Monday 22nd March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الأثنين 5 ذو الحجة


سامحونا!!
رئيس الاستقالات!!
أحمد العلولا

بالأمس يخطب ود وكرسي رئاسة هذا النادي أو ذاك!!
وبمجرد تربعه على العرش تبدأ من قبله حملة المناورة والتلويح بتقديم استقالته للمنصب حيث يكون قد أشبع نهمه الاعلامي المتمثل بحب الظهور,, اليوم ترتفع اصوات تطالب وتدعو الى استمرارية ذلك الرئيس الهمام,, وتناشده ضرورة العدول عن قرار الاستقالة!!
,, يتراجع خطوة حيث يعلن موافقته على ادارة دفة شئون النادي وتسيير مصالحه استجابة لتلك الجماهير الحاشدة التي ترى حسب وجهة نظرة انها لن تجد بديلاً مناسباً له!! فهو الرئيس المنتظر من عشرات السنين,, وهوالرئيس الذي لم يأت من قبله او بعده رئيس تتوفر فيه المواصفات والشروط المطلوبة!!
,, هو الرئيس الذي لم يذق ناديه طعم البطولات إلا خلال عهده الزاهر حتى وإن لم يحتل فريقه المرتبة الثالثة في اي مسابقة رياضية وفي كافة المستويات!!
,, هو الرئيس الذي نجح في قيادة ناديه الى شاطىء الأمان,, حتى ولو كان ذلك النادي في بطن وادٍ أو على سفح جبل!!
,, كم نحن عاطفيون جداً والى درجة لايعلم بها سوى الله,, كرماء ومتفوقون بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف الاولى والى العاشرة في الاحتفاء بمقدم رئيس يصبح هو الكاسب وناديه الخاسر!!
,, لم نتعلم بعد الامساك بالعصا من الوسط ولانعرف شيئاً اسمه شعرة معاوية,, واعتقد اننا لانجيد سوى لغة واحدة هي عزف لحن الاشادة والمديح الزائف لأولئك الذين يتكرمون على انديتنا الرياضية - واقول - البعض منهم,, إذ ان من بين هؤلاء رؤساء افاضل ساهموا في اثراء الحركة الرياضية.
,, لكن المشكلة تكمن في عدد تمكن من دخول الاندية من غير ابوابها,,, ولا همّ لهم سوى تحقيق نجاحات ومكاسب شخصية,, وابرزها التمتع بهذا الضوء والبريق الاعلامي,, والذي لم يكن يتوفر له او يستطيع الحصول عليه,, لو لم يتقدم بطلب الفوز بمقعد الرئاسة!!
,, حينما سطع نجم الرئيس في مستهل الايام الاولى من رئاسته,, كان يردد مقولة الرئاسة مسئولية,, الكرسي تكليف وليس تشريفا!!
,, وبعد ان حقق اهدافه غير المعلنة وذاق طعم العسل,, لم يتذوقه فحسب وانما التهمه!! قرر الانفصال وطلب الاحالة للتقاعد بحجة ان ظروفه العملية لاتسمح له بالمواصلة,, فالنادي يعيش ازمة مادية ويعاني اوضاعاً متدهورة,, وفي مقدمتها عزوف اعضاء الشرف,, وعدم تواجد اعضاء مجلس الادارة,, ثم لايتردد هذا الرئيس مرة اخرى عن التبجح المكشوف بأنه قد اعلن حالة افلاسه نتيجة انفاقه المستمر على ناديه,, ولايمانعه حياء او خجل من ان يقول بأنه صرف ثلاثة أو اربعة ملايين من ثروته دون مقابل في الوقت الذي تطالع فيه التقرير المالي لهذا النادي في ختام السنة المالية دون ان يثبت شيئا من هذا القبيل,, وان كان قد دفع مبلغاً معيناً في مناسبة ما,, وان كان مائة ريال فإنه سوف يكافح من اجل استرداد حقه بمجرد وصول الاعانة السنوية او دخل مباراة جماهيرية كتلك التي يلعبها فريقه مع فريق أزرق اللون يمضي قدماً والبقية تسير من خلفه!!
,, ان مسار الحركة الرياضية في بلادنا الذي يأخذ مجراه الصحيح يتطلب من كافة مقومات تلك الحركة بما فيها ادارة الاندية الرياضية العمل وفق اساليب وخطوات بناءة ومثمرة لا مجال فيها للتلاعب ورفع شعار هوّنت لذا فإن المطلوب اجراء عملية غربلة لشروط الفوز بمنصب الرئيس او حتى عضوية مجلس الادارة,, والأكثر اهمية اتخاذ قرار بحق أي ادارة تود الرحيل ان تقوم بتسليم النادي خالياً من اي ديون والتزامات مالية تجاه الغير,, ولعل هذه المشكلة تعتبر هي الاسوأ حالياً بتاريخ الأندية وتوصف بأنها قنبلة موقوتة تنذر بالخطر القادم,, وتلك هي التي تؤرق مضاجع الكثير من اعضاء مجالس ادارات الاندية ويأملون صياغة حلول سريعة وعاجلة بحيث يتحقق الأمان النفسي والذي يدفعهم للابداع والانتاج بصفة أفضل.
كما انه من المفترض ان يتخذ على الرئيس إقرار بعدم التخلي عن منصبه لمدة زمنية محددة إلا بموجب ظروف قاهرة تقتنع بها الجهة المسئولة بدلاً من الوضع الحالي,, فالرئيس الجديد يوافق اليوم ويستقيل غداً,, ويتراجع بعد غد,, ويكرر هذه اللعبة عدة مرات على مدار العام الواحد,.
وسامحونا!!
ل جار الله الحميد فقط!!
ادرك جيداً واعرف حق المعرفة,, ان نادي الجبلين رمز وعنوان اندية الشمال منذ تأسيسه كان ولايزال بمثابة مدرسةتربوية تساهم في صناعة وبناء شخصية الانسان,, وهذه حقيقة ليست بحاجة الى شهادة قلمي المتواضع!!
وحينما يؤكد الزميل العزيز الاستاذ جار الله الحميد بمقالته يوم السبت الثالث من الشهر الحالي,, العدد 9669 تحت عنوان (ليس لالعلولا فقط!!) ان الجبلين بصدد وضع استراتيجية طويلة المدى وعلمية وعقلانية لتسيير أمور النادي حتى عشرين عاما قادماً بمنتهى القوة والصلابة والتألق,, فإن هذه البشرى التي زفها الزميل الحميد انما تثير في نفوسنا جميعاً مشاعر الفخر والاعتزاز,, فالجبلين الكيان الذي مرت به ظروف عاصفة,, وأزمات كادت ترمي به لعالم النسيان,, سيكون قادراً ومتمكنا من النهوض والعطاء والمشاركة في دفع مسيرة الحركة الرياضية والشبابية,,وذلك بما يضم هذا النادي في رحابه من رجالات اكفاء مؤهلة جداً لكتابة فصول نجاح نادٍ كالجبلين.
والحقيقة التي اعتقد ان الزميل جار الله يجب ان يدركها انني,, ويشهد الله,, لست مع هذا النادي,, اوذاك,, وضد النادي الآخر!! وليست المسألة كما يتصورها من باب الفزعة والتشجيع فتلك مهمة تتطلب مواصفات معينة,, اعترف انني لا أمتلكها!!
,, هناك نقطة اخرى أجزم انها لا تغيب عن فكر الزميل العزيز,, وهي انه ليس بالضرورة على الكاتب ان يعلق على حدث وقف شاهداً على تفاصيله,, ثم ان ماجرى في مباراة طائرة الجبلين والنخيل هو بالتأكيد سلوك مرفوض جملة وتفصيلاً,, فالرياضة بشعارها الجميل,, محبة واخاء يجب ان تبقى هكذا ول - نشجع - النشء على سلوك هذ التوجه كما نعلن الرفض لمن يحاول الخروج على تلك القيم والمبادىء سواء من نادي الجبلين او نادٍ صغير النخيل او كبير كالهلال والنصر,.
,, ثم نقطة اخرى جاءت ضمن مقالة الزميل الحميد وهي - بأثر رجعي - حيث استشهد بمقالة سابقة تحدثت فيها بتقدير واعجاب عن فحوى مقال كتبه من قبل بخصوص الضائقة المالية بنادي الجبلين,, وهي معاناة تعيشها معظم الاندية - الا من رحم ربي - واجزم انني لست مسئولا عن - سوء فهم - البعض عن ذلك الطرح لابعاد قضية مطالبة اعضاء الشرف بتقديم العون والدعم المادي,, وأكرر بأن القضية لم تكن خاصة بالجبلين ياعزيزي,,, فهي تحمل صفة العمومية!!
وأخيراً,, فإنني لن ابادل الزميل العزيز التحية بمثلها فأقول هذا اسلوب عدواني,, وهذا كاتب غير متميز,,, تلك هي اراؤه,, ولا اعتقد انها تمثل رأي الاغلبية,.
وختاما,, أنشد كل الحب والتقدير للزميل العزيز جار الله الحميد,, ودعواتي بالتوفيق للجبلين متمنياً له بلوغ أرقى مراتب المجد والعزة,, وسامحونا!!
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
ساحة الرأي
الرياضية
الطبية
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير