عزيزتي الجزيرة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد
لا احد معصوم من الخطأ، وكل يسلم بهذه الحقيقة التي لا مفر منها، فلا تكاد تمر اللحظة او البرهة الا ووقعنا به، لكن هناك اخطاء فادحة كان وراءها اسباب لربما كانت اقل من ان تذكر، لتفاهتها وسذاجتها احياناً، كما يحكيه الواقع على الساحة الراهنة خلال هذه الايام، ففي ما مضى منها، كنت عائداً الى البيت وفي الطريق صادفت شخصاً وقد ارتفع عن الارض المتر او نصفه فاذا بأحد الاخوة قد شده الى اعلى ورمى به ارضاً، هذا الموقف كان سبباً في انزعاجي وانحرافي عن الممر الذي كنت فيه الى ممر آخر دون شعور، فلما نظرت عن يميني فاذا بي ارى كما لو كنت اشاهد اسداً قد هاج لفريسته بعدما صام عنها اياماً طوالا، وبعدها حدث ما حدث.
محزن تلك الحادثة، لملمت لدي التساؤلات! اين انا، هل انا في عصر جاهلي، الذي لا يظلم الناس يظلم؟ ام انا في مجتمع غربي خال من القيم فارغ الاخلاق يتيم المبادىء والاحكام الشرعية؟ ام انا في غابة من الالغام حيث الانفجار لادنى زلة؟ حتى ملكت صوابي فاذا بي في مجتمع مسلم ولله الحمد، انزلت قوانينه واحكامه من فوق سبع سماوات حتى كانت احسن ما نزل للبشر منذ خلق الكون، واصحابها افضل الامم، دستورهم القرآن ونورهم السنة، تربوا على الفطرة الاسلامية وكانت منهجهم حتى النهاية، فبدلاً من ان نكون قمة في كل شيء اخشى عكس ما اتوقع، اخواني ان الله شرفنا وكرمنا على غيرنا من الامم فليس من السهل ان نعمل عملاً لا يليق بهذا التكريم، او هذا التشريف، فرسول الله صلى الله عليه وسلم لم يأمرنا الا بما هو لنا خير وصلاح، ولم ينهنا الا عن كل شر وهلاك، فقال لاحد اصحابه يخاطبه: لا تغضب، لا تغضب، لا تغضب، فهذا النهي لم يكرر عبثاً وانما لتأكيد شدة تأثير الغضب بجسم الانسان, اخواني ما اجمل الابتسامة، ما اجمل الوجه المشرق اجمل الكلمة الطيبة,, ما اجمل المعروف، كما قال الشاعر

ولم ار كالمعروف اما مذاقه فحلو واما وجهه فجميل

ألا نكون كالنحلة، لا تتعامل الا بالطيب، ألا نكون كالجوهرة البراقة فحيث ما وضعت يبقى بريقها ولمعانها، فهل يستحيل ان نكون مجتمعاً وقوده الايمان مركبه التواضع نوره الابتسامة شعاره التأني طريقه السلام وعجلاته الامان مزماره الصدق؟ كلا ليس مستحيلاً اذن فلنتعاون معاً لكي نعطي من حولنا صورة تحكي المجتمع الذي نعيشه، فأي شخص كائناً من كان ينتمي الينا تصرف تصرفاً جذبته اهواء غير منطقية يسيء لمجتمع بأكمله حتى لو كان تصرفه لا
ارادياً.