ونحن نتابع حلقات المسلسل التلفزيوني الرائع زمن المجد الذي تعرضه الشاشة الصغيرة كل مساء بعد نشرة الاخبار الرئيسية,, لم نستطع ايقاف مشاعر الاعجاب والتقدير لهذا المنجز الفني الكبير فكان لابد من التطرق اليه حتى وإن لم ينته بعد ويصل الى الحلقة الثلاثية والتي تنتهي في منتصف الشهر,, حيث وجدناان انسب طريقة للحديث عنه -زمن المجد- من خلال بطله الرئيسي,, الفنان القدير احمد الهذيل الذي لم يكن اثناء تصوير العمل ممثلاً فحسب,, بل كان مصححاً ومترجماً ومعلماً,, حتى مهنة الطبخ تولى مسئوليتها واعداد الاكلات الشعبية التي تطلبها العمل في مشاهده التراثية,, فأحمد الهذيل صاحب التاريخ الفني والرحلة الطويلة على الخشبة والشاشة,, ابدى تجاوباً معنا رغم محاولته ان يكون الحديث بعد نهاية العمل,, لكن امام الحاح- الفنية- التي قال عنها انها الصفحة المملوءة بالفن الوطني,, وافق على الحوار لتسليط بعض من الضوء على ماكان خافياً على المشاهد,, وبالتالي اوجد لديه علامات استفهام,,فكان سؤالنا الاول للفنان الهذيل يقول:
*في البداية,, لاحظنا أن أداء الممثلين لم يكن حرفيا كما بنص الحوار المكتوب، بل هناك اضافات وربما حذف للصيغة المكتوبة,, بم يفسر احمد الهذيل ذلك؟
-العمل عملنا نحن كسعوديين ويهمنا ان يخرج العمل للمشاهدين متكاملا، وان اي ثغرة توجد بالعمل يعد مسؤوليتنا، فنحن ابناء البيئة، والبلد، والخبرة، والمعايشين لكثير من الاحداث التراثية منذ الصغر، وهذه خلفية كافية لان اقول لك ان الكاتب اجتهد ، الكاتب ليس ابن بيئة، حاول ان يوصل فكرة معينة ربما يكون هناك بعض الاخطاء في بعض الحرف الموجودة وفي بعض السيناريو - كما تفضلت- ولكن وجودنا كممثلين سعوديين بالعمل اثناء تصويره كان مهماً جداً لصياغة هذا الحوار بالشكل المناسب وباللهجة التي تتلاءم مع البيئة التي يتحدث عنها العمل، وهذا واجب من واجباتنا، فلا اعتقد انني كنت ممثلا ومسؤولا عن دوري فقط ، بل اعتبرت العمل مسؤوليتي ككل طالما اننى ابن البيئة وهذا العمل جزء مني، فيجب ان اتفاعل معه، وقد بذلت كل ما استطيع، وكنت اتدخل في كل ما اراه في صالح العمل، وهذا ايضا مالمسناه من المخرج الفنان بسام الملا، ومن جميع العناصر المشاركة في العمل، وارجو ان نكون قد وفقنا في ذلك.
*وهل صحيح انه لم يكن هناك حوار خاص بشخصيتك، وانت الذي كتبت لها الحوار، وهل يعني هذا نقصا في الكاتب؟
-أخي مشعل: لايمكن ان اقول انني فعلت ذلك، حتى لا اهضم حق الكاتب، ولكن يمكن القول ان هناك صياغة لم يوفق الكاتب في صياغتها بالشكل الذي ارى يجب ان تؤدى فيه، فقمت بصياغة الحوار بالشكل الذي آراه اصح باعتباري -كما قلت- ابن بيئتي واعرف مايجب ان يكون الحوار المطروح.
*وهل صحيح انك قمت باعداد الاكلات الشعبية بنفسك؟
-هذا صحيح فقد ساهمت مع اخي حمد المزيني في طبخ القرصان، والمطازيز، والكبسة، والجريش، وكان اعداد هذه الاكلات الشعبية (اكلات العيد) من افضل المشاهد، ومن الذ الوجبات التي اكلناها خلال العمل بالمسلسل.
*أي بني أول عمل سعودي يقوم باخراجه بسام الملا، وهو عمل تراثي قديم,, هل استطاع الملا الغريب عن بيئة العمل ان يصور البيئة السعودية كما يجب؟!
-مهما قلت,, لن افي هذا الرجل حقه، فقد لمست فيه الفنان صاحب العين ذات الحضور ، ليس هذا مجاملة له، ولكن من واقع معايشتي له، فهو يملك عينا سحرية، ولدية حضور سريع في اختيار لقطاته بشكل مدروس، وسريع، وبشكل قد اعجز عن وصفه!!
