Friday 12th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الجمعة 24 ذو القعدة


أي قاموس سيأتي بخير مما في لغتنا
(يا أخت، يا مسلمة) خير من (يا آنسة، يا مدام)؟!

الحمدلله وبعد
عزيزتي الجزيرة، طالعنا في زاوية (يارا) مقالاً بعنوان (يا خالة) بقلم الأخ/ عبدالله بن بخيت وكان المقال يتحدث عن رجل فتح محلاً للمستلزمات النسائية وشكا خسارته لأحد الأصدقاء الذي اضطر للحضور للمحل ليقف على حقيقة الامر,, الى ان نصحه بالاستفادة من جاره اللبناني في تعامله مع عميلاته؟!).
وحيث ان الأخ الكاتب اراد نصيحة اصحاب المحلات لمعرفة كيفية التعامل مع النساء وطالب بايجاد صيغة تخاطب جديدة تعيد - كما يقول - ترتيب العلاقات بين الناس في الحياة العامة,, الى آخر ما ذكر فلي وقفات مع ذلك المقال ارجو ان يتسع لها صدر الأخ الكاتب فنحن جميعاً طلاب حق ودعاة خير, اسأل الله للجميع التوفيق.
أولاً: ما ذكر من صفات ذلك البائع الموصوم (بالبراءة) هي ما نتمنى ان توجد في جميع البائعين (رجل مهذب يحترم الناس جميعاً وخصوصاً النساء ولا يذكر انه بدر منه ما يمكن ان يسيء الى عميلاته,, يظهر الاحترام لبنات الناس ولا يقترب منهن ابداً ولم تظهر منه نوايا سيئة) هذا من اهم مقومات البائع الذي اتقى ربه وسعى في كسب رزقه اضافة الى التزامه بالضوابط الشرعية في بيعه وشرائه.
ثانياً: لقد اخطأ صديقه بقوله (انت لا تنفع ان تكون بائعاً وخصوصاً في محل نسوان، انصحك اما ان تقفل الدكان او ان توظف غيرك يشتغل فيه) فأقول: ان امثال هذا البائع هم الذين تشتد الحاجة لوجودهم في اسواق النساء بخاصة لغيرتهم على بنات المسلمين وتأدبهم في كلامهم مع المشتريات بل يعتبرون حراساً في الاسواق يحمون بناتنا من اغراءات المفسدين من الوافدين وخداع المخادعين وعبث العابثين.
ثالثاً: لا شك ان حسن التعامل مع الآخرين له دور في كسب المتسوقين ولكن يجب ان يكون ذلك في حدود الشرع وتراعى فيه عادات المجتمع وتقاليده التي تدل على العفة وطهارة القلب والبعد عن عبارات الترخيم والعبارات المبهمة او التي تكسب قلوب النساء - خاصة - وجيوبهن، فلقد حصل بسبب ذلك مفاسد عظيمة.
رابعاً: جاء في المقال (هل من المعقول) ان تخاطب شابة في العشرين او الثلاثين او حتى الأربعين من عمرها ب(يا خالة) فأقول: ما المانع من ذلك؟ وقد اعتادت نساء المجتمع ذلك ولا اظن امرأة كبيرة عاقلة ترفض ذلك، بل ان العاقلات من النساء يعتبرن ذلك من باب توقيرهن واحترامهن ولا عبرة بالشواذ مما ذكر ان امرأة رددت على من قال: لو سمحتِ يا خالة: (خلخلت عظامك)! فربما كانت تعتبر نفسها فتاة ففاجأها بذلك الوصف، ولكن الشابات يخاطبن بكلمة (يا أخت) أو (يا مسلمة) وهذا هو المتفق مع اللغة والشرع مع ان العاقلة والملتزمة - حتى من الفتيات - لا تمانع من تلك العبارة لأنها تطلق على اي امرأة من اي رجل لا يعرفها,, لو رجعنا للشرع ولغة القرآن لوجدنا وصف الأخوة الذي لا يمكن ان ترفضه اي مسلمة، لأنك اذا قلت (يا أخت) فهي كذلك اخت لك في الاسلام (الدين) وإن قلت (يا مسلمة) فهي كذلك فمن يرفض ذلك؟ ولسنا بحاجة لاختراع لغة اجنبية او عربية ركيكة,, وبالمناسبة وللفائدة اذكر ما اجاب به فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين عضو هيئة كبار العلماء حول تسمية البعض لوالد زوجته خالاً وكذلك والدة زوجته والفرق بين ذلك وبين ان تقولها لمن حضر مجلساً من كبار السن حيث قال فضيلته:
ان هناك فرقاً بين ان تخاطب شخصاً حضر وتقول يا عم تفضل او يا خال تفضل وبين ان تضع هذه التسمية لهذا الشخص دائماً يعني لا بأس ان يقول الانسان للكبير يا عم تفضل او يا خال تفضل هذا ما فيه بأس، لكن كونك تطلق وصفا مستقراً كالخال مثلا على ابي الزوجة هذا هو الذي لا ينبغي بل تذكر الاسماء الشرعية ولهذا نهى النبي عليه الصلاة والسلام ان نسمي العشاء بالعتمة بل هي صلاة العشاء، وقال (لا يغلبنكم الاعراب على صلاتكم العِشاء فانها في كتاب الله العشاء) كما قال الله (,,, ومن بعد صلاة العشاء) النور 58 (1) .
خامساً: جاء في ذلك المقال (جربي هذا يا خاله!) (قوسي هذا يا خاله!) فأقول: ليست هذه العبارات وامثالها مما يجذب الزبائن بل ان الصالحات ينفرن ممن يتلفظون بذلك فالمرأة (كبيرة كانت او شابة) تطلب ما تريد فان صلح والا طلبت بديلاً بعبارة تصدر منها وبمواصفات واضحة المعنى تطلبها فلقد شكت الينا بعض الصالحات بعض عبارات البائعين الساقطة.
سادساً: قول ذلك الناصح لصديقه: اذهب الى جارك اللبناني واسمع بماذا ينادي عميلاته, حتى العجوز التي يدق لها الماء يسميها آنسة واذا كانت في اقصى درجات المخمخة سماها (مدام) .
فأقول: ومع احترامي لذلك الشخص فهو ليس بقدوة لا في شخصه ولا في عباراته هو وغيره والتي طالما شكت منها العفيفات وضحك بها على الغافلات وافسدت بها قلوب الفتيات, واني لاعجب من رجل من بلدي ووطني يستحسن الفاظاً ليست من تقاليدنا في شيء فضلا عن اللغة الفصحى، البائع بها يدغدغ عواطف فتياتنا ويكسب جيوبهن ويفسد اخلاقهن او بعبارات عاطفية غير ما ذكر صاحب المقال علماً بأن كلمة (مدام) كلمة فرنسية وليست عربية ومعناها - حسب علمي - (سيدتي) فكيف نستبدل الذي هو ادنى بالذي هو خير؟! بحثاً عن لغة مهذبة يتخاطب بها المجتمع بعامة (والمرأة بخاصة) بعضه مع بعض, اما كلمة آنسة فمعناها (مؤنث الآنس - و- الفتاة الطيبة النفس المحبوب قربها وحديثها، يؤنس بها,, والفتاة لم تتزوج) (2) .
سابعاً: لقد حرص المسؤولون في بلادنا - وفقهم الله - على هذا الجانب الا وهو ظاهرة عمل الرجال في محلات مستلزمات النساء ووضعت لذلك ضوابط اذكر منها (الحث على ان يكون من يعمل في محلات بيع الذهب وملابس النساء ومحلات بيع الأقمشة من كبار السن ممن يبلغون (40 عاما) فما فوق,, كل ذلك ليكون البائع رجلاً راشداً متزوجاً يحفظ اعراض المسلمات ويحافظ على بنات المسلمين ويغار عليهن كما يغار على زوجته واخته وبناته وهذا لا يتوفر في كثير من الشباب ولا سيما الأجانب منهم حيث ان غربته قد تكون مبرراً له للافساد في المجتمع الا من رحم الله وقليل ما هم، لأن الواقع يشهد بآثار وجود الشباب في تلك المحلات بصورة خاصة.
ثامناً: مما يزيد مفاسد الاسواق سوءاً ان هناك من يخالف اللوائح الصادرة من ولاة الأمر والتي تمنع تمليك الاجانب للمحلات او كتابة العقود معهم بالنسبة، بينما الواقع أن كثيراً من اصحاب المحلات يفتتح محلاً باسمه ثم يسلمه للعامل كافراً كان او مسلماً ليشتري ويبيع ما يريد وبالمبلغ الذي يحلو له وصاحب المحل يتسلم من العامل مبلغاً معيناً شهرياً وهذا حرام لأنه مخالفة لولي الأمر وتمرداً على توجيهاته وكذلك الذين يتحايلون على منع الموظف مدنياً او عسكرياً من فتح محل - يتحايلون - باستخدام اسماء زوجاتهم او اخواتهم لهذا الغرض كذباً وزوراً وهذا لا يجوز لأن فيه معصية لولي الامر كذلك.
ومما اذكر ما اخبرني به احد الباعة حيث قال لي: جاءني رجل أجنبي ظاناً انني غير سعودي (لأن شكله يوحي بذلك) فقال لي: ان لدي بضاعة ستساعدك على اصطياد السعوديات!! وهي رخيصة الثمن، فواعده هذا البائع في يوم محدد ثم ابلغ الجهات المسؤولة وعند مجيئه في الموعد المحدد اذا به في قبضة رجال الامن ثم ارسلت بضاعته للمستشفى فوجد انها من الممنوعات!!ولست بهذا اتهم جميع الاخوة الأجانب ولا أزكى جميع السعوديين لكن مهما يكن فلدى ابن البلد من الغيرة وحفظ الاعراض ما ليس لغيره.
تاسعاً: اما قول الكاتب (فليس من المناسب ان يبقى التخاطب العام في كلمتين هما يا خالة,, والأخو للرجل بنفس المستوى) فأقول: لقد اثبت الدين الاخوة في آيات كثيرة قال تعالى (انما المؤمنون اخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون) الحجرات 10 , وفي الأحاديث النبوية قال عليه الصلاة والسلام (المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يحقره ولا يخذله),, رواه مسلم, وقال ايضا (انصر اخاك ظالماً او مظلوماً,,) رواه البخاري وقال ايضا: (لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه) متفق عليه بل في شعر العرب ما يثبت الأخوة قال الشاعر
أخي لن تنال العلم الا بستة
سأنبيك عن تفصيلها ببيان
فلا أدري أي قاموس سيأتي بخير مما في لغتنا وأي دستور سيأتي بلغة مهذبة خير مما في دستورنا؟! فعلى المجتمع ان يفتخر بلغة دينه وأن يراعى في تخاطبه عادات بلاده وتقاليدها ففيها من الأدب والعفة ما ليس في غيرها من اللغات الأجنبية واللهجات الوافدة.
عاشراً: جاء في المقال المذكور (فليس من المعقول ان تنادي شابة انيقة اكمام عباءتها مطرزة وتتدلى كسنابل قمح عند الغروب ب(يا خالة) فأقول: نعم لا تقل لها يا خالة ولكن (ان احتجت لمخاطبتها) فقل: يا اخت او يا مسلمة ثم ان كان الرجل يغار على بنات بلده ويحب لهن الخير فليحذرهن مما يسخط الله من مثل تلك العباءات التي ذكرها الكاتب فقد قال تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى) وقال (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) وقال الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم (لا يؤمن احدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) وقال ايضاً (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان) رواه مسلم, وللفائدة انقل للقراء والقارئات حكم لبس مثل تلك العباءات: سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز مفتي عام المملكة سؤالاً نصه (ظهر عند بعض النساء لبس العباءة المزينة والمطرزة والتي تبدو فيها المرأة بمظهر حسن امام الرجال مما قد يفتن الشباب داخل الاسواق فما نصيحتكم جزاكم الله خيراً؟ فأجاب: (الواجب على جميع النساء الحذر من التبرج بملابس جميلة من عباءة وغيرها مع وجوب التستر وعدم ابداء شيء من الزينة لقول الله تعالى (ولا يبدين زينتهن الا لبعولتهن أو آبائهن) الآية وقوله عز وجل (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى) وقد فسر اهل العلم - رحمهم الله - (تبرج الجاهلية الاولى) باظهار المحاسن والمفاتن وقال تعالى: (واذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم اطهر لقلوبكم وقلوبهن) (3) ا,ه، وقال عنها فضيلة الشيخ/ محمد بن عثيمين عضو هيئة كبار العلماء (اذا كان في ذلك لفت نظر او فتنة لكونها مطرزة على وجه يلفت النظر فحينئذ نمنعها لا لذاتها ولكن لما يترتب عليها من الفتنة، (4) والعباءة تلبس لستر جمال خلقتها وجمال ملابسها فكيف تكون جميلة بنفسها؟! اللهم ايقظ نساءنا من غفلتهن وبصرهن بالحكمة من لبس العباءة.
الحادي عشر: قال الكاتب (لأن يا خالة لا يصلح الا لتلك المرأة التي ما زالت تلبس كنادر باغة سوداء وعباءتها معلقة على رأسها بمشابك كأنها مثبتة على كربة محترقة) فأقول: ان في ديننا (كتاباً وسنة) ما يبين ما اذا كانت تلك الاوصاف تعاب بها المرأة ام انها تشكر عليها وتمدح بها, قال عليه الصلاة والسلام (لا تمنعوا اماء الله مساجد الله ولكن ليخرجن وهن تفلات) رواه احمد وابو داود وابن خزيمة ومعنى (تفلات) اي متغيرات الريح غير متطيبات وفي صحيح مسلم من حديث زينب امرأة ابن مسعود قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اذا شهدت احداكن المسجد فلا تمسن طيباً) قال ابن حجر - رحمه الله - في الحديث (ويلحق بالطيب ما في معناه لأن سبب المنع ما فيه من تحريك داعية الشهوة كحسن الملبس والحلي الذي يظهر والزينة الفاخرة,,, (5) , اذاً ما دامت المرأة منهية عن حسن الملبس وهي ذاهبة للمسجد فكيف عند الذهاب للأسواق ونحوها؟! وحسن الملبس يدخل فيه العباءة والثياب والحذاء والخمار وغير ذلك مما يظهر للرجال، وعلى هذا فتجمل المرأة يكون عند زوجها وعند النساء والمحارم في حدود الشرع، اما عند الخروج فالستر والحشمة، ومن تلبس من امهاتنا وجداتنا كنادر الباغة السوداء والعباءة المعلقة على رأسها (لا على كتفها) بمشابك هي الملتزمة بضوابط دينها وبهدي نبيها صلى الله عليه وسلم المحتشمة بلباسها الذي لا يفتن الرجال ولا يحرك كوامن الشباب! ولكن كم هن واين هن من تلك ملابسهن؟ الله المستعان.
الثاني عشر: أما قول الكاتب - سامحه الله - (وعندما تنظر اليها من بعيد تحس انها غراب موقّع على ضلع)!؟ لا ادري ألأن جميع ملابسها سوداء او لعدم ظهور شيء من بياض جسدها؟ كحال كثير من فتيات اليوم اللاتي يعرضن لحومهن للذئاب البشرية والكلاب الانسية في الاسواق والحدائق وغيرها,, وكون المرأة المتسترة بعباءتها سوداء لا يظهر منها شيء فذلك شرف لها لا عيب تعاب عليه فهاكم يا قراء عزيزتي الجزيرة ما امتدحت به ام المؤمنين (ام سلمة) رضي الله عنها نساء الانصار حيث قالت -لما نزلت هذه الآية - (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن,,) خرج نساء الانصار كأن على رؤوسهن الغربان من السكينة وعليهن اكسية سود يلبسنها) (6) فهل تعاب نساء صالحات اقتدين بنساء صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أم ترفع بهن الرؤوس وتغض الأبصار إكباراً لهن واحتراماً؟!! اللهم احفظ نساءنا بحفظك واسترهن بسترك وعلمهن دينك.
الثالث عشر: بمناسبة الحديث عن العبارات التي تخاطب بها المرأة يسرني ان اذكر القراء ان ديننا قد حمى قلب المرأة بأمور كثيرة وادلة متعددة اذكر منها:
1 - حمى قلبها بأن امرها بالحجاب وأمر الرجال الا يخاطبوها الا من وراء حجاب قال تعالى (واذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم اطهر لقلوبكم وقلوبهن) وما مرضت قلوب فتياتنا الا بسبب النظر للرجال من دون حجاب او من وراء حجاب مزيف او حجاب نفاق وعادة.
2 - امر المرأة بالبعد عن الرجال حتى في المسجد قال عليه الصلاة والسلام (وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها) رواه مسلم، قال الامام النووي رحمه الله (وانما فضل آخر صفوف النساء الحاضرات مع الرجال لبعدهن من مخالطة الرجال ورؤيتهم وتعلق القلب بهم عند رؤية حركاتهم وسماع كلامهم ونحو ذلك (7) , هذا في المسجد فكيف بمن تدخل المحل او تقف امام العامل بالمحل وجهاً لوجه وتسمع منه عبارات الاطراء والكلمات الجذابة؟ اللهم لطفك يا رحمن.
3 - منع ما قد يؤثر على قلوبهن من كلام الرجال: ثبت في صحيح مسلم عن انس رضي الله عنه قال (كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم حادٍ حسن الصوت فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: رويداً يا أنجشة لا تكسر القوارير يعني ضعفة النساء) وفي رواية اخرى (يا انجشة رويدك سوقاً بالقوارير) ومما قال النووي في شرح الحديث (ان انجشة كان حسن الصوت وكان يحدو بهن وينشد شيئاً من القريض والرجز وما فيه تشبيب فلم يأمن ان يفتنهن ويقع في قلوبهن حداؤه فأمره بالكف عن ذلك ومن امثالهم الغناء رقية الزنا) (8) , فكيف تُحمي النساء من صوت غلام اسود يحدو حداء بريئاً ويُتساهل بعبارات رقيقة ينطق بها رجل ربما تجمل بأحسن ما يقدر عليه معتقداً - جهلاً - ان اناقته وتجمله من مقومات البائع الناجح او انه يتعمد ذلك لتعجب وتفتتن به النساء والواقع يشهد بذلك ونتائج ذلك على الفتيات معلوم لكل ذي عقل سليم (وعند الهيئة الخبر اليقين).
فالله الله يا بائعون بحفظ قلوب بناتنا من ان تتعلق بكم بسبب كلماتكم وعباراتكم (8) والله الله بأن لا تتجملوا لهن فذلك حق لنسائكم وليس لبنات الناس الأجنبيات عنكم.
الرابع عشر: ختم الكاتب مقاله بقوله (واخشى ان يأتي اليوم الذي اتجول فيه في احد الاسواق في واشنطن وتعترض طريقي مونيكا لونسكي فأقول لها (لو سمحتِ يا خالة) ستأخذ مكينة الكاشير وتهبد بها رأسي)!!.
فأقول: المسلم يا اخي اشرف واعز ان يخاطب يهودية فاجرة مجاهرة بهذا اللفظ وكلمة (يا خالة) اعف واشرف من ان توصف بها هذه المرأة الكافرة الداعرة.
ختاماً: أرجو ان اكون قد وفقت في ايضاح امر يتعلق بنسائنا بخاصة ومجتمع البائعين بعامة وعتابي الحار للكاتب الذي قست كلماته على حجاب الأمهات وعباءة الصالحات بينما اطرى بقصد او بدون قصد ذات العباءة المطرزة ولكن اصلح الله القصد وغفر لنا وله الزلل, والحمدلله اولاً واخيراً والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عبد الرحمن الوهيبي
الخرج
(1) الفاظ ومفاهيم في ميزان الشريعة ج) اعداد عبد المحسن الزامل.
(2) المعجم الوسيط ج2.
(3) مجلة الدعوة عدد 1610 تاريخ 24/5/1418ه.
4 - لقاء الباب المفتوح ص 46.
5- فتح الباري ج2 ص 407.
6 - تفسير ابن كثير مختصر الرفاعي ج 3 ص 518.
7 - صحيح مسلم ج4 ص 160.
8 - صحيح مسلم ج15 ص 80.
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
فروسية
أفاق اسلامية
عزيزتي
المزهرية
الرياضية
تحقيق
شرفات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved