Monday 22nd March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الأثنين 5 ذو الحجة


عن سرقة السيارات
إن لم تكن (ظاهرة) فماذا نسميها؟

عزيزتي الجزيرة
قرأت تصريح سعادة مدير شرطة منطقة الرياض اللواء محمد صالح البراك في الصفحة الاخيرة من عدد الجزيرة الصادر يوم الاحد الموافق 26/11/1416ه حول ظاهرة سرقة السيارات في العاصمة الرياض وان سعادته نفى ان تسمى سرقة السيارة بالرياض ظاهرة امنية وأنها لا تعدو ان تكون حالات فردية, وما أكده سعادته أنه من خلال العثور على السيارات في فترة وجيزة فهذا دليل على ان السرقة لم تكن الهدف, ثم توج تصريحه بترحيبه بالملاحظات والمقترحات لتطوير العمل وتحقيق الأمن وكأني به يقصد الحد من سرقة السيارات ودعا الجميع للتعاون مع رجل الامن.
وجاء تصريح سعادته هذا بمجمله رداً على ما أثارته الجزيرة من ازدياد لمعدل حوادث سرقة السيارات في الفترة الحالية مقارنة بالمعدلات التي تم تسجيلها في فترة سابقة,, وهنا أريد ان يسمح لي سعادته بأن نسأله لماذا نفي عن هذه القضية الامنية ان تكون ظاهرة بعد ان تساءلت الجزيرة عن سبب ارتفاع معدلها عن السابق وإذا كنا نعتقد انها ظاهرة قبل زيادتها حاليا - كما رأت الجزيرة - فماذا يمكن ان نسميها حاليا؟!.
فنحن نعتقد ان تحديد اي مشكلة وبروزها كظاهرة يجب ان يبني على اسس واحصائيات واستبيانات مقارنة تخضع لدراسة وتحليل، لتتضح الصورة بعدها ان كانت ظاهرة او مشكلة تتجه إلى البروز لتصل إلى حد الظاهرة.
ولذا أرى انه يجب مجابهة المشكلة بالبحث والدراسة وعدم احاطتها بنوع من التحفظ,, واحب هنا ان اركز على ماذكره سعادته عن اهمال السائقين لسياراتهم من خلال استنتاج الشرطة لبعض الحالات وهنا اقول انني لاحظت من خلال البرنامج التلفزيوني الذي يقدمه الدكتور سعود المصيبيح سابقا واستضاف في احدى حلقاته اللواء البراك وعددا من مساعديه حيث ذكر عدد من ضيوف الحلقة الذين استضافهم البرنامج ان سياراتهم سرقت وهم الذين وجدوها وبعضهم لم يعثر عليها وان اجراءات استقبال البلاغات عادية مما يدل على تقليدية اسلوب البحث، وإذا كان اللواء البراك بود ان يلقي اللوم على اهمال صاحب السيارة في تهيئتها للسرقة مثل تركها مفتوحة او ترك محركها شغالاً فلنقل لا بأس وهذا فيه اهمال وإذا حددنا هؤلاء المهملين بنسبة 10% من مجموع السيارات المسروقة لظهر لنا ان 90% سرقت بدون اهمال من صاحبها، ويصل البعض من هذه الطرق حد الاحتراف للسرقة، ولذا فالمشكلة ذات ابعاد مختلفة ونتيجة ظواهر برزت مؤخرا منها ما هو امني ومنها ماهو اجتماعي واقتصادي وغير ذلك,, ولهذا لم يعد الحل ان نطمئن الناس بأنها لم تعد ظاهرة فإن كانت كما قال سعادة اللواء ليست ظاهرة فإهمالها وعدم التصدي لها سيحولها حتما إلى ظاهرة والمواطن لايجد تفسيرا لحثه على التعاون إلا من باب واحد فقط وهو الاحتراز ضد السرقة ومساعدة رجل الامن بما يطلب منه للتصدي,, وحتى الآن لم تحدد الشرطة غير ذلك, لا أحب ان اسهب في الحديث عن هذا الموضوع وختاما أعلق على مناشدة سعادة اللواء بالتعاون لأطرح وجهة نظر متواضعة قد يكون فيها نبراس لبعض الحلول وهو ان العلة تكمن في دراسة المشكلة والمسببات ثم اقتراح الحلول وربما تكون هذه قد اخذت بعين الاعتبار,, هذا أولا، وثانيا: من خلال عملي الأمني ارى ان اسلوب البحث لايزال تقليديا ويحتاج إلى تحديث وقد سبق ان تشرفت باقتراح طريقة للبحث عن المسروقات والمفقودات حسب جداول وبيانات تعبأ بحروف تسلسلية يسهل حملها مع الدوريات الراكبة ونقاط التفتيش ورفع الاقتراح لسعادة مدير الشرطة السابق اللواء محمد بن عايش واجيز هذا الاقتراح ولكنه لم يطبق في اسلوب البحث واكتفي بالاسلوب القديم,, وهنا أسال سعادة اللواء كيف لدورية البحث ان تبحث عن سيارة مسروقة وهي لاتحمل اي معلومات عن السيارة المسروقة؟!,, ولدي الاستعداد لشرح هذا الاسلوب لسعادته لو أراد ذلك,, وسؤال آخر: لماذا لا نستفيد من اساليب الدول المتقدمة في البحث والمتابعة؟ والله الموفق.
محمد المسفر
العلاقات العامة بمحافظة شقراء

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
ساحة الرأي
الرياضية
الطبية
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير