Monday 15th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الأثنين 27 ذو القعدة


جائزة حائل - الرمز والقيمة

ما المعنى الذي تجسده جائزة حائل؟
وما الرمز الذي توحي به؟ وما القيم التي تكرسها؟
اسئلة ثلاثة تداعت الى ذهني وانا أهم بكتابة هذه الخاطرة، وفي اعتقادي ان الاجابة عليها ترسم الافق الذي تصبو الى استشرافه، والفضاء الدلالي الذي تطمح الى التحليق في عليائه، فالمعنى ينداح ليستوعب الكثير من دلالاته.
الدلالة الاولى تتمثل في الاسم الذي تحمله وتحفره في الذاكرة وفي التاريخ، فحائل التي تنتسب اليها الجائزة لا تغدو مجرد رقعة جغرافية محددة بتضاريسها الطبيعية على خريطة المملكة العربية السعودية، وانما تتحول الى رمز حضاري انساني، يتداعى الى الذهن مضمخا بعبير الاصالة والتاريخ والمثل العليا، فالجائزة تكريس لهذا الرمز، وانتسابها الى حائل تأصيل لهذه الجائزة، ثمة تراسل يتسم بالثراء في المعنى والمبنى بين الرمز والمكان.
اما الدلالة الثانية فتتصل بالمضمون، وهو التكريم والتشجيع والتحفيز للانسان مرتبطا بالمكان ومنتميا اليه، ترسيخ لآدميته وتحقيق لتميزه وتفرده، وتأكيد لانسانيته، انها تُقدَّم الى كل من حظي بالتفوق فوق ارض هذه المنطقة بغض النظر عن عرقه او جنسه او لونه، لأنه ثمرة من ثمرات هذا النسيج الحضاري الاجتماعي الذي تشكل فوق هذه الارض، ان الانتماء الذي تؤكده هذه الجائزة يتجاوز حدود الجغرافيا والتاريخ والانثروبولوجيا، فهو انتماء انساني في الدرجة الاولى يعطي الاهمية الاولى للجهد البشري مؤطرا بالقيم السامية التي شرعها ديننا الحنيف.
اما الدلالة الثالثة فتتمثل في المساواة والعدل، فهي لا تشترط حقلا محددا من حقول النشاط بل تستوعبها في ثلاثة مجالات كبرى تندرج في اطارها كل مناحي العطاء (الابداع والتفوق والخدمة) كذلك فانها لا تجعلها حكرا على مستوى بعينه بل تشمل كافة المستويات ومختلف المراحل، فلكافة شرائح المجتمع منها نصيب مما يفتح ابواب التنافس الشريف على اتساعها، ومما يجعل الطموح حقا مكتسبا لدى الجميع.
اما الدلالة الرابعة فتكمن في استقطاب النخبة المتميزة علميا واجتماعيا في فريق متكامل وفي خلية نشاط متصل حيث الاشراف والاعداد والتنظيم وتوزيع المسئوليات والصلاحيات، وهذا الاستقطاب يؤدي الى تنمية المسؤولية الوطنية ويفسح المجال امام الافكار المبدعة والمواهب المكنونة ويفضي الى تراكم الخبرة واستثمارها وتوظيفها.
اما الدلالة الخامسة فيوحي بها التوقيت المختار بعناية، فهي تأتي في مناسبة وطنية كبرى تتمثل في مرور قرن من الزمان على تأسيس المملكة العربية السعودية بوصفها ركيزة اساسية على المستوى العربي والاسلامي والعالمي، وباعتبارها تمثيلا وتجسيدا نموذجيا لمعنى القيادة الوقور ومعنى الحكمة والاتزان، ثم الوحدة الراسخة التي تنهض على اسس وطيدة مكينة.
وأما الدلالة السادسة فتأتي منبثقة مما تمثله رعاية سمو الامير سلمان بن عبدالعزيز امير منطقة الرياض وحضوره الى جانب سمو الامير مقرن بن عبدالعزيز امير المنطقة هذا العرس الاحتفالي التاريخي، ان هذا يعني الكثير مما يستعصي على الحصر، ولعل اهمّهُ معنى الدعم والمؤازرة والتشجيع وترسيخ القيم والدلالات التي اشرت اليها سابقا، فسمو الامير سلمان بن عبدالعزيز معروف من خلال رئاسته للجان المختلفة التي جسدت معنى الرعاية والتضامن على المستوى الاسلامي العربي - بحسه الانساني المتوهج ورؤيته الرحبة لمعنى الابداع والتفوق وكذلك سمو الامير مقرن بن عبدالعزيز المتألق برعايته للثقافة والمثقفين والمجسد لكل المعاني التي تحمله الجائزة كما تتضح في تصريحاته وأفعاله.
وهنيئا لحائل هذا الفرح، وهذه البهجة الوضاءة.
د, محمد صالح الشنطي

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الاقتصـــادية
ملحق جائزة حائل
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved