* تتجه كل الانظار هذا المساء المجدول بالحب الى استاد رعاية الشباب بجدة حيث النهائي المبكر المثير الذي يجمع العملاقين الاهلي والهلال في المواجهة التي تحمل الرقم 4 هذا الموسم,, وان كانت بالطبع الاكثر اهمية,, والاكثر صعوبة,, فهي تحدد مصير بطولة بأكملها,, الفوز بنتيجتها يوفر لصاحبه فرصة ذهبية لمواصلة المشوار بقوة نحو الذهب,, من هنا تأتي اهميتها التي يدركها جيداً خليل الزياني وامين دابو,, فالفوز بالنتيجة والتأهل لدور الثمانية هو الهاجس الاكبر لهما,, بعيداً عن المكسب المعنوي الذي يشغل بال جمهور الفريقين بالدرجة الاولى,, فالتقنية ليست سباقاً لتسجيل ارقام او نقاط وانما جهد فائق وعطاء سخي واصرار عنيد على الكسب والمنافسة على اللقب,, ومنذ لحظة الاعلان عن نتيجة قرعة كأس ولي العهد والزياني ودابو يفكران ليل نهار في الطريقة المثلى التي تحقق لهما الفوز وعدم توديع كأس ولي العهد من المحطة الاولى ومغادرة المسابقة مبكراً,, وبالعودة للاحداث الاخيرة وانعكاساتها على لقاء القمة هذا المساء نجد صحوة هلالية افرزتها نتيجة لقائهما الاخير في الرياض عندما نجح الاهلي في تحقيق الفوز بهدف طلال المشعل,, فالهلال قبل هذه المباراة كان يعيش اجواء الفوز الكبير في اللقاء الودي التذكاري بمناسبة الاعلان عن مسابقة كأس المؤسس والموحد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه,, وكان يعزف على وتر الخماسية الشهيرة فجاءت المباراة الاخيرة وفوز الاهلي المستحق 1/صفر ليعيد الامور الى نصابها,, ويصحو الهلال على وقع هذه الخسارة,, ويدرك من جديد ان الاهلي مازال في الساحة,, مازال قادراً على الحاق الخسارة به,, وبالعودة الى شريط المسابقة في الموسم الماضي لا ينسى الهلاليون ان الاهلي اقصى فريقهم من كأس ولي العهد وكان فوزه في تلك المباراة الوقود الساخن الذي اشعل كوامن الابداع في اعماق لاعبيه حتى توج الاخضر مشواره في الفوز باللقب,, بعد غياب طويل ومرير عن ساحة البطولات ومنصات التتويج من هنا ينظر الهلاليون لموقعة الاهلي,, فآخر لقاء لهما انتهت نتيجته لصالح الاهلي,, والاهلي هو الذي ابعد فريقهم عن كأس ولي العهد الموسم الماضي,, فلا نتوقع اذن من الهلال غير التعامل بحذر بالغ مع مواجهة الاهلي الذي تلقى خسارة مبررة في المدينة المنورة على يد الانصار الطامح في البقاء وتجديد اقامته في دوري الكبار والاضواء,, هذا على الصعيد النفسي والمعنوي اما على الصعيد الفني فظروف الهلال مشجعة ومطمئنة لا تدعو للقلق فمن المتوقع ان يستنفر الزياني كل مالديه في ترسانة الازرق.
* فيدخل الهلال هذا اللقاء متسلحاً بأبرز نجومه الى جانب الثلاثي الدولي المحترف بشار والحمروني وليتانا,, وما يقال عن الزياني يقال عن دابو الذي حشد لهذه الموقعة الهامة افضل مالديه وان كان هناك احتمال ضئيل بعدم مشاركة خالد مسعد والتي تعد ضرورية جداً لضبط ايقاع الفريق الاهلاوي في ظل التحسن الكبير الذي سجله مستوى خالد مسعد في الاونة الاخيرة,, ومع ذلك يظل الاهلي فريقاً كبيراً عملاقاً بنجومه وامكاناتهم الفنية الكبيرة,, وعندما تتساوى كفة الفريقين ويجمعهما قاسم مشترك كما هو حال الاهلي والهلال فإن الحسم يظل مرهوناً بارادة الفوز عند كلا الفريقين,, من تكون لدى لاعبيه هذه الارادة بكل ما تحمله من معنى يكون اقرب للفوز، هذه الارادة هي التي تملك 60% من عناصر الكسب ولا علاقة لها بالمدرب والادارة والجمهور، هي من صنع اللاعبين وانتاجهم هي احساسهم العالي بالمسؤولية تجاه جماهيرهم,, هي روحهم القتالية العالية التي تغلف اداءهم طوال المباراة,, هي تصميمهم الاكيد وعزيمتهم التي لا تقهر لتحقيق الفوز.
هي الطاقة المبدعة في اداء وعقل كل لاعب,, من يمتلكها يكسب دائماً والعكس صحيح,, ولا نقلل هنا من دور الزياني ودابو فالمدرب يتحمل 20% من مسؤولية النتيجة فيما تتوزع النسبة الباقية 20% على الجهاز الاداري والجمهور,, ولكن تظل ارادة الفوز هي الكفة المرجحة في النهاية,, وبالنظر لواقع الفريقين الان نلحظ تكافؤاً ايضاً في هذه الارادة,, فالاهلاويون لا يقلون ابداً عن الهلاليين في معدل ارادة الفوز وهذا يجعلنا نتوقع مشاهدة مباراة مغلقة تكتيكياً,, الحذر الشديد سيكون طابعها والتحفظ الدفاعي سمتها الرئيسية,, خوفاً من ارتكاب الاخطاء والخطأ في مثل هذه المباريات المتكافئة ثمنه باهظ جداً,, واحسب ان حسم النتيجة سيكون مرهوناً باجتهادات خاصة جداً من بعض نجوم الفريقين والذين قد يخرجون عن النص,, وتعاليم المدربين,, والفريقان يضمان اكثر من نجم من هذه النوعية لا يمكن ان تتوقع منه ماذا سيقدم على وجه التحديد في اية لحظة من عمر المباراة,, وايا كانت النتيجة,, ولون الفائز فاننا نبارك له مقدماً,, فمن المؤكد انه جدير بالفوز والتأهل لدور الثمانية جدير بالتهنئة,, حسبه الفوز على بطل,,!!!