** في كل مرة اصل الى نهاية الطريق السريع عند المدخل المتوسط بين عنيزة وبريدة.
وانظر امامي باتجاه الطريق المؤدي للبكيرية,, ثم الى الرس.
ثم الى ذاك الاتجاه الذي يصل الى المذنب,, ثم الى كل الاتجاهات التي هي بمثابة شرايين تضخ في قلب واحد هو القصيم.
وكلما اقتحمت الطريق المؤدي الى بيتنا في تلك الدافئة عنيزة.
وظللت ارقب هذه النخلات الباسقات التي تحاصر قلبي,, وتهمي على ذاكرتي بطعم الرطب ورائحة المزارع حين يرشها المطر
اذكر نخلة جديدة
انزرعت في تراب القصيم,.
أشعر ان جذورها ممتدة,, هناك
حيث أقاصي الرس
مثلما هي تتوسط بريدة
وهي في منتصف قلب عنيزة مثلما هي في أطراف رياض الخبراء.
نخلة منذ جذورها الاولى وهي باسقة,, ممتدة باتجاه السماء
لا تعطي لا ثمراً,.
ولا تعطي الا سكراً,.
ولا تهب الناس الا عمار قلب وصدق عاطفة
هي نورة بنت محمد
النخلة الجديدة التي انزرعت في القصيم,.
واستطالت تتجاور مع نخيل السكري والبرحي,, سواء بسواء,.
ومثلما اجتمع اهل القصيم
على حب نخلاتهم,.
اجتمعوا على حب نورة بنت محمد
الأميرة التي استوعبت مفهوم العطاء فزادت على كل معانيه التي عرفتها قواميس اللغة وشروحاتها ومتنها,.
كنت في كل المناسبات - على قلة تواصلي لصغر سن اطفالي ولكرة مشاغلي - أجدها مرسومة في عيون القصيميات,.
أنى اتجهت
وأنى التفت
أجد نورة بنت محمد كقطرة مطر عذبة,.
وتردد اسمها النساء,.
ويغلقن عليها منافذ القلب,.
** ولا يجتمع الناس على حب امرىء,, إلا كان الله يحبه,, ولتهنأ نخلة القصيم الباسقة,.
بحب الناس واتفاقهم على تمام وعيها وجمِّ عطائها,.
ولتظل تغدق,.
وليظل رطبها يساقط على قلوبنا لتلتئم اكثر وتتسع اكثر لحب يتخذ من هذا الوطن الحميم مدارات شاسعة له.