Monday 22nd March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الأثنين 5 ذو الحجة


ومع أشبه بالجامعة *
سعد عبد الرحمن البراهيم


أقيلي عثاري ربة الخز والورد
إذا لم أجد عوناً أقول الذي عندي
وطوفي بي الدنيا جمالاً وبهجةً
وداوي هيامي فالمدى شاهدٌ وجدي
فمن ذاق طعم الشهد من ثغرك انحنى
خشوعاً له قلبٌ يعب من الشهد
تناهت لكِ الابصار حسناً ومتعةً
فيا ويح من لا يبصر الحسن في القدّ
ومن يثنِ جيد الود عما تُريننا
فهذا وأيم الله ناءٍ عن الرشد
إذا هبت الأنسام بالعطر والندى
نقول نفحتِ العطر مع هبة البرد
وإن شاغل السمارَ في الليل مؤنسٌ
لأنت مجال الأنس في بهجة السهد
حناناً بنا يا خود يكفي صبابة
فما كان في الوجدان اعصى على العَدِّ
فما طَرِفت عين تزهّت بنظرة
إلى مرجكِ الفينان والسلسل الفرد
كأني بها اصفتكَ وداً أحسه
على باسقات النخل من أندر الود
ألا يا ربى الاحساء يا مجتلى الرؤى
ومرقى غطاريفٍ تخطّوا إلى المجد
أعيري بياني مُكنةً من فصاحة
فأخشى اذا بينت عن فضلهم أُكدي
لأني وجدت السِّفر وفَّي فعالهم
بما هم له اهل فماذا عسى أُبدي
رجال اذا ما انشق صبح عن الوفا
وجدتَ لهم صبحاً يدوم بلا فقد
واذ ما قرأتَ الشعر في الكتب تلقه
مضيئاً على الأحساء كالبدر في وقد
فهذا كتاب لابن ملحم ناشرٌ
به ذلك الدكتور أَسَّا من المجد
فأنبا عن التعليم في سالف مضى
ووفَّى عن العُلام ما كان من جُهد
ففي دارة الهفوف مرقى انتهاضه
كما الجامعات استرسل العلم في جِد
فكانت كمثل البحر تَطفَى ثقافةً
فماذا وذاك المدُّ أقوى من المد
وجال بنا ابن الخويطر جولةً
فطاف بنا الأحساء في موكب الحمد
نعم يا معالي الشيخ يا من به زهت
صروحٌ من التعليم للأمس والبَعد
تُثَنِّي بخير للذي قال آنفاً
وأسردتَ ما يزهو به الطرس في السرد
ابنتم عن الرواد والسادة الألى
بنوا نهضة التعليم في سالف العهد
فكان انبهاراً نرفع الرأس عنده
وكان افتخاراً واصل البَعد بالبُعد
وكم من رباطٍ في الحسا قام ناشراً
صنوفاً من التعليم للمُقتَدِي تَهدِي
وروداً لها الطلاب من كل بلدة
فكانت لهم اذ ذاك من افضل الورد
ذكرتم كثيراً فاستطبنا لذكره
وفاءً وقل اليوم من بالوفا يهدي
عدا فاضل قد قال يا موطن الهنا
أميطي لثام السهد نامي على زندي
ألا يا هُجَير العلم والحلم والوفا
فأنت بما تبغين فوق الذي عندي
عديني أُمني بالوصال تلهفي
فهذا بريق الشوق مسترسل الوقد
كفى الحرف تشتيتاً ويكفي تغاضياً
عن المنهل الفياض والخير والسعد
ولكن همومُ القاف تحدو ركائبي
الى موطن الاعزاز والمجد والرفد
ففي دولتي الكبرى شموخ ورفعة
جدير بأن يعنو لها الحرف في القصد
فمِن خادم البيتين فضل ارتقائنا
فكيف ألا نرقى بفضل من الفهد
فيا ايها الملكُ المرجى لأمةٍ
لكم عندهم أوفى ذمام من العهد
فعش يا سليل المجد في العز دائماً
محاطاً بإخوان عَوانٍ على الرشد
وعاشوا لنا آل السعود مفاخراً
لنحظى بأمن دام من صولةِ الأُسد
* عنوان قصيدة شعرية جادت بها قريحة الشاعر سعد عبد الرحمن البراهيم بعد الانتهاء من قراءته لمؤلف معالي الدكتور محمد بن عبد اللطيف آل ملحم (كانت أشبه بالجامعة: قصة التعليم في مقاطعة الاحساء في عهد الملك عبد العزيز)، ولما نشره معالي الدكتور عبد العزيز الخويطر تعقيباً على مؤلف الدكتور الملحم.
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
ساحة الرأي
الرياضية
الطبية
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير