Monday 22nd March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الأثنين 5 ذو الحجة


تحت رحمة الوكلاء
أسعار خيالية لا تحتمل

لقد اسميت قطع الغيار بقطع النار لان اسعارها وصلت الى حد جعل كل من احتاج اليها ينكوي بنار اسعارها فلقد كثر الحديث عن قطع غيار السيارات وغلائها ولكن لم اكن اعتقد انها وصلت الى هذا الحد، ففي يوم من الايام ذهبت بسيارتي الى الاسعاف ومعي احد الاشخاص وعندما انزلته في الاسعاف وعدت مسرعا لسيارتي لكي ابعدها عن الطريق المؤدي لباب الاسعاف وجدت باب السيارة مقفلا والمفاتيح بداخل السيارة وموقفي لايسمح لي باحضار من يقوم بفتح الباب فقررت كسر مثلث الزجاج الموجود في الباب الخلفي معتقدا ان سعره لن يتجاوز المائة ريال وفي اليوم التالي اتجهت الى محلات الزجاج ولكنني فوجئت بهم يقولون ان هذا المثلث مهما بحثت عنه فلن تجده الا عند الوكيل فذهبت الى مقر الوكيل واتجهت الى شباك المبيعات وسلمت على الرجل الموجود خلفه وهو غير سعودي طبعاً؟؟ فرد السلام بابتسامة ولم استطع الحديث معه لانه لايجيد اللغة العربية ولكنني وجدت امامه كتلوجاً به صورة سيارتي فقمت بالاشارة الى المثلث الخلفي ففهم ما اريد ومن ثم اخذ يبحث في كتاب كبير لعله كتاب اسعار قطع الغيار وقال لي وهو يبتسم وغير مبال وباللغة الانجليزية 1700ريال فظننت للوهلة الاولى انها مداعبة منه فضحكت ولكنني لمحت الجد في عينيه عندها قلت له انا لااريد الباب كاملا اريد فقط هذا المثلث الصغير ولكنه اخذ ينظر الي وعرفت عندها انه لن يفهم كلامي فتوجهت الى المدير واخبرته بما حدث ومن ثم اخذ يبحث في كتاب امامه ثم نظر الي وقال مبتسما سعر هذا المثلث 1700ريال فقلت له قسط السيارة 1700ريال وقيمة المثلث 1700ريال؟ ففكرت حينها بتفكيك سيارتي وبيعها قطعة قطعة اذا كانت اسعار القطع بهذا الشكل وسوف اربح ربحا كثيراً؟ ولكنني تداركت الامر وقلت له سوف اذهب لوزارة التجارة هي التي سوف تحميني منكم فقال لي وبمنتهى اللامبالاة هل تعرف موقع الوزارة ام ادلك عليه والافضل لك الا تذهب بسيارتك في هذا البرد القارس وزجاجها مكسور, وعندما وصلت لوزارة التجارة واخبرتهم بما حدث قالوا لي ان اسعار هذه السلع تعتمد على التنافس بين الوكلاء والمحلات فقلت لهم كيف يحدث هذا التنافس وهو الوكيل الوحيد؟ ورجعت بعد ذلك الى مقر وكالة السيارات اجر ورائي خيبة الامل واطرافي تكاد تتجمد من شدة البرد في السيارة وذهبت للمدير وقلت له اذا كان الوضع كذلك فاحضر لي المثلث وسوف اشتريه ولوقلتم بضعف الثمن فمن الذي يمنعكم من ذلك؟
فالى متى تبقى اسعار قطع الغيار بهذه الاسعار الخيالية وبدون حسيب او رقيب فلقد اوردت هذه القصة التي حصلت معي منذ زمن ليس للشكوى او التظلم ولكن لتجسيد الواقع، وفي هذه المناسبة اقترح على اصحاب محلات قطع الغيار وضع لافتة امام محلاتهم يمنعون فيها مرضى السكر والضغط من الدخول؟
عبدالرحمن عبدالعزيز السعد
سدوس

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
ساحة الرأي
الرياضية
الطبية
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير