Monday 15th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الأثنين 27 ذو القعدة


معاناة آن أوان بترها
الحل في ربط المواصلات بالاتصالات

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن من أهم الاسباب التي تدعو الكثير منا إلى تحمل كلفة التعاقد مع السائقين ومصاريف ما يسمى بسيارة العائلة أو المجازفة باعطاء صغار السن حق القيادة هو تضارب أوقات العمل مع احتياجات التنقل العائلي وخصوصا المدارس والالتزامات العائلية ومراجعة المستشفيات, ولعلني لا أكون وحيدا بين الذين عانوا طويلا من وضع يستدعي في كثير من الاحيان التأخر على الدوام والمواعيد الهامة أو إلغاء التزامات مهمة بسبب تعارضها مع موعد خروج الابناء او طبيب الاسنان او عقيقة بنت الاخ او قران الجار العزيز, وفي بداية عمل الليموزين في المملكة ظننت ان الحل بات في اليد، فذهبت الى اقرب مكتب ليموزين في الحي الذي اسكنه واتفقت معه على ان يتصل به الاهل عند الحاجة فيرسل لهم سيارة ليموزين ويسجل المبلغ على الحساب, وفرحت بهذا الحل الذي يطمئنني على الاقل بالنسبة للظروف الطارئة وفي حالة سفري او انشغالي في اعمال لا تسمح بالخروج من العمل, إلا ان فرحتي لم تتم، لان صاحبنا كلما اتصل به الاهل اعتذر بعدم وجود سائق، وطلب منهم الانتظار حتى يراجع احد السائقين المكتب, واتضح لنا ان السائقين ينطلقون كل صباح ولايعودون إلا في المساء مع الغلة اليومية المطلوبة، او في حالة الحاجة الى مراجعة المكتب لاي سبب من الاسباب.
الحل الآخر، وهو ان تقطع العائلة شوارع الحي حتى تصل الى الشارع العام، وتنتظر على الرصيف في عز الظهيرة او ظلام الليل حتى تمر سيارة ليموزين، مع كل المخاطر المترتبة والمعاكسات المتوقعة من مراهقي العقل سيئي التربية, لم يكن حلا على الاطلاق وهكذا لم يبق لهم إلا ملاحقتي او الاقارب بالهاتف في حالة الظروف الطارئة، او تنظيم مواعيد العمل بحيث تتناسب ومواعيد البيت.
هذه ليست مشكلة خاصة ولكنها مشكلة كثير من الاسر، ويترتب عليها مشكلات اخرى من بينها العمالة المستقدمة وزحام الطرقات والمصاريف الاضافية المهدرة, ولان المشكلة عامة، فلابد ان يأتي الحل عاما ايضا.
ولو حاولنا الاقتباس من الدول الاخرى لوجدنا ان الحل العملي الشامل متوفر وممكن التطبيق, فالنقل العام للمدارس عندهم عام لكل الطلاب، وليس خاصا بالمدارس الخاصة فحسب, ولا أعتقد ان شركات النقل الموسمية، والتي لا تعمل اكثر حافلاتها الا في موسم الحج، ستتردد في فرصة توفير هذه الخدمة بأجور معقولة تتقاضاها من الاباء، خصوصا وان مدارسنا تعطل خلال موسم الحج, كما يمكن تعميم الحل الذي بدأ تطبيقه في بعض المدن للنقل الجماعي للمدرسات على جميع المناطق.
على ان النقل العام بطبيعة الحال لا يغني عن النقل الخاص وسيارات الاجرة يمكن ان تؤدي دورا أهم في خدمة الاسر لو استخدمت نظم الاتصالات الحديثة بمكاتب مركزية تشترك فيها, فعند الحاجة الى الخدمة تهاتف اياً من هذه المكاتب، والتي بدورها تتصل لاسلكيا بأقرب سيارة اجرة قريبة من الموقع ،ترسلها اليك, هذا يعني انك او اسرتك لن تضطروا إلى الخروج الى الشوارع بحثا عن سيارة اجرة، وان شخصية السائق الذي قدم هذه الخدمة معروفة للمكتب الذي ارسله في حالة وجود أي مشكلة مثل نسيانك لشيء ثمين في السيارة، او سوء تصرف السائق تجاه الاسرة.
كل هذه الحلول تبدو بديهية، وقد سبق تطبيقها في كثير من الدول ومن بينها دول مجاورة بنجاح كبير، ولست أدري ما الذي يؤخر تطبيقها عندنا, فالفائدة المتوقعة منها كبيرة، وعامة وفورية، وتشمل المقدم لهذه الخدمات والمستفيد منها, ولعل جهات الاختصاص في وزارة الداخلية والمعارف والمواصلات تهتم بهذا الاقتراح وتعمل على تطبيقه ان ثبتت فرص الانتفاع منه.
خالد محمد باطرفي
طالب دكتوراه في الصحافة - أوريقن - الولايات المتحدة

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الاقتصـــادية
ملحق جائزة حائل
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved