نهج الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - في بداية تأسيس وبناء الدولة، وترسية دعائمها نهجا قويما ورائعا تمثل في بناء الإنسان السعودي ليصبح قادرا على الإسهام وبشكل فعال في عجلة البناء والنماء والتطور والإبداع، فلم يقتصر على الجانب التعليمي فقط بل اهتمم بكل ما يؤدي الى اكتساب المعلومات العلمية النافعة والمهارات المبدعة، واساليب التفكير السليمة، وكل ما يؤدي الى التفوق، والتذوق، وخدمة المجتمع والمشاركة فيه.
وهكذا نجح مؤسس هذا الكيان الشامخ في وضع استراتيجية بناء الإنسان، ولعلنا نقف اليوم وبعد مرور مائة عام على بدء التأسيس نشاهد ونلمس ما حقق من تطور ورقي في كافة المجالات، وتلك دلالة واضحة، وبرهان ساطع على عبقرية صقر الجزيرة الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وان ابناءه البررة الذين خلفوه في إدارة شئون البلاد قد ورثوا عبقريته الفذة ونهلوا من حكمته ورجاحة عقله وسداد رأيه، وساروا بالركب حتى اصبحت بلادنا يشار اليها بالبنان وهي في العنان وها هو صاحب السمو الملكي الامير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود - امير منطقة حائل - حفظه الله ورعاه - ينشئ جائزة حائل بهدف تنمية المواهب الإبداعية وتشجيع المتفوقين وذوي الخدمات المتميزة الذين اسدوا اعمالا جليلة للمنطقة تعد انطلاقا من مسئوليتهم تجاه المجتمع والمشاركة فيه وتعبيرا صادقا على مشاعر الاعتزاز التي تملأ جوانب كل مواطن يعتز بوطنه ويحرص على ان يكون معبرا عن روح الانتماء للوطن الغالي وتجسيد القيم والتكافل الاجتماعي وهذا كله لا يتأتى من سلوك المرء إلا اذا كان محاطا بمنظومة اخلاقية توفرها التربية البيئية التي يتوارثها الابناء عن الآباء مع استعداد ذاتي فيمن يتحلى بهذه الخصال الشريفة وإن تزامن هذا الاحتفال مع الاحتفالات بالذكرى المئوية على تأسيس المملكة ورعاية صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض حفظه الله يكسبه مزيدا من الأهمية، ويعكس بوضوح مدى صلابة القواعد والاسس التنموية لمسيرة الخير التي وضع لبناتها الأولى مؤسس هذا الكيان العظيم جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله وصاحب السمو الملكي في جائزته هذه يريد ان يحيي الابداع في كل شيء - في العلم والفن والادب والأخلاق والتضحية التي يقدم عليها الإنسان من اجل خدمة الآخرين وكل ما من شأنه ان يرفع من قدر الإنسانية ويسمو بها انطلاقاً من مبادئ الإسلام الذي يدعو دائما الى الارتقاء نحو الافضل والاسمى.
فالإبداع نوع من الحكمة وهي وضع الأمور في مواضعها لان الإبداع يساوي عدم العجز عن ابتكار الحلول والانسياق مع الشيء دون النظر في خلفياته او عواقبه، والتفوق والنبوغ مطلوب في مختلف المجالات العلمية والعملية فالمؤمن كيّس فطن كما يقول رسولنا صلى الله عليه وسلم، طالما يوافق عمله مبادئ الدين الحنيف, والخدمة العامة مطلوبة في الاسلام حيث يقول رسولنا صلوات الله وسلامه عليه (ان لله عبادا اختصهم بقضاء حوائج الناس حببهم في الخير وحبب الخير إليهم اولئك الآمنون من عذاب النار يوم القيامة).
ولا بد ان نضع اعيننا ان تفوق الإنسان وتقدمه في شتى المجالات يؤدي الى دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية وقوة الامة وتقدمها، وهذه من الاسباب التي من اجلها انشئت جائزة حائل.
رحم الله الملك عبدالعزيز، وبارك لنا في ابنائه البررة وعلى رأسهم مولاي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الامين وسمو النائب الثاني وحفظ للبلاد أمنها وأمانها واستقرارها وتقدمها ورد كيد اعدائها,والحمد لله رب العالمين.
بدر بن عبدالله الفردان
مدير عام كليات البنات بمنطقة حائل