Monday 22nd March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الأثنين 5 ذو الحجة


أحوال
ورطة مع أسف محترم

من عادتي أني إنسان حذر في شغلات كثيرة، ومن عاشر المستحيلات اتورّط بسهولة، أو بالأصح أحد يورطني عيني عينك في شيء ما دوّرته صح في رأسي,, ويمكن هيمة هو الاستثناء الوحيد الذي أجد نفسي كثيرا مدفوعا للخوض معه وباسمه في أمور ما اعطيها حقها من الدرس والتمحيص يمكن لثقتي في موسوعية ووعي الرجل,, وبيني وبينكم يمكن أنا اتعامل مع هيمة وكأنه ذاك الطفل المشاغب اللي داخلي، وأحب اعطيه فرصة من وقت لآخر للحكي بصوت مسموع وظني هذا اللي يخليني أتحيّن الفرص اللي يطلع فيها هيمة طلعات من النوع غير المألوف,, ما علينا، المهم عودا على ورطتي مع البعض من الطيبين اللي ضاقت صدورهم عليّ أمس بسبب تعريضي غير المباشر بالأجسام المقاس الكبير,, وصدقوني يعلم الله ان ما عندي سوء طوية ولا خبث مُبطّن,, وكل مافي الأمر أني استحسنت فكرة تلميع صورة اصحاب الأجسام المحترمة- الممتلئة عفوا- واللي من حقهم على المجتمع ما يحاكم احجامهم ويتناسى البني آدم الجميل اللي تحت الجلد والحلم,, ويعلم الله أني فعلا قبل ما اعرف بالدراسة العلمية اللي ورطنا بنتائجها اخونا هيمة الله لا يمسيه إلا بالاحساس والطيبة، اقول فكرتي بالمرة ايجابية عن السمان,, وفعلا اجمل وأروع الأصدقاء حقيقة عندي هم من الوزن الكبير,, وتجاربي معهم ولا أحلى من كذا مقارنة بالنوع المعصقل من عينتي واللي معصّب يا ساتر ومثل ناقلات النفط ممنوع الاقتراب,, اذكر على طارىء فكرة العلاقات العامة وبرنامج الصورة الذهنية الإيجابية اللي يرغب هيمة في رسمها في المجتمع عن السمينين والسمينات عندنا، أذكر أنها تم تبنّيها في أمريكا من أواخر السبعينيات عبر جمعية لأصحاب الأجسام الكبيرة وضعت نصب عينها اعادة تصحيح وضعهم في مجتمع الاعلام وصناعة السينما ودور الازياء التي خلقت صورة المانيكان والقدود المنحوتة للجنسين,, بمعنى ان اصحاب الأجسام الضخمة اصبحوا فئة مهمشة في المجتمع تعامل بشيء من القسوة ان جاز التعبير في أماكن العمل عندما يبحث احدهم أو احداهن عن وظيفة أو عند البحث عن ملبوسات أو خلال تواجدهم في أماكن عامة بهدف ترفيه بريء أو استخدام وسائل النقل الخ,, طبعا كما اسلفت كثير من الافكار المشوهة والصور الانطباعية التي تولّدها عجلة الاعلام والصناعة ومصالح السوق في مجتمع ضخم كالمجتمع الأمريكي مؤكد ان يدفع ضريبتها فئة أو شريحة من المجتمع,, وعليه في ظل تعقيدات الحياة المؤسسية وعدم القدرة لدى هذه المؤسسات أو بعضها في تصحيح الواقع واعادة التوازنات في سلوكيات ورؤوس الناس برزت للوجود جمعيات النفع العام المعنية بشرائح تصنف اجتماعيا كأقليات وتعامل من المجتمع بلا وعي بأساليب عنصرية,, وعلى أية حال، ما أظن بالربع ان الموضوع يستاهل الزعل ويعلم الله اني طرحت فكرة الأخ هيمة وقناعتي بأن ايجابياتها أكثر من سلبياتها,, ومع أية حال ايضا استروا ما وجهتوا يا جماعة وأهم شيء الأخلاق صدقوني.
***
من عرفتك وأنا ما عندي سوالف إلا انتي
من عرفتك شوقي واحساسي سكن وين ما سكنتي
اشتري عمري اشتريه
يا أمل أو له عليه,, وكلك نظر,.
عبدالله الطويرقي

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
ساحة الرأي
الرياضية
الطبية
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved