Friday 12th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الجمعة 24 ذو القعدة


شخصيات قلقة
كبلنغ,,
إسقاطات وإيحاءات

* يعتبر روديار كبلنغ 1865-1936 أحد رواد الأدب الانكليزي،في مضمار القصة والرواية وفنون الشعر.
ففي ميدان الرواية والقصة، كتب كبلنغ العديد من الأعمال المشوقة الممتعة، مثل:
النور الذي خبا- 1890-، كتاب الأدغال -1894-، ثلاثة جنود - 1888-، القواد الشجعان -1897-، قصص مبسطة عن السهول -1888- كيم -1901.
هذا فقط في مجال الرواية والقصة، وأما في مجال الشعر، فقد ألف كبلنغ عدة دواوين شعرية، منها على سبيل المثال:
رسالة الرجل الأبيض وأناشيد متنوعة.
هذا ولعل أكثر القصائد التي اشتهر بها كبلنغ، وذاع صيتها كانت قصيدته المشهورة IF- إذا ، والتي تتجسد فيها، روح الحكمة،والموعظة،والنصيحة، واسداء الرأي.
كما ذهب بعض النقاد الى اعتبارها قصيدة تجسد اسقاطات سياسية، انتقادية، للوضع السيىء الذي كان يلف انكلترا آنذاك,.
يقول -كبلنغ- في قصيدته تلك:
إذا استطعت ان تستقيم
وفي وقت ينحرف فيه جميع الناس من حولك.
ويلومونك على صراطك واستقامتك.
أو كنت واثقا من نفسك في وقت يشك جميع الناس فيك أو رفضت التعامل بالكذب في وقت يكذب جميع الناس فيه عليك أو رفضت التعامل بالحقد والعداوة بالرغم من عداوة الناس لك أو قابلت نشوة النصر مثلما تقابل وقع البلية.
أو تعاملت مع جميع البشر دون ان يدنسوا فيك الفضيلة.
أو تعايشت مع الصديق والعدو دون ان ينالوك بذرة.
فان الأرض وما عليها حري بأن تكون ملكك.
وأنت الجدير يا بني بأن تنال لقب الانسان !.
ولكبلنغ قصيدة غنائية أخرى بعنوان: أنشودة الانكليز.
يعكس فيها عشقه، وتعلقه، بالأرض، والوطن.
منتقدا فيها بعض مواطن الخلل والخطأ، في انكلترا، داعيا الى الاصلاح، ناشرا الأمل في نفوس الناس.
يقول كبلنغ في قصيدته:
جميلة أرضنا، خير ميراثنا, ,, فالله خالقنا، قد فتح أمامنا السبيل
لنصل الى شتى أرجاء الأرض ,,, فمع أننا اصحاب إثم وذنب
ومع ان قادتنا قد انحرفوا عن الطريق الصح, ,, يجب علينا ألا نيأس
بل يجب ان نعتصم
بالذي اعتصم به آباؤنا: فلا نسأل الله شراً
سراً كان أم جهراً ,,, بل يجب علينا أن نسعى
لإحلال العدل في الأرض, ,.
فنطهرها من براثن الشر
وعندما نحقق بين الناس الوئام ,, نكون قد خدمنا، حينذاك الإله ,,!
لاشك، بأن قصيدة كبلنغ هذه، تمثل انتصارا للتقليدية على الحداثة، حيث يلاحظ من خلال ابياتها، وكأن الناس بدأت تحن للعودة الى الأيام الماضية، ومعايشة ذكرياتها الجميلة، عندما كان كل شيء مختلفا عما هو عليه الآن.
هذا هو روديار كبلنغ رمز الأدب الانكليزي، انه في أناشيده القلقة هذه، يبدو مرآة عصره وزمانه، ولا يغيب عن بالنا أبدا انه استحق جائزة نوبل للآداب بجدارة عن عام 1907.
* مترجمة عن الموسوعة البريطانية .
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
فروسية
أفاق اسلامية
عزيزتي
المزهرية
الرياضية
تحقيق
شرفات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved