Monday 15th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الأثنين 27 ذو القعدة


أضواء
ماذا تفعل أمريكا للجم نتنياهو؟
,, التوصية بالصبر,,!!

ليس خافياً على أحد أن الإدارة الامريكية برئيسها وكبار وزرائه ومستشاريه من اليهود الامريكيين وغير اليهود مستاءة جداً من بقاء نتنياهو على رأس الحكومة الاسرائيلية, فالامريكيون يرون في نتنياهو وعرفات ترجمة للحكمة المتداولة عدو عاقل خير من صديق جاهل , ولانجد صعوبة في تحديد من هو العاقل,, ومن هو الجاهل, اما العدو فلاتزال دوائر عديدة رسمية في الولايات المتحدة تعتبر عرفات عدواً حتى لو استبدل الكوفية والعقال بالطاقية ذات المشبك,, الكونغرس الامريكي بشيوخه ونوابه يمتلىء بالعديد من الذين يشكلون مع تلك الدوائر ضغطاً يومياً على الإدارة الامريكية للحد من تعاملها مع العدو العاقل ,, اما الصديق الجاهل نتنياهو فبقدر مايفرض على التعامل مع الفلسطينيين كأعداء، يفرض على من يسكن في البيت الابيض ان يتعامل مع رئيس حكومة اسرائيل، تعاملاً متميزاً,, اياً كان ذلك الرئيس، وعلى الرئيس الامريكي ان يتكيف مع ذلك القادم من تل ابيب، يتحمل الحماقات والصلف وحتى الاهانات كالتي صدرت وتصدر من نتنياهو الذي وصل الامر به الى التهديد بإشعال الحرائق السياسية في واشنطن,, فأشعل الفضائح الجنسية,!!
اذن القول بأن الامريكيين، وبالذات اذا كان يرأسهم رئيس من الحزب الديمقراطي، قادرون على الضغط على الاسرائيليين ورئيس حكومتهم، كما حاول وزير الدفاع وليم كوهين ودنيس روس ان يوحيا بذلك، هو قول يراد به التمويه والخداع, فالرئيس الامريكي المنتمي للحزب الديمقراطي كلنتون اوغيره، وان زاد كلنتون على غيره، يعد اكثر خضوعاً للمصالح الاسرائيلية من نظيره الجمهوري لاعتبارات فكرية وتنظيمية لها علاقة بمصالح اعضاء الحزبين ونظرتهما في التعامل مع قضايا الشرق الاوسط,,, وهنا يجب التنبه الى انه ليس الجمهوريون اقل انحيازاً في سياساتهم لاسرائيل من الديمقراطيين إلا ان الجمهوريين يضعون في اعتباراتهم مصالح الدوائر الاقتصادية المحافظة في الشرق الاوسط,, فيناورون اكثر من الديمقراطيين الذين يعطون مصالحهم التنظيمية والفكرية اولية, ولهذا فإن الجمهوريين كانوا حادين في تعاملهم مع الصديق الجاهل اسحاق شامير وبذل كل من جورج بوش وجيمس بيكر وسفارتهما في تل ابيب كل ما استطاعوا ان يفعلوه لاسقاطه واستبداله باسحاق رابين الذي استطاع ان يتقاسم نجومية فيلم سلام الشرق الاوسط مع عرفات ليكمل الجزء الاول من الفيلم، وكان من الممكن ان يستكمل الجزء الثاني من الفيلم وتتمدد اسرائيل اقتصاديا الى داخل الوطن العربي بعد ان وضع لها الامريكيون اسس الامن والاعتراف في الجزء الاول,, إلا ان القدر تدخل وقام متطرف يهودي بقتل اسحاق رابين ليفشل خليفته في اكمال السيناريو الموضوع، فيزيحيه نتنياهو,, والذي بقدر ما تورط به الفلسطينيون وعرفات بالذات، تورط به الامريكيون الذين يتمنون ان يتكرر سيناريو ازاحة اسحاق شامير ويزاح نتنياهو ولايهم ان يكون البديل يهودا باراك، او اسحاق مردخاي, المهم ان يبعد الصديق الجاهل ,, ليحل محله,, صديق خبيث يكمل الجزء الثاني من فيلم سلام الشرق الاوسط .
والسؤال: هل يستطيع كلنتون بمستشاريه من اليهود الامريكيين ان يحقق مافعله بوش وبيكر,,؟!!
لا أظن,, فهناك فارق كبير بين قدرات بوش وكلنتون في هذا المجال بالذات,, كما ان التوجهات الفكرية والايدلوجية لفريق كلنتون يختلف عن توجهات فريق بوش,, ولذا فإن كل مايفعله الامريكيون هو انتظار ماستسفر عنه الانتخابات الاسرائيلية القادمة,, ولذا فإن كل نصائحهم لعرفات ولغيره ان يصبر,, وينتظر وعسى ان تطيح الانتخابات بالصديق الجاهل,,!!
طبعاً دون ان يكون هناك ضمان اكيد برحيله,,!!
جاسر عبدالعزيز الجاسر
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser @ Al-jazirah.com

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الاقتصـــادية
ملحق جائزة حائل
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved