* نيويورك - (الامم المتحدة) - أ,ف,ب
تعرضت الامم المتحدة للتهميش من قبل حلف شمال الاطلسي في حرب كوسوفو بسبب انقسامات الدول الكبرى في مجلس الامن مما اعاد الى الاذهان المواجهة القديمة بين الشرق والغرب.
فقد بدأ الحلف العسكري الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة حملة قصف جوي واسعة النطاق لاهداف عسكرية يوغوسلافية لارغام بلغراد على وضع حد لعمليات القمع في كوسوفو وقبول خطة السلام الدولية.
لكن حلف شمال الاطلسي اعفى نفسه من الحصول على اذن صريح من مجلس الامن الدولي الذي ينص ميثاق الامم المتحدة على انه يتحمل المسؤولية الرئيسية للحفاظ على السلام والامن الدوليين .
واكدت روسيا، وهي الحليف الرئيسي لبلغراد وكذلك الصين، بوضوح ان اللجوء الى استخدام القوة من قبل حلف شمال الاطلسي يشكل انتهاكا فاضحا لميثاق الامم المتحدة.
وقال سفير سلوفينيا دانيلو ترك لوكالة فرانس برس كالعادة وجد مجلس الامن نفسه مهمشا بسبب الخلاف بين اعضائه الدائمين .
يشار الى ان سلوفينيا الجمهورية اليوغسلافية السابقة التي استقلت عام 1991 هي حاليا احدى الدول الاعضاء غير الدائمين في مجلس الامن.
ومنذ بداية الازمة اظهر مجلس الامن عجزا عن اتخاذ موقف، اما بالسماح بشكل صريح بالغارات واما بوقفها لانه وجد نفسه مشلولا بعودة الانقسام القديم بين الشرق والغرب وقد اصطفت الدول الاسلامية في المجلس وبينها ماليزيا التي تنتقد عموما الولايات المتحدة الى جانب الدول الغربية تضامنا مع الالبان المسلمين.
وبيّن الاعضاء ال 15 في مجلس الامن هناك خمس دول اعضاء في حلف شمال الاطلسي ثلاث منها تملك حق النقض (الفيتو) بصفتها دول دائمة العضوية في المجلس (الولايات المتحدة، فرنسا وبريطانيا).
وقد نجحت هذه الدول الاسبوع الماضي في افشال مشروع تقدمت به روسيا يطالب بالوقف الفوري لغارات حلف شمال الاطلسي على يوغسلافيا.
لكن خلال الشهور الاخيرة كانت موسكو وبكين هما اللتان هددتا باستخدام حق النقض في مواجهة اي قرار يعطي ضوءا اخضر لحلف شمال الاطلسي للتدخل في كوسوفو, وقال سفير كندا في الامم المتحدة روبيرفولير لوكالة فرانس برس ان المجلس منقسم بشكل عميق ويبدو انه منقسم بشكل لا يمكن تجاوزه .
وشدد فولير على ان ارادة اتخاذ مواقف متصلبة ورفض التسويات واللجوء الى استخدام حق النقض هي الحقيقة السائدة في المجلس .
واضاف انه في هذه الظروف من الصعب رؤية كيف يمكن للمجلس ان يكون مفيدا .
من جهته تبنى الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان الذي دعاه وزير الخارجية اليوغوسلافي زيفادين جوفانوفيتش الى العمل بشكل عاجل على وقف عدوان حلف شمال الاطلسي موقفا غير حاسم في الموضوع,وكان من غير المحتمل ان يصل نداء بلغراد الى اسماع عنان الذي اوضح انه لا يستطيع العمل الا اذا اتخذ مجلس الامن موقفا موحدا.
وبعد بدء الغارات ارسل عنان رسالة مزدوجة برر فيها من جهة عمل حلف شمال الاطلسي واعرب في الوقت نفسه عن الاسف لانه لم تتم استشارة مجلس الامن قبل شن الغارات.
لكن السفير البريطاني جيريمي غرينستوك يؤكد انه من الضروري التوقف عن ذرف الدموع والتباكي على عجز مجلس الامن ,وقال غرينستوك لوكالة فرانس برس ان مجلس الامن لا يمكنه ان يعمل في الوضعيات الاكثر صعوبة الا بالادوات التي تقدمها له الدول الاعضاء .
واضاف انه عندما لا تنصاع حكومات متمردة مثل حكومتي صدام حسين وسلوبودان ميلوسيفيتش للقواعد الدولية والقرارات، عند ئذ يجب القيام بشيء ما .
لكنه شدد على ان مجلس الامن يجب ان يكون موحدا للقيام بذلك واذا كانت هناك وجهات نظر متعارضة فمن الصعب عندئذ التقدم .