Monday 22nd March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الأثنين 5 ذو الحجة


المنطاد برايتلينج أوربيتر 3 يهبط في مصر بعد إنجاز غير مسبوق

* جنيف - د,ب,أ
هبط السويسري برتران بيكارد والبريطاني بريان جونز في مصر صباح امس الاحد في نهاية رحلة تاريخية استغرقت 19 يوماً و22 ساعة واصبحا خلالها اول شخصين يدوران حول العالم دون توقف في منطاد.
واعلن مركز مراقبة الرحلة في جنيف ان المنطاد لمس الارض بسلاسة عقب شروق الشمس في منطقة صحراوية في جنوب غربي مصر بعيداً عن اقرب طريق.
وقال بيكارد وجونز في رسالة الى مركز المراقبة بعد هبوطهما بنجاح: لقد هبط النسر .
وتابع اعضاء من مركز المراقبة عملية الهبوط من طائرة غير انهم لم يتمكنوا من الهبوط في المنطقة النائية فيما توجه مساعدوهم برا الى مكان الهبوط القريب من قرية موت.
وصرح دون كاميرون مصمم المنطاد في مركز المراقبة في جنيف بأن بيكارد وجونز شرعا في افراغ المنطاد بريتلينج اوربيتر 3 البالغ ارتفاعه 55 متراً من غاز الهليوم فور هبوطه في الساعة السادسة صباحاً بتوقيت جرينتش.
وجاءت تقديرات خبراء الارصاد دقيقة عندما قالوا ان الرياح التي حملت المنطاد فوق الصحراء الكبرى اثناء الليل ربما تمكن ملاحيه من الهبوط في جنوب غربي مصر عقب شروق الشمس.
وبمجرد طلوع النهار شرع الملاحان في عملية الهبوط تاركين المنطاد الذي بلغت سرعته 180 كيلومترا في الساعة والذي حملهما فوق المجال الجوي الليبي.
وقال ملاحا المنطاد في رسالة بعثا بها بالفاكس الى جنيف قبيل هبوطهما: اننا نكاد لا نصدق ان حلمنا تحقق اخيراً .
وتابع الرجلان: بفضل الله والعمل الجماعي العظيم عاد المنطاد الى مساره كل مرة, ونحن نشعر بالامان للمعونة غير المرئية التي ارشدتنا طوال هذه الرحلة الرائعة .
وكان الرجلان قد وصلا الى ساحل افريقيا الغربي صباح امس السبت بعد ان استكملا عبور المحيط الاطلنطي الذي كان الممر المائي الكبير الاخير في طريقهما الى المجد.
الهبوط عملية معقّدة
وعلى النقيض من المؤشرات الاولية بأن المغامرين السويسري والبريطاني ربما يقومان بهبوط سهل بعد ساعات قلائل من استكمال دورتهما التاريخية حول العالم فوق موريتانيا، اعلن بيكارد عبر هاتف متصل بالاقمار الصناعية ان المغامرين قررا مواصلة الرحلة الى مصر والهبوط هناك صباح الاحد.
وكان الهبوط عملية معقدة نظراً لان الغاز الموجود في المنطاد يبرد بمجرد هبوطه ويتعين على الملاحين الحفاظ على درجة الحرارة عن طريق حقن غاز البروبان.
واذا هبط المنطاد بسرعة كبيرة للغاية فانه يكاد يكون من المستحيل على ملاحيه ابطاء سرعته.
ويذكر انه منذ بدء الرحلة من جبال الالب السويسرية في الاول في مارس الحالي حلق المنطاد في اتجاه الجنوب الغربي صوب موريتانيا بحثا عن تيار هواء قوي ثم اتجه شرقاً فوق افريقيا وعمان والهند وبحر الصين الجنوبي والمحيط الهادي وجزر هاواي والمكسيك وهاييتي والمحيط الاطلنطي واخيراً افريقيا.
وبفضل المعلومات الدقيقة التي قدمها خبراء الارصاد نجح الرجلان في توجيه المنطاد وسط العديد من العواطف الخطيرة في المحيط الهادىء.
وتعين على جونز في مرحلة من مراحل الرحلة ان يميل بجسمه خارج الكبسولة على ارتفاع ألفي متر لاصلاح زجاجة يتسرب منها غاز البروبان في حين كان بيكارد يمسك قدميه, وفي مناسبة اخرى قام بيكارد بإزالة كتل الجليد عن جسم المنطاد باستخدام اداة لتكسير الثلج.
برانسون يفكر في سباق للمناطيد
وصرح المليونير البريطاني ريتشارد برانسون الذي فشل في الدوران حول العالم في منطاد اربع مرات بأنه كان يراقب الرحلة عن كثب وقال: لقد كانت رحلة رائعة وهي رائعة بدرجة تجعل المرء يستمتع بها معهما .
وفي معرض رده على سؤال حول ما اذا كان يشعر بخيبة الامل لفشله في تحطيم الرقم القياسي قال: اننا واقعيون بدرجة معقولة للنهوض من عثراتنا والانتقال لتحديات اخرى, ولحسن الحظ فان هناك الكثير من التحديات الاخرى حاليا .
وألمح برانسون الى انه ربما يقوم بتنظيم سباق للدوران حول العالم في منطاد.
وصرح شاهد عيان لوكالة الانباء الالمانية صباح امس الاحد بأن سكان المنطقة ملأهم الخوف وتوقع الشر ازاء احتمال هبوط المنطاد في منطقتهم لانه ربما يسقط فوق منازلهم.
وقال الشهود ان الشرطة وقوات الامن المصرية كانت قد بدأت بالفعل يوم السبت في ابلاغ سكان المنطقة بقرب هبوط المنطاد موضحة لهم انهم لا يواجهون اي اخطار ومحذرة الجميع من مهاجمة المنطاد مهما كانت الظروف.
ويذكر ان معظم سكان المنطقة من المزارعين وان ما يقرب من نصفهم لا يعرفون القراءة والكتابة.
ويقع مكان الهبوط بالقرب من قرية موت بين واحتي الخارجة والداخلة غير بعيد عن الاقصر.
وتعتبر الداخلة اكثر الواحات خصبا وجاذبية في مصر وقد تحولت الى مزار سياحي على نحو متزايد.
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
ساحة الرأي
الرياضية
الطبية
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير