Monday 22nd March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الأثنين 5 ذو الحجة


الأدب المثمن
وعد ومفتاح قصيدة
أحمد عبدالله الدامغ

قد يكون البيت الواحد الذي يتلقاه الشاعر من صديق أو قريب أو من أي شخص تربطه به رابطة عمل أو علاقة اجتماعية, مفتاحا لقصيدة طويلة.
وهذا هو ما حدث للشاعر الحسين بن سليمان بن داود المُرهبي, من شعراء القرن الحادي عشر الهجري, وذلك حينما رفع قصة له الى المتوكل واسمه اسماعيل بن القاسم بن محمد بن علي الحسيني الزيدي المتوفى سنة 1087ه والذي نازع أخويه على امارة اليمن بعد وفاة والده محمد بن القاسم وآل الأمر اليه.
وقد عرض الشاعر المُرهبي كما أسلفت في قصته التي رفعها للمتوكل شوقه الى وطنه واستأذن في الذهاب الى أهله, فوقع المتوكل تحت قصته بيتا واحدا فقط هو قوله
إذا يسر الله أمرا أتاك
وان حاول الناس إبطاله
فكان هذا البيت مفتاحا ملائما لصنع قصيدة قوامها 22 بيتا ضمنها الشاعر المُرهبي بيت المتوكل: وحاكها بأسلوب فيه تذكير للمتوكل, ومطالبته بالوفا بوعده الذي ضمنه بيته منها قوله
أذكر مولايَ ما قاله
لعبد أبثَّك أحواله
شكى ما يعانيه من دهره
وأحسن في الله آماله
فكان جواب إمام الهدى
أدام له الله إجلاله
بخط يد خُلقت للعطاء
تُباري الغمام وتهطاله
إذا يسر الله أمرا أتاك
وان حاول الناس إبطاله
فجدّد قولك أسما له
وكان جوابك أسمى له
وأشفى لقلب وأطفى له
لمن بات يذكر أطفاله
وبشرته ببلوغ المنى
وسكنت بالوعد بلباله
ويذكرني رنين جرس هذه الأبيات وموسيقاها العذبة بأبيات أبي العتاهية (1) التي امتدح بها المهدي, ولو انها موافقة لقافيتها كما هي موافقة لوزنها لقلت انها معارضة لها.
(1) أبوالعتاهية هو: إسماعيل بن ابراهيم بن كيسان وكنيته: أبواسحاق وهو مولى للعنزي ولد عام 130ه وتوفي عام 211ه من امتداحه للمهدي هذا البيت المشهور
أتته الخلافة منقادة
إليه تجرّر أذيالها

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
ساحة الرأي
الرياضية
الطبية
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved