Monday 22nd March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الأثنين 5 ذو الحجة


أمير القلوب يرعى عرس حائل الثقافي

في الاثنين الماضي 27/11/1419ه شهدت مدينة حائل احتفالاً ثقافياً رائعاً رعاه امير القلوب حضرة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود امير منطقة الرياض باستضافة من مؤسس جائزة حائل ورئيس مجلس ادارتها حضرة صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز امير منطقة حائل وبمشاركة وجوه كريمة من الفرسان الحاصلين على الجائزة في مجال الخدمة الاجتماعية والابداع العلمي وهم كل من الدكتور ناصر بن ابراهيم الرشيد والشيخ صالح عبد الله كامل والدكتور عبد العزيز الثنيان وابن حائل المخترع فهد بن حسين الكوليت الذين ألقى كل واحد منهم كلمة قيمة في المناسبة ابهجت الحضور وألقت اضواء ساطعة على الأبعاد الخيرية والعلمية التي تعتمل في نفوس وعقول ابناء هذا الوطن الكريم المعطاء ازاء قضايانا الاجتماعية التي تحتاج الى الايادي البيضاء الخيرة والمشاعر الانسانية النبيلة وقضايانا التنموية التي تحتاج الى اعمال الأفكار والعقول للرقي بأمتنا وبلادنا الى المكانة اللائقة بهما.
وتحدث راعي الحفل سمو الأمير سلمان حديث الأب الى ابنائه والأخ الى اخوانه والمحب الى احبائه مذكراً بما منّ الله جل شأنه به على هذه البلاد واهلها من نعم كثيرة وخيرات وفيرة,, تكلم عن فضل الاسلام وتعاليمه الحنيفية وانها تأمرنا بالتكامل والتعاون والتضامن وتحثنا على الخير والتواصل والاعمال الصالحة وشدد سموه على التمسك بالعادات والتقاليد الصالحة التي لا تتعارض مع العقيدة وقال ان الثروة التي يُعوّل عليها بعد الاسلام هي الرجال وقال سموه وأعيد هذا واكرره مرات ومرات نحن لسنا بالبترول نحن بالرجال، نحن بعقيدتنا ثم بالرجال الذين سعوا وعملوا حتى توحدت هذه البلاد وعلى رأسهم قائدهم وزعيمهم ووالدهم الملك عبد العزيز رحمه الله تعالى .
وكان الفائز الأول بجائزة حائل حضرة صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبد العزيز في مجال الخدمة الاجتماعية وقد ناب عنه سمو الأمير مقرن بن عبد العزيز باستلام الجائزة واعلان تبرع سخي جديد من سموه، وحصل على الجائزة في مجال الخدمة الاجتماعية ايضا الفريق المتقاعد عبد الله البصيلي لاسهاماته الخيرية.
ونال جائزة التفوق الرياضي الطائي حارس المنتخب السعودي الدولي محمد الدعيع، واثنان من المعلمين الباحثين هما: الدكتور عثمان العامر والاستاذ احمد الغريسي الشمري وعدد من الطلبة والطالبات المتفوقين من مختلف المراحل الدراسية من المواطنين والمقيمين وبذلك تثبت حائل انها لا تنجب الموهوبين وحسب وانما ترعى المواهب وتنميها لتسهم في بناء الوطن وتقدم الامة وازدهارها.
وتكون لهذا الحدث الثقافي الرائع دلالته العميقة عندما يتفضل برعايته أمير القلوب سلمان بن عبد العزيز فسموه يمثل ابوة ولاة الأمر لنا جميعاً وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز المفدى.
الأمير مقرن
والحديث عن هذا العرس الثقافي الرائع كفصل متميز يجرنا الى الحديث عن الفاعل له الأمير مقرن بن عبد العزيز والحديث عن مقرن يبدأ بمزاياه الشخصية فهو يكره الاطراء ويحب الموضوعية ولذلك فهو متواضع ويمارس مسؤولياته وواجباته الاجتماعية وفق برامج مقننة الى حد لا يصدقه الا الذين يعرفونه معرفة مباشرة.
فالدقيقة عنده ليست مجرد لحظات لا قيمة لها بل هي وحدة زمنية يبدأ بها عمل وينتهي آخر فاذا بدأ الاجتماع في الساعة صفر - مثلاً - فان من يحاول اللحاق به بعد الصفر بثانية واحدة سيجد ان القطار قد فاته.
والادارة عنده ليست اصدار اوامر وممارسة صلاحيات وانما هي نظام وتحمل مسؤولية فالنظام ينبغي ان يكون ارضية للواقع الاداري وكل موظف ينبغي ان يكون مسؤولاً عما يخصه ولذلك فقد اجرى اعادة هيكلة التنظيم الاداري لامارة المنطقة ومحاولة وضع الرجل المناسب في المكان المناسب ثلاث مرات منذ ان تولى امارة المنطقة عام 1400ه.
وعندما يقوم بزيارات تفقدية لأداء واحتياجات المرافق العامة فانه يدخل مع المختصين في تلك المرافق بحوارات في صميم اختصاصاتهم كما لو كان واحداً منهم فيخرج ويخرجون بنتائج موضوعية علمية وعملية تزيد من تحسن اداء مرافقهم وتوجد الحلول لما قد يواجهونه من عقبات، ولذلك تمكنت ادارات عديدة في المنطقة من انجاز الكثير من الخدمات للمنطقة بالجهود الذاتية وخاصة في مجال الخدمات البلدية والطرق.
ويتألق الأمير مقرن في اللقاءات العامة حيث يتعاطى مع هموم وتطلعات مختلف الشرائح والاشخاص فيخاطب كل شخص من الواقع الذي يدور فيه نشاطه والاطار الذي يحدد افكاره فتأتي اجاباته للمتسائلين وحواراته مع المتحاورين حكيمة خالية من الفوقية والاملاء القسري او النرجسية,, يعطي محدّثيه الفرصة الكاملة لإبداء وجهات نظرهم ويحسن الاصغاء وعندما يكون محدثه غامضاً في إلقاء ما في نفسه فانه يستوضحه حتى تتجلى له الحقيقة ولذلك فانه حينما يرد فان رده يأتي واضحاً ومفهوماً ومقنعاً.
سأله شخص عن الافراط في ولائم الزواجات وهل يمكن للإمارة ان تتدخل في الحد من هذه الظاهرة فاجابه قائلاً: انا مع السائل في ان الافراط في الولائم ظاهرة سيئة واسراف والمسرفون اخوان الشياطين لكني لست معه في تدخل السلطة للحد من هذه الظاهرة فذلك سيكون امراً مزعجاً فتدخل السلطة بما لها من ثقل انما يفسد على العروسين ليلة فرحهما وارى أن الأمر ينبغي ان يعالج بالتوعية وان نضرب المثل الصالح بأنفسنا للآخرين فأنا زوجت ابني على ابنة اخي هذلول واقتصرنا على دعوة العائلتين فقط وارى ان الشك هو مبعث الافراط في مثل هذه الأمور ولذلك ينبغي الا يكون عند الانسان شك في نفسه لكي لا يكون مفرطاً وكما يقول المثل ما هان تبارك .
ومجمل القول فان الأمير مقرن يصنف على انه واحد من اصحاب الثقافة النوعية القلائل في المملكة وقد اثبت سموه مصداقية هذا التصنيف من خلال نهجه الاداري ونشاطاته العلمية والعملية على وجه الخصوص مند ان تولى امارة منطقة حائل حيث قام ببناء العديد من المرافق العلمية الخاصة وبعضها على حسابه الخاص والتي تأتي جائزة حائل العلمية تتويجاً لها وذلك اضافة الى المرافق العامة التي حققها للمنطقة ليتكامل كل ذلك مع مثيله في مختلف مناطق المملكة لخدمة التنمية العامة التي ترعاها حكومة مولانا خادم الحرمين الشريفين حفظه الله تعالى.
سعد بن خلف العفنان

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
ساحة الرأي
الرياضية
الطبية
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير