البانيا - واشنطن - الوكالات
افاد لاجئون من البان كوسوفو وصلوا ليل الاربعاء الخميس الى معبر مورينا الحدودي في البانيا ان القوات الصربية تجبر سكان بعض الاحياء في بريشتينا على مغادرة منازلهم وتنقلهم بالقوة الى الحدود مع البانيا.
وحسب شهادات متطابقة تم استقاؤها من عدد من الاشخاص في فترات متقطعة فان الشرطة والمسلحين الصرب اقتحموا منازل الالبان في احياء مختلفة من بريشتينا كبرى مدن كوسوفو وامروهم بالتجمع بشكل عاجل امام محطة السكك الحديد.
وأكد الشهود انه كان في انتظارهم في المحطة باصات يقودها سائقون من المدنيين الصرب اقتادوهم في موكب تتقدمه مدرعة تابعة للشرطة الى منطقة تبعد بضعة كيلومترات عن الحدود الالبانية بعد عبور مدينة بريزرين.
واحتشد مئات الاشخاص بينهم عدد كبير من سكان بريشتينا عند المركز الحدودي واكدوا ان الاف اللاجئين الآخرين يتبعونهم.
وروى انفير دودا 26 عاما لقد خلعوا الباب وامهلونا خمس دقائق لمغادرة المنزل تحت التهديد بالموت .
وافاد الشهود ان الاف اللاجئين كانوا ينتظرون تحت المطر على الطريق التي تصل الى البانيا في صفوف تمتد على كيلومترات اما بالسيارات الخاصة او على متن مقطورات او حتى سيرا على الاقدام لعبور الحدود.
وقد اعلنت المفوضية الاوروبية للعمل الانساني ايما بونينو من البانيا ان مرحلة جديدة من الازمة الرهيبة المستمرة منذ العام 1991 بدأت في كوسوفو.
وقالت بونينو خلال زيارة قصيرة الى مركز مورينا الحدودي في شمال البانيا الذي يعبره معظم اللاجئين من كوسوفو لقد رأيت مشاهد من هذا النوع منذ العام 1991 فوكوفار وغوراجدي وسربرينيتشا وتوزلا وسراييفو كفى هذا يكفي .
واضافت انه من دون مساعدة دولية كبيرة لن يستطيع الالبان الصمود, وهذا يعني اذا استثنينا الفوضى الحاصلة ان بالامكان الاهتمام بأمر مائة الف شخص (العدد التقريبي للاجئين الى البانيا) لكن المأساة هي المليون شخص الذين لا يزالون في الجانب الآخر اولئك الذين طردوا من ديارهم كم من الوقت يلزم قبل ان يخل ذلك بالتوازن القائم هنا ايضاً ,وقالت بونينو ان جميع الذين يدخلون لا يحملون اوراق هوية ولا جوازات سفر, مضيفة يجب ايجاد حل مؤقت لكي يستطيعوا ان يثبتوا لاحقاً انهم قدموا من كوسوفو.
وتصادر الشرطة الصربية عند المعابر الاوراق الثبوتية التي يحملها الاف الاشخاص من ضحايا عملية التطهير العرقي التي باشرتها بلغراد في كوسوفو منذ بدء غارات حلف شمال الاطلسي.
وحسب منظمة الأمن والتعاون في اوروبا فان حوالي مائة الف شخص عبروا خلال الايام الأخيرة معبر مورينا الحدودي وحده قبل ان ينقلوا الى مناطق مختلفة في البانيا.
وفي واشنطن احتشد مئات المتظاهرين الالبانيي الاصل امام البيت الابيض لمطالبة الرئيس بيل كلينتون بانقاذ كوسوفو مرددين الولايات المتحدة الولايات المتحدة .
ولوح المتظاهرون الذين توافدوا بالحافلات من بضع ولايات شرقية بالاعلام الالبانية والاعلام الامريكية ورفعوا لافتات كتب عليها اوقفوا الابادة في كوسوفو وميلوسيفيتش، هتلر الثاني والصرب قتلة الاطفال وسلحوا جيش تحرير كوسوفو .
وقال ايلير زيركا المسؤول في المجلس الوطني الالباني - الامريكي نحن هنا لنعرب عن دعمنا لرئيس الولايات المتحدة وتحرك حلف شمال الاطلسي في كوسوفو ولنطلب منه ايضا تكثيف تحركه لانقاذ كوسوفو الآن .
واحرقت مجموعة من المتظاهرين العلم اليوغسلافي.
وصرح عدد من مندوبي الجالية الالبانية الامريكية المشاركين في التظاهرة انهم يتخوفون من الأسوأ في كوسوفو حيث اقتيد عشرات الالاف من الرجال بالقوة الى معسكرات التعذيب وقتل كثيرون منهم .
ثم استقبل الرئيس بيل كلينتون عدداً من منظمي التظاهرة واكد لهم ان الولايات المتحدة لا يمكن ان تخسر معركة كوسوفو ونقل عنه عيني مصطفى رئيس المجلس الوطني الالباني الامريكي قوله يجب ان ننتصر .
وخلال اللقاء الذي استغرق خمس عشرة دقيقة شكر منظمو التظاهرة الرئيس الامريكي على تدخل الحلف الاطلسي والمساعدة الامريكية العاجلة الى اللاجئين وطلبوا منه ايضا ارسال قوة برية الى كوسوفو في اقرب وقت ممكن وتسليح جيش تحرير كوسوفو.
ورغم ان مصطفى اكد ان الرئيس كلينتون لم يستبعد هذين الخيارين قال المتحدث باسم البيت الابيض دايفيد ليفي ان الرئيس الامريكي لا ينوي اطلاق تدخل بري.
المحكمة الجنائية الدولية
تحذر ميلوسيفيتش
بعثت المدعية الخاصة بيوغوسلافيا في المحكمة الجنائية الدولية لويسي اربور يوم امس الاول رسائل للعديد من المسؤولين الحكوميين اليوغسلاف بينهم الرئيس سلوبودان ميلوسيفيتش تحذرهم فيها بأنهم سيكونون مسؤولين عن اي جرائم حرب يمكن ان تكون جارية حالياً في كوسوفو.
وجاء في تلك الرسائل ان حكومات الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا بالاضافة الى حلف شمال الاطلسي الناتو قد اوضحوا انهم بالفعل قرروا تبادل جميع الأدلة والمعلومات حول جرائم الحرب وانهم يأخذون الأمر مأخذ الجد.
ويذكر ان المدعية لويسي اربور كانت هي المسؤولة عن التحقيقات التي جرت في جرائم الحرب في البوسنة وكرواتيا.
عنان منزعج من السياسة
القمعية الصربية
عبر الأمين العام للامم المتحدة كوفي عنان عن انزعاجه وغضبه الشديد من الانباء التي تحدثت عن الابادة الجماعية الواسعة والتهجير التي تقوم بها القوات الصربية في كوسوفو.
وابلغ عنان المراسلين يوم امس الاول في الامم المتحدة ان ما يزعجه اكثر هو الاعمال الوحشية التي تجري هناك مضيفاً ان المدنيين الابرياء هم الضحايا الحقيقيين لهذه الحرب.
واشار عنان الى ان الامم المتحدة خاصة المفوضية العليا للاجئين ستفعل كل ما في وسعها لتقديم المساعدة لهؤلاء اللاجئين.
وقد جاءت تصريحات عنان في اعقاب بيان من الناطق باسمه دعا فيه الامين العام المجتمع الدولي الى تقديم مساعدات مالية وعينية عاجلة للدول التي تستقبل حالياً افواج اللاجئين من كوسوفو واكد البيان على ضرورة ان تتضمن اي تسوية للمشكلة عودة هؤلاء اللاجئين الى ديارهم واصفاً الفظائع التي يرتكبها الصرب بأنها انتهاك فاضح لحقوق الانسان.