المياه في أسبوعها الخليجي الأول وواجبنا نحوها كبير هيدرولوجيين/ عبدالله بن عبدالرحمن الحمين |
سبحان القائل في محكم كتابه الكريم (وجعلنا من الماء كل شيء حي) الانبياء 30 والقائل (او لم يروا انا نسوق الماء الى الأرض الجرز فنخرج به زرعا تأكل منه انعامهم وانفسهم افلا يبصرون) السجدة27.
الماء اساس الحياة واهم الركائز الاساسية لاي تنمية ولذا كان الاهتمام به على المستوى العالمي كبيرا وخصوصا في السنوات الاخيرة مع ازدياد السكان في دول العالم المختلفة والحاجة المتزايدة للغذاء واهمية توفيره والذي يرتبط بتوفر المياه ولذلك عقدت المؤتمرات والندوات واللقاءات لبحث افضل وانجح السبل لتنمية مصادر المياه والمحافظة عليها وحمايتها من التلوث والنضوب وتجلت ذروة هذه اللقاءات في مؤتمر الامم المتحدة للبيئة والتنمية (قمة الارض) الذي عقد في عام 1992م في البرازيل وكان من ابرز نتائجه اقرار الامم المتحدة في نفس العام اعتبار يوم 22 مارس من كل عام يوما عالميا للمياه والاحتفاء به من خلال تكثيف الانشطة الهادفة لزيادة الاهتمام بمصادر المياه العذبة وادارتها والمحافظة عليها وترشيد استخدامها وتنظيم الدورات والندوات لهذا الغرض مع رفع شعار عالمي للمياه في كل عام يختلف عن شعار العام السابق له.
اولت دول مجلس التعاون الخليجي تأمين المياه وتنمية مصادرها عناية كبيرة لاهمية ذلك لتنميتها ولشحة المصادر المائية المتاحة لديها حيث تقع في منطقة صحراوية او شبه صحراوية تتشابه ظروفها المائية واوضاعها المائية الى حد كبير حيث تعتمد في مصادرها المائية على مصادر تقليدية وهي المياه السطحية والمياه الجوفية وخاصة في المناطق الداخلية من دول المجلس ومعظم نوعية هذه المياه تتطلب اقامة محطات تنقية او تحلية عليها كما تقام السدود بهدف المحافظة على مياه الامطار التي تهطل في مواسم الامطار والتي تصل الى 600 ملم في السنة في الجزء الجنوبي الغربي من المملكة العربية السعودية واجزاء من سلطنة عمان بينما لا تصل في بعض مناطق الخليج الى 100 ملم في السنة وكذلك مصادر غير تقليدية وهي تحلية مياه البحر المالحة واعادة استخدام المياه الناتجة من الصرف الصحي او الزراعي بعد معالجتها.
تعتمد دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي اعتمادا كبيرا على المياه المنتجة من تحلية مياه البحر المالحة وتعتبر دول المجلس رائدة في هذا المجال فهي تنتج اكبر كمية مياه محلاة في العالم ولديها خبرة وتجربة رائدة في مجال مياه البحر المحلاة ولا تتوفر في معظمها المياه الصالحة للشرب دون معالجة وتحلية وقد وصلت مياه البحر المحلاة الى مدن داخلية تبعد مئات الكيلو مترات من الشاطىء كما تستخدم مياه الصرف الصحي المعالجة وكذلك مياه الصرف الزراعي بعد خلطها لتحسين نوعية مياهها في الاغراض الزراعية.
الاحتياجات المائية في دول المجلس في تزايد متسمر لعدة اسباب منها التزايد السكاني المستمر حيث تقرب نسبة النمو السكاني في معظم دول المجلس من 4% سنويا تبع هذه الزيادة زيادة في الاحتياجات الغذائية والمائية فلو اخذنا احدى دول المجلس كمثال لمقارنة زيادة الاستهلاك مثلا دولة الكويت التي بلغ استهلاكها في عام 1957م من المياه الجوفية قليلة الملوحة 527 مليون جالون انجليزي (ما يعادل 2,294,161 مترا مكعبا) ووصل استهلاكها في عام 1997 لنفس نوعية المياه الى 19190 مليون جالون انجليزي اي ما يعادل (87,180,170 مترا مكعبا) بينما بلغ استهلاكها في عام 1957م من المياه العذبة 648 مليون جالون انجليزي (ما يعادل 2,943,864 مترا مكعبا) وارتفع في عام 1997م حتى بلغ 73,2840 مليون جالون انجليزي (مايعادل 332,919,210 متر مكعب) ومنه يتضح ان كمية المياه العذبة المستخدمة لاغراض الشرب قد تضاعفت خلال الاربعين سنة الماضية 113 مرة كما ان استهلاك الفرد من المياه العذبة في عام 1970م قد بلغ 25,3 جالون انجليزي باليوم (حوالي 115 لترا من الماء يوميا) بينما وصل استهلاك الفرد في عام 1997م لنفس نوعية المياه الى 109,3 جالون انجليزي باليوم (496,5 لترا باليوم).
وهذه المقارنة قد تنطبق على جميع دول المجلس من حيث زيادة الاستهلاك للمياه لجميع الاغراض سنة بعد اخرى وعلى العموم فان للزراعة النصيب الاكبر من الاستهلاك للمياه في دول المجلس حيث تزيد نسبة المياه المستخدمة لاغراض الزراعة والتشجير عن 84% والنسبة المتبقية للاغراض البلدية والصناعية.
لاهمية المياه واستشعار قادة مجلس التعاون الخليجي بذلك وحرصهم على تنمية دولهم فقد كان التجاوب مع اقرار الامم المتحدة باعتبار يوم 22 مارس من كل عام يوما عالميا للمياه كبيرا فقد صدرت في المملكة العربية السعودية موافقة خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله رقم 7/ب/7535 وتاريخ 30/5/1418ه على الاحتفاء باليوم العالمي للمياه كل سنة وذلك بابراز اهمية المياه على كافة مستويات الدولة والحث على ترشيد استخدامها في جميع وسائل الاعلام المسموعة والمقروءة والمرئية وعقد ندوة عن المياه كل ثلاث سنوات يكون محورها الترشيد وتقدم فيها ابحاث عن ترشيد المياه وتنمية مصادرها وتخصيص جائزة مالية تمنح لصاحب افضل بحث عن ترشيد المياه.
كما صدر الامر رقم 669 وتاريخ 30/6/1419ه القاضي بالموافقة على اقامة اسبوع للمياه بدول مجلس التعاون الخليجي وليس يوما للمياه يتم الاحتفاء به سنويا من قبل دول المجلس ويركز من خلاله على التوعية باهمية المياه وضرورة الترشيد في استخدامها والمحافظة عليها بحيث يبدأ هذا الاسبوع مع بداية اليوم العالمي للمياه وسيتم اقامة هذا الاسبوع لهذا العام اعتبارا من 27/11/1419ه بعد موافقة دول مجلس التعاون الخليجي على ذلك وصدور الموافقة السامية رقم 7/ب/14023 وتاريخ 30/9/1419ه على ذلك لان يوم 22 مارس لهذا العام يوافق بداية اجازة عيد الاضحى المبارك وسيكون شعار هذا الاسبوع في هذا العام (المياه اساس الحياة,, فلنحافظ عليها) ونحن مواطني ومقيمي دول مجلس التعاون الخليجي مدعوون للتجارب مع حملات ودعوات ترشيد استخدام المياه لان كل قطرة ماء قد كلفت الكثير من المال والجهد لتصل الى منزل كل منا كما انها تخدم اجيالنا القادمة وديننا امرنا بذلك فقد قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين) الاعراف 31 وقال عليه الصلاة والسلام (لا تسرف ولو كنت على نهر جار).
وبعد كل هذا فنحن مدعوون للترشيد باستخدام المياه والمحافظة عليها طيلة العام.
*(كتاب الاحصاء السنوي (المياه) لعام 1998م وزارة الكهرباء والماء بدولة الكويت)
* مساعد مدير عام ادارة تنمية موارد المياه بوزارة الزراعة والمياه
|
|
|