة حضارية في نوعية الفرح ودواعيه,, فقبل سنوات كان كثيرون يصفقون وبسذاجة الأطفال ويعيشون فرحا طفوليا لأن لاعباً
منا سجل هدفاً ساقه لان يكون صاحب اول هدف اولمبي سعودي برغم ان فريقنا كان يخسر في هذه المناسبة السعيدة بالثلاثة والستة أهداف!!،
فيما تبدلت الحال الآن وتحول الفرح إلى حدث عام يصنع إنجازا جماعيا للفريق فالثنيان يسجل ويصنع ويقود الفريق الى الفوز ببطولة يحتفي ويسعد بها الجميع,,
وقبل سنوات ايضاً كان كثيرون لا تسعهم الفرحة لأن مهاجماً من فريقنا فاز بلقب هداف البطولة وهو فرح لا يستحي حتى والفريق يقبع بالمركز الرابع أو الخامس
بين الفرق المشاركة!!،
وفي حالة الثنيان لم يسبق لهذااللاعب الفلتة ان كان هدافاً لبطولة لكن اهدافه وكراته المرسومة بحرفنة متناهية لزملائه هي التي تصنع البطولات وتقدم جيلاً
جديداً من المهاجمين الذين يزدادون تألقاً كلما تزودوا من تموينات الثنيان الفنية!!،
ومثل هذا النجم الذي سخر موهبته الفذة لخدمة كرة بلاده ونقل مستوى الوعي بالمسئولية إلى ما يؤهل اللاعب لإدراك ان خدمة المجموعة مقدمة وبمراحل على خدمة
الذات,, هو الأكثر جدارة واحقية بأن يحظى بتكريم الوسط الرياضي رسمياً وشعبياً لان في ذلك تعميما وتدعيما لظاهرة اللاعب الماهر في صناعة النجاحات الجماعية
واسقاط الذاتية المقيتة!!،
واذا ما تحقق ذلك فسوف لن نحرم من تذوق اعتزالات قادمة بنكهة الثنيان اللذيذة,, فهو اللاعب الذي تكاد تقول له الكرة في كل مرة يداعبها بمهارة زدني عشقاً
،!! فزادها بريقاً وروعة ليكون وبلا منافس لاعب كل الجماهير وغاية كل المدربين,


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved