* بيروت - أ,ش,أ
استبعد الدكتور سليم الحص رئيس وزراء لبنان امكانية اقدام اسرائيل على شن عدوان واسع النطاق ضد الاراضي اللبنانية في المستقبل.
جاء ذلك في حديث خاص ادلى به الدكتور سليم الحص لاذاعة صوت العرب عبر الهاتف من بيروت قال فيه ان اسرائيل تمارس اشكالاً مختلفة من العدوان بصورة يومية على الاراضي اللبنانية مشددا على ان ذلك لن يثني لبنان عن دعم المقاومة ضد الاحتلال باعتبار ذلك حقاً مشروعاً لاي دولة تخضع اراضيها للاحتلال من طرف آخر.
وأوضح رئيس الوزراء اللبناني ان اسرائيل بسلوكها العدواني المتكرر على الاراضي اللبنانية انما تهدف الى جر لبنان الى مفاوضات مباشرة ومنفردة تفصل المسار اللبناني عن المسار السوري مؤكدا ان ذلك غير وارد على الاطلاق.
هذا ومن ناحيته استبعد الامين العام لحزب الله حسن نصر الله قيام اسرائيل بعملية عسكرية واسعة النطاق في لبنان لانها عاجزة عن تحقيق اهدافها ولصعوبة الخيارات امامها لكنه نبه الى ضرورة الحذر الدائم لان كل الاحتمالات واردة ومحذراً من ان اي قصف للبنية التحتية اللبنانية سيكون الرد عليه بالمثل.
وشدد زعيم حزب الله في حوار مباشر بينه وبين مجموعة من المدرسين الليلة قبل الماضية بمناسبة عيد المعلم على توجيه كل الاهتمام الى النشء وربط ثقافة المقاومة في كل مادة تدريسية.
واشار الى ان المقاومة اللبنانية لا تواجه قوات الاحتلال بالسلاح فقط وانما تواجهها بالاحاطة بالعلوم التكنولوجية والتي بواسطتها تتصدى لاحدث معدات القتال المزودة بالتكنولوجيا الحديثة سواء في الطائرات او الدبابات او المدفعية.
وقال ان المقاومة سرعان ما تستوعب جميع الاسلحة التي يحارب بها العدو مشيرا الى ان الولايات المتحدة زودت اسرائيل بجهاز حديث جداً لاكتشاف العبوات الناسفة الا ان المقاومة استطاعت التفوق على هذا الجهاز بتصميم عبوات ناسفة لا يمكن اكتشافها.
وكشف الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله عن رفض المقاومة لطلب تقدمت به امريكا واسرائيل سراً لوقف اسلوب العبوات الناسفة مقابل وقف الغارات الجوية الاسرائيلية خلال الفترة الفاصلة للانتخابات الاسرائيلية في 17 مايو مؤكدا ان هذا الطلب لن تقبل به المقاومة.
وانتقد امين عام حزب الله سياسة الحكومات اللبنانية السابقة التي قال انها اتجهت ناحية مشاريع اعمارية ضخمة واهملت النواحي الاجتماعية والبنية البشرية سواء في التعليم او التوجيه مما ادى البعض الى تشكيل عصابات للسرقة والقتل والاعتداء من اجل معالجة مشاكله الخاصة.
ونفى نصر الله بشدة ان يكون هدف حزب الله من المقاومة تسلم القيادة السياسية للبلاد وقال ان المقاومين سيعودون بعد التحرير مواطنين عاديين لان النصر الذي سيتحقق لن يكون لحزب الله بل للبنان واللبنانيين وللعرب جميعاً.
هذا وعلى الصعيد الميداني فقد قصفت مدفعية قوات الاحتلال الاسرائيلي صباح امس بعنف شديد مختلف محاور جنوب لبنان كما قام الطيران الاسرائيلي بالتحليق المكثف على ارتفاعات منخفضة.
وقد ادى القصف المصحوب برمايات رشاشة ثقيلة على بلدات ومناطق سكنية في جنوب لبنان والبقاع الغربي الى وقوع اضرار جسيمة في منازل المواطنين واحتراق عدد من السيارات.
وشمل القصف بلدات حداثا وعيتا الجبل وصربين وزبقين في الجنوب وتلال جبل الظهر وبلدة ميدون في البقاع الغربي.
من ناحية ثانية تدور مواجهات مباشرة بين رجال المقاومة من جهة وقوات الاحتلال وعملائها من جهة اخرى في محيط موقع الاحتلال في حداثا.
ويشن رجال المقاومة هجوماً على الموقع من جميع الجبهات بمختلف انواع الاسلحة الرشاشة والصاروخية والمدفعية وسط تحليق للطيران الحربي الاسرائيلي فوق المنطقة.
هذا وفي نبأ لاحق قال مصدر امني ان عجوزاً وامرأة اصيبا بجروح امس الاحد في قصف مدفعي لقريتهم من داخل الشريط الذي تحتله اسرائيل في جنوب لبنان.
واضاف المصدر ان قاسم ناصر 70 سنة وفاطمة مقشر 30 سنة اصيبا بجروح عندما تساقطت القذائف المدفعية على بلدة حداثا الواقعة على تخوم الشريط الذي تحتله اسرائيل.
وتابع ان جنود الوحدة الايرلندية التابعة لقوات الطوارىء الدولية العاملة في جنوب لبنان اخلوا موقعهم في المنطقة ونزلوا الى الملاجىء من جراء القصف.
وللقوات الدولية نحو 4500 جندي من تسع دول هي فيجي وايرلندا والهند وبولندا ونيبال وغانا وفرنسا وفنلندا وايطاليا, وكانت هذه القوات قد ارسلت الى لبنان عام 1978 لمساعدة الحكومة اللبنانية في استعادة سيطرتها على جنوب لبنان بعد ان غزته القوات الاسرائيلية في محاولة لضرب المقاتلين الفلسطينيين في المنطقة.
من ناحية اخرى ذكرت انباء صحفية نشرت امس ان الجيش اللبناني والمقاومة اللبنانية احبطا محاولة اسرائيلية لاختطاف احد زعماء المقاومة اللبنانية من حزب الله.
ولم يشر النبأ الذي نشرته صحيفة العرب الاردنية امس نقلا عن مراسلها في بيروت الى اسم القائد ومكان تواجده, وقالت انه قد اعلنت حالة التأهب القصوى في صفوف الجيش اللبناني اثر ورود انباء عن تحليق مكثف للطيران الاسرائيلي يوم الجمعة الماضي.
هذا وقد عادت امس الى الاذهان الذكرى العشرون للاجتياح الاسرائيلي لجنوب لبنان وهو يوم التضامن العالمي مع الجنوب اللبناني البقاع الغربي والمعتقلين في سجون الاحتلال الاسرائيلي.
وتشهد المنطقة المحتلة من الاراضي اللبنانية منذ عشرين عاما والتي تبلغ مساحتها 850 كيلومترا كل انواع الانتهاكات من الجانب الاسرائيلي لحقوق الانسان والتي تتمثل في تعرض اهلها للاعتقالات التعسفية والتعذيب بالاضافة الى تدمير المرافق والقرى حتى اصبحت هذه المنطقة انقاضاً .
وقد قدر مجلس الانماء والاعمار اللبناني في مارس الماضي قيمة الاضرار الناجمة عن الاجتياح الاسرائيلي منذ عام 87 بما يعادل ثلاثة مليارات من الدولارات على الاقل.