وبرأيي الشخصي انه تذوق في الجزء التراثي من العمل اشياء جمالية وفنية اعطته مجالاً للابداع اكثر مما توقع، فقد كان دائما يقول انني متخوف من الامور التراثية التي لم يسبق أن تعامل معها,, ولكنه من خلال معايشته للمعاصر وانتقاله للتراث وجد فيه زوايا جميلة ولمحات جميلة اعطته مجالا لما يملكه من قدرات كبيرة جداً.
واعتقد انه اضاف للجزء التراثي اشياء جميلة جداً وكثيرة جداً ربما لم تكن موجودة اساساً في النص، ولكن من خلال احساسه الفني، وعينه السحرية - ان جاز التعبير- استطاع ان يضيف هذه اللمحات والزوايا الجميلة، واحسده على هذا الحس وهذا الابداع.
*سؤال اتمنى الاجابة عليه بصراحة: باعتقادك لو تناول كتاب الدكتور/ الخويطر، كاتب سيناريو سعودي، ومخرج سعودي، هل كان يمكن ان يظهر بصوره افضل مما خرج عليه الآن؟
-أخي مشعل,, لايمكن ان احكم على اي كاتب، ولنكن صريحين -كما تريد- ليس لدينا كاتب سيناريو سعودي، فكتابة هذا العمل تحتاج الى صاحب خبرة وممارسة لمثل هذه الاعمال، مع احترامي لكل الزملاء، العملية لايمكن ان نجامل ونقول: ربما يحاول,,!! لا,, العمل كما تشاهد عمل كبير ويتطلب نوعا من الابداع,, الكاتب لم يكتب كل شيء، وانما وضع خطوطا، وهذه الخطوط اعطت مساحة للإضافة وربما للحذف هذه الامور بنظري لايمكن القول معها ان لدينا كاتب او سيناريست يستطيع ان يصيغ العمل كما صاغه نواف الحديدي، حيث دمج المعاصر بلوحات تراثية جميلة جداً بشكل مبدع باختيار شخوص واحداث من التراث ، وربطها بشكل جذاب ومتقن بالمعاصر.
ورغم هذا اعتبر شهادتي بالعمل مجروحة، ولا اريد ان اهضم حق اي كاتب او اي شخص وما يملكه من قدرات، وهذه نظرة خاصة لما المسه في الساحه المحلية.
*برأيك,, العنصر النسائي من سوريا,, هل اتقن اللهجة السعودية؟
-بصراحة,, حتى لانكذب على انفسنا,, فاجادتهن للهجة السعودية لم تكن 100%، ولكن وفقن الى نسبة 65% من اتقان اللهجة واداتها، وهذا جيد اذا اخذنا في الاعتبار ان اللهجة السعودية وخاصة النجدية ليست لهجة بسيطة وسهلة بالنسبة للممثلات السوريات او غيرهن,, وللحقيقه فإن ظروف العمل وإنتاجه في دمشق قد وفرت جميع الامكانيات لتحقيق النجاح لهذا العمل الضخم الذي يتطلب مجاميع كبيرة، حيث يتطلب اكس4سوارات كثيرة، ويتطلب من الادوات الثابتة والمتحركة الشيء الكثير، وكما شاهدت ومن خلال عرض المسلسل حالياً فكل ما يتطلبه العمل متوفر هناك لتوفر البيئة المناسبة لإنتاج مثل هذه الاعمال.
ايضا كما شاهدت الاستعانة بمجموعة كبيرة من العناصر النسائية لاتستطيع ان توفرها في البيئة المحلية بهذه الكثافة وبمختلف الاعمار، وهذا ما نراه المبرر لمشاركة العنصر السوري في هذا العمل,.
*اثناء تصوير زمن المجد,, الصحافة المحلية هل كانت حاضرة ام غائبة في هذا العمل؟!
-رغم انه قد نوه عن العمل، ورغم تمني كل منتج او مشارك الحكم على العمل مسبقاً قبل انتهاء عرضة الا ان هذا يعد من الاخطاء الكبيرة!!
صحيح ان مواكبة الصحافة للعمل والاطلاع عن قرب على المتاعب والمعاناة التي يعانيها العمل والقائمون عليه شيء محبب، لتكون احد المبررات عن وجود بعض الثغرات التي قد تحدث في العمل,, إلا انه يمكن ان اقول لك صراحة ان الصحافة لم تكن ملاصقة لنا بعض الشيء، وماكتب عن العمل ليس بالشكل الصحيح، فلم يكتب احد عن المعاناة والجهد، ومن ثم وجدنا نوعا من الاجحاف بحق العمل والعاملين فيه,.
وارجو ان تتقبلوا رأيي بروح طيبة، اتمنى ان يكون الحكم على العمل والعاملين فيه بعد نهاية عرض العمل ومشاهدته بشكل متان لكي نحكم ونقول: هل هذا العمل فعلا يستحق الاشادة ام النقد الموضوعي، من خلال متابعة الاداء، واللمسات الاخراجية فيه، ونقاط الضعف التي به؟!
واتصور ان عملية النقد المسبق هذه دائما تكون في غير محلها.