** عندما كتبت عن المقاهي وما يدور فيها,, لم أكن اول ولا آخر من يتحدث عن المقاهي,, ولم يكن ما كتبته هو افضل وأجود ما كتب,, ولم آت بمعلومة جديدة على الاطلاق,, ولكن يبدو ان هذه القضية تؤرق بال الكثير من الناس صغاراً وكباراً.
** لقد وجدت تلك الزاوية التي تحدثت عن المقاهي صدى طيباً لدى الكثير وتلقيت العديد من التعقيبات,, واكثرها شفهياً,,
** يقول احد هؤلاء المعقبين في تعقيب شفهي غريب,, كيف تلومون الطلاب وحدهم,, وكيف تهاجمون الشباب وانتم تعلمون ان اكثر من يربض في كراسي المقاهي,, هم من المدرسين انفسهم.
** حقيقة,, لقد ذهلت من كلامه,, ولكنه كرر وقال,, نعم,, ان بعضاً من المدرسين هناك,, بل من زبائنها المستمرين,, ومن المدمنين على اصناف الشيشة والجراك,, ويعتبرون جزءاً لا يتجزأ من هذه المقاهي,, وطلابهم يشاهدون الاستاذ القدوة,, والمربي الفاضل كابٍّ طاقية الزري ويربض فوق كرسي المقهى وفي يده لي الشيشة ويمضي الساعات وراء الساعات,.
** ثم قال,, ان بعض المدرسين انفسهم يفاخت أو يخت او يفرك صباحاً عندما يكون لديه فراغ حصة او حصتين متصلتين,, وقد يشاهد طلابه المفاختين هناك,, مما يعني ان الأمر طبيعي جداً,, وان بوسع هؤلاء الطلاب ممارسة هذا العمل,, او ليس مدرسوهم وقدوتهم يمارسونه؟!.
** اما النقطة الأخرى التي ساقها بعض المعقبين,, فهي ان بعض الصغار تحت سن 15 سنة يمضون الساعات وراء الساعات في هذه المقاهي,, يدخنون,, ويشيشون,, بل ان الكثير منهم يجلس حتى الساعات الأولى من الصباح,, دون ان يسأل عنه ولي امره,, فهل كل هؤلاء بلا آباء,, وهل كل هؤلاء,, ليس لهم ولي أمر صالح؟!.
** ثم من الذي أوصلهم الى هذه الحالة في هذا السن المبكر,, وما هي مصلحته من ذلك؟!.
** وهناك من لهم مطالب مختلفة حول موضوع المقاهي,, فبعضهم يثني على اقتراح منع من هو دون ال(21) عاماً من دخول المقاهي,, بل ويطالب بألا يقل عمره عن (25) سنة,, ويقول لا بد من التشديد في ذلك الشرط تشديداً لا يقبل النقاش,, ويطالب بسجن كل من يخترق هذا النظام.
** وهناك من يقترح منع اعطاء مثل هؤلاء الصغار,, الشيشة,, ويقول لنمكنهم من الدخول ولكن,, لنرفض تمكينهم من التدخين او استخدام الشيشة على الاطلاق,.
** وهناك من يقترح التقليل من هذه المقاهي قدر الامكان,, ووقف التصريح لأي مشاريع جديدة,, لأنه ثبت ضررها اجتماعياً,.
** وهناك من يقترح اغلاق هذه المقاهي وعدم السماح لوجودها مطلقاً,, لانها اضحت احد ابرز مصادر القلق والضرر للجميع,.
وهو مطلب,, وان كان كما يبدو صعباً الا ان له وجاهة,, ولأن فوائد هذه المقاهي - ان وجدت - فهي تبدو ضئيلة - مقارنة بمفاسدها العديدة والتي ابسطها,, اضاعة الأجيال والأجيال وسط مهالك لا تعد ولا تحصى؟
** اما السؤال الغريب بالفعل,, فهو اين الاباء عن اولئك الصغار الذين تقل اعمارهم عن (15) سنة؟
** والسؤال الأصعب هو,, كيف يبقى هؤلاء الصغار لساعات متأخرة من الليل دون ان يسأل عنهم أحد؟.
** ان قضية شبابنا والمقاهي,, قضية متجددة,, مليئة بالغرائب والعجائب,, ومليئة ايضاً,, بالمشاكل الكثيرة فليتنا بدلاً من ان نطالب بمنع وجود المقاهي = وهو كما يبدو مطالبة صعبة للغاية = ليتنا نسعى الى تفقد ابنائنا ومتابعتهم ونسأل عنهم,, اين يذهبون؟!!
** كما نحدد لهم ساعة مبكرة للوصول الى المنزل,, بحيث لا تتجاوز التاسعة مثلاً,, كما يجب التأكد من جنس جلسائهم واصدقائهم,, حتى لا يقع هؤلاء ضحية آخرين.
عبد الرحمن بن سعد السماري