* جدة - واس
افتتح صاحب السمو الملكي الأمير ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة ورئيس مجلس المنطقة امس الأول ندوة تنمية السياحة في منطقة مكة المكرمة بمقر الغرفة التجارية الصناعية بجدة.
وفور وصول سمو امير منطقة مكة المكرمة لمقر الغرفة افتتح المعرض الذي اقامته الغرفة بهذه المناسبة وشارك فيه عدد من المؤسسات الحكومية والخاصة وقد تجول سموه والحضور في اقسام المعرض المختلفة.
اثر ذلك حضر سموه الحفل الخطابي الذي اقيم بهذه المناسبة والذي بدئ بتلاوة آيات من القرآن الكريم ثم القى رئيس لجنة التنمية الاقتصادية بمجلس منطقة مكة المكرمة الدكتور طلال بكر كلمة رحب فيها بسمو الأمير ماجد والحضور.
واشار الى اهمية الندوة التي ينظمها المجلس مبينا ان الندوة التي تناقش عدة محاور منها الهوية السياحية لمنطقة مكة المكرمة واقتصاديات السياحة ومقومات ومعوقات السياحة في المنطقة ستصدر في ختام جلساتها توصيات عديدة تمهيدا لرفعها للمسؤولين.
وتوجه الدكتور بكر بالشكر للجهات التي ساهمت في الندوة متمنيا لجميع المشاركين التوفيق للخروج بنتائج جيدة.
ثم القى رئيس المركز الاستشاري للتمويل الدكتور عبدالعزيز الدخيل كلمة رحب فيها بسمو الأمير ماجد بن عبدالعزيز وأوضح ان السياحة قطاع اقتصادي لا يقل اهمية عن القطاعات الاقتصادية الاخرى مبينا ان نمو هذا القطاع مرتبط بجهود القطاعين الحكومي والخاص في هذا المجال.
وتحدث عن أهمية الندوة التي ستناقش مجموعة من الافكار المهمة التي اعدها مجموعة من المتخصصين في مجال تطوير وتنمية السياحة الداخلية متمنيا ان تكون التوصيات التي سيخرج بها المنتدون ذات مردود كبير.
ثم القى نائب رئيس الغرفة التجارية الصناعية بجدة وليد الجفالي كلمة الغرف التجارية الصناعية بمنطقة مكة المكرمة رحب فيها بصاحب السمو الملكي الأمير ماجد بن عبدالعزيز والحضور.
وقال تعد السياحة في المملكة ذات اهمية اقتصادية كبيرة يجب العمل على استمرارية تطويرها وتنمية صروحها بالصورة المطلوبة ضمن الاطار الشرعي وبما يتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا وعليه سنحافظ على مجتمعنا وعلى اموال طائلة تنفق على السياحة في الخارج .
وأوضح وليد الجفالي ان السياحة تلعب دورا مهما في دعم مسيرة الاقتصاد الوطني في العديد من دول العالم وتعمل على توفير فرص العمل من خلال تزايد حجم الاستثمار في القطاعات السياحية كما يعتمد عليها كرافد أساسي لتمويل اقتصاد الدول مشيرا الى ان حركة السياحة الداخلية على مستوى العالم ثمانية اضعاف حركة السياحة الخارجية وذلك حسب احصائيات منظمة السياحة العالمية.
وابان نائب رئيس غرفة جدة ان دعم التنمية السياحية ورعايتها في منطقة مكة المكرمة والعمل على ازالة العقبات التي تحد من فعالياتها ينعكس ايجابيا على نمو اقتصاديات المنطقة ويؤثر ايجابيا ايضا على مجمل النمو الاقتصادي في المملكة.
واكد اهمية الرقي بخدمات منطقة مكة المكرمة الى المستوى الذي يجعلها تضاهي ما هو موجود في المناطق السياحية العالمية لاجتذاب المزيد من المواطنين لقضاء اجازاتهم في المناطق السياحية الداخلية مبينا اهمية تحديد الهوية السياحية وما يناسبها من انشطة وخدمات, وشدد نائب رئيس غرفة جدة على اهمية تحديد الاهداف بدقة وتحديد الوسائل والآليات اللازمة لتحقيقها من خلال النظر للسياحة نظرة شمولية وتحديد السبل والآليات الكفيلة بتحويلها الى مصدر مهم من مصادر الدخل الوطني بمشاركةفاعلة للقطاعين الحكومي والخاص باعتبارهما رافدين اساسيين لهذه الصناعة.
واعرب الجفالي عن شكره وتقديره لسمو أمير منطقة مكة المكرمة على دعمه ورعايته الكريمة لهذه الندوة داعيا الله ان يكلل جهود المشاركين بالنجاح ويوفق الجميع لخدمة الوطن.
ثم القى صاحب السمو الملكي الأمير ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة كلمة عبر فيها عن سروره بافتتاح ندوة تنمية السياحة بمنطقة مكة المكرمة التي ينظمها مجلس منطقة مكة المكرمة بالتعاون مع الغرف التجارية الصناعية.
وقال سموه لقد آن الآوان ان نصحح موقفنا من السياحة ونصحح مفهومنا لها كما لابد ان نحطط لتنميتها حتى تأخذ السياحة في حياتنا وفي اقتصادنا مكانها اللائق ولا يخفى على الجميع ما تتميز به بلادنا عامة ومنطقة مكة المكرمة خاصة من قوة جذب وطنية وخليجية وعربية واسلامية ففي بلادنا اطهر بقاع الارض تهفو لها نفوس اكثر من مليار مسلم في انحاء المعمورة وقد قيض لها بفضله سبحانه الامن الوارف والاستقرار المكين وتلاحم قيادتنا المخلصة واخواننا ابناء الوطن الأوفياء وما خطته من عناية بالبنى التحتية التي تجعل من تفكيرنا لتنمية السياحة امرا سهلا متاحا وما استثمره رجال اعمالنا من المواطنين في القرى السياحية في مدن ومحافظات وقرى المملكة .
واضاف سمو أمير منطقة مكة المكرمة ان من الممارسات التي تحتاج الى تصحيح تصور البعض ان السياحة هي الاستمتاع بالاجازة خارج حدود الوطن في حين ان القاعدة الاساسية في السياحة هي استمتاع المواطن في كل بلد بما في ارجاء وطنه من جمال والتعرف على التنوع الجغرافي والمناخي الاجتماعي لبلاده .
واشار سموه الى الاحصاءات في امريكا التي تفيد ان 90 في المائة من السياح يقضون أوقاتهم داخل وطنهم وبالتالي فإن 90 في المائة من الانفاق السياحي يعاد ضخه في الاقتصاد الوطني الى جانب ان السياحة البينية في أوروبا تتراوح بين 75 الى 80 في المائة من حجم السياحة السنوية بينما هي بين البلدان العربية لا تتجاوز 30 في المائة.
وقال واذا بحثنا في السياحة البينية بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية فسنجد ارقاما متواضعة تحتاج الى نظرة فاحصة من جميع المعنيين بهذا الأمر .
واضاف سمو الأمير ماجد بن عبدالعزيز ان ما اشرت اليه من تكامل البنى التحتية لمقومات السياحة جعل من المملكة ثالث بلد بين البلدان العربية في حجم اعداد القادمين اليها سنويا وما انجاز الناقل الجوي الوطني السعودية لأكثر من 12 مليون راكب سنويا إلا مؤشر يدعم هذه الحقيقة .
واكد سموه ان الاحصاءات المتاحة ان السائح العربي ينفق اكثر من 40 في المائة مما ينفقه السائح الاجنبي مشيرا الى ان السياحة هي المصدر الغني من مصادر الدخل القومي الذي اصبحت تعتمد عليه الدول المتقدمة اعتمادا كبيرا وتتبارى في تقديم التسهيلات والاغراءات بجذب السياح اليها.
واردف سموه قائلا وما اجمل بنا وفي بلادنا الحرمان الشريفان ان نجعل بلادنا عامة ومنطقة مكة المكرمة خاصة أولى البلاد العربية والاسلامية جذبا للزوار والعمار على مدار العام ليس لتحقيق الاشباع الروحي بزيارة الاماكن المقدسة فحسب بل للاستمتاع بجمال الطبيعة واعتدال الجو في فصول السنة المختلفة ففي منطقة مكة المكرمة العديد من المصايف والمشاتي ونحن مطالبون قبل التوجه لجذب الزوار من خارج بلادنا ان نخطط لتنمية السياحة الداخلية في مختلف الفصول وان نضع الوسائل الأساسية لراحة المواطن بلا مغالاة ونرتقي بمستوى الخدمة التي هي من خصائص اهلنا في منطقة مكة المكرمة منذ رحلة الشتاء والصيف .
واضاف سموه ان بلادنا يفد اليها كل عام 7 ملايين زائر لشتى الاغراض التجارية والعمرة والحج فهذا اساس وهبه الله لأهلنا لم ننفق في الترويج له شيئا,, والسؤال الذي تواجهه ندوتكم هذه كيف يمكن ان نضاعف هذه الأعداد والاجابة على ذلك تكمن في طرح التحديات التي تواجه ذلك وتحديد المشاكل والمعوقات التي تقف في وجه نمو السياحة الداخلية والخارجية على حد سواء .
واكد سمو أمير منطقة مكة المكرمة ان الامارة وبتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني كلها اذان صاغية للتعرف على هذه التعديات والمعوقات وبذل الجهد لتذليل ما يقف في طريق تنمية السياحة وخاصة السياحة الداخلية والسياحة البينية بين الاشقاء في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والاشقاء في الدول العربية والاسلامية.
وعبر سموه عن تفاؤله بافتتاح هذه الندوة وقال ان الصبح القريب سيشرق على مستقبل زاهر لتنمية السياحة في بلادنا العزيزة عامة ومنطقة مكة المكرمة خاصة .
وشكر سموه الحضور على تلبيتهم دعوة المجلس للمشاركة في هذه الندوة والعاملين في الغرف التجارية الصناعية بالمنطقة واللجنة الاقتصادية بمجلس المنطقة على مساهماتهم الفعالة لترتيب وتنظيم لقاءات هذه الندوة,عقب ذلك بدأت الجلسة الاولى لندوة تنمية السياحة بمنطقة مكة المكرمة برئاسة معالي وزير المواصلات الدكتور ناصر السلوم.
وقد تحدث المشاركون في هذه الجلسة عن الهوية السياحية لمنطقة مكة المكرمة من منظور اجتماعي.