Monday 22nd March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الأثنين 5 ذو الحجة


القرن 21
تعلُّم طلابنا: بين (التعاون) و(التنافس)؟

التربويون الذين يستعدون للقرن الحادي والعشرين يغيّرون دائما في استراتيجياتهم التدريسية,, وهم بذلك التغيير لايعنيهم كيف يحقق المعلم تدريسا افضل بقدر ما يعنيهم كيف يحقق الطالب تعلّماً افضل.
هناك ثلاثة انماط مختلفة للتعلم: الاول منها هو (التعلم التنافسي), في هذا النمط من التعلم يتناسب نجاح أو فشل أي طالب عكسيا مع نجاح او فشل الطالب الذي يليه، كما ان اداء الطلاب يقيّم حسب المنحنى البياني, في هذا النمط التعليمي يتنافس الطلاب فيما بينهم تنافسا شديدا، ويأتي هذا التنافس على حساب مهارات وقيم تربوية مهمة, اما في النمط الثاني من التعلم وهو (التعلم الفردي)، فلا علاقة لنجاح او فشل طالب بنجاح او فشل طالب آخر, يتسم هذا النوع من التعلم بكون الطلاب يعملون منعزلين عن بعضهم، اما تقييم الطلاب فيتم وفق مقياس معياري المحك يعد مسبقا (كل من يحقق 90% من الدرجات فما فوق يحصل على تقدير ممتاز), وهذا هو النمط التعليمي الشائع في مدارسنا حاليا, النوع الثالث من انماط التعلم هو (التعلم التعاوني) وحسب هذا النمط من التعلم فان نجاح اي طالب يعتمد على نجاح المجموعة الطلابية التي ينتمي اليها, ان لهذا النوع من التعلم فائدته العظمى وأثره الايجابي على تعلم الطلاب، وهذا ماتؤيده البحوث التربوية.
ان افضل اجابة على السؤال التالي: ماهي افضل طريقة للتدريس؟ هي: الامر يعتمد على الهدف والطلاب والمعلم والمحتوى, ولكن افضل اجابة تليها مباشرة هي : دع الطلاب يعلّم بعضهم البعض .
التعلم التعاوني، وهو بيت القصيد هنا، يهيئ الفرصة للطلاب ليساعد ويشجع بعضهم البعض، ويقتسموا المعلومات فيما بينهم, هذا النمط من التعلم يساعد ايضا في تحسين مهارات اتصال الطالب بالآخرين، وتعزيز مهارات حل المشكلات لديه، وينمي علاقاته الشخصية, في السنوات الاخيره تزايدت القناعة لدى التربويين بان هذا النمط من التعلم يحقق للطلاب تميزا في تحصيلهم الاكاديمي، ويغرس فيهم حب مساعدة الغير والتعاون معهم ،والمشاركة في الأعمال الجماعية، والتنسيق مع الآخرين لإنجاز عمل مشترك, من خلال التعلم التعاوني يتحمل الطالب مسئولية تعلمه ومسئولية تعلم مجموعته التي ينتمي اليها، وتتعزز ثقته بذاته, كثير من الطلاب يشعر احياناً اثناء التعلم بالاحباط والعجز، وتأتي فرصة التعلم الجماعي التعاوني لتقدم للطالب الدعم والتشجيع, التعلم التعاوني عموما، يؤسس لكثير من المهارات الاجتماعية والعقلية، وهي مهارات لاتثري تعلم الطالب فحسب بل وتهيئه لمواجهة حياته المستقبلية عندما يصبح مسؤولا عن اسرة وعضوا فاعلا في مجتمعه, ولابد من الإشارة الى ان التعلم التعاوني ليس مجرد تنظير تربوي، انه برنامج دراسي له اساليبه الإجرائية المعروفة.
د/ عبدالعزيز بن سعود العمر

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
ساحة الرأي
الرياضية
الطبية
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved