Friday 2nd April, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الجمعة 16 ذو الحجة


نور الحق
الإنترنت في خدمة الدعوة الإسلامية
يكتبها بالنيابة: د, مساعد بن ابراهيم الحديثي *

الحمد لله وحده والصلاة علىمن لا نبي بعده اما بعد
فإن امة محمد - صلى الله عليه وسلم - هي خير الامم قاطبة وهذا ثابت في نصوص محكمة، لكن هذه الخيرية مشروطة بأن تؤدي الامة الاسلامية رسالتها في دعوة الناس الى الحق وامرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر وفقا لمقتضيات ايمانها قال تعالى: (كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)، سورة آل عمران الاية 110.
فالدعوة الى الله واجب الامة كلها باجمال اما بصفة خاصة فإنها مسؤولية العلماء والدعاة يدعمهم ولاة الامر بما حباهم الله من سلطان ويمدهم اهل البر والاحسان بما افاء الله عليهم من فضله لمؤازرة المعوزين واقامة المساجد والمدارس وغيرها من المنشآت التي تنفع المسلمين في دنياهم واخراهم.
وتبعا لمنهج سيد المرسلين - صلى الله عليه وسلم - بذل المسلمون - ولاسيما في القرون الثلاثة المفضلة - كل ما في وسعهم في خدمة الدعوة ونشر الدين واتبعوا كل السبل المشروعة والممكنة.
وما من ريب في ان وسائل الاعلام في وقتنا الحاضر تعد من انفع الوسائل في ابلاغ العالمين رسالة الاسلام وبخاصة في ظل ثورة المعلومات والاتصالات التي جعلت العالم كله شبه قرية الكترونية صغيرة.
وتعد الشبكة العالمية للمعلومات (الانترنت) احدث الوسائل الحديثة للاتصال ونقل المعلومات فهناك اكثر من 120 مليون مشترك فيها حتى الان ينتشرون في جميع انحاء المعمورة.
والاتصال بواسطتها سهل وميسور من النواحي العلمية والمادية وهو اتصال مفتوح لا تسيطر عليه فئة معينة ولا دولة بذاتها,, واذا كانت المبادرة الى الدعوة واجبة ابتداء فإن واقع العالم اليوم بعامة وواقع (الانترنت) بخاصة يجعل ذلك الواجب اكثر الحاحا,, فما من تيار فكري هدام او نحلة فاسدة او دين منحرف الا وله موقع - بل مواقع - على (الانترنت) يبث بواسطتها ضلالاته وسمومه في العالم ,, ويركز كثير من تلك المواقع على تشويه صورة الاسلام وتحريف تاريخه، واثارة الشبهات الزائفة حوله.
وادراكا من وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد لهذه الحقائق وقياما منها بمسؤوليتها في مضمار الدعوة الى - الله تبارك وتعالى - انشأت الوزارة موقعا لها على (الانترنت) كلف مركز البحوث والدراسات الاسلامية في الوزارة بالتخطيط له وتنفيذه والاشراف عليه بعد التشغيل لتحديثه باستمرار والرد على استفسارات زوار الموقع وبتعاون العلماء والدعاة والمفكرين والمختصين بالحاسوب من داخل المركز وخارجه.
والهدف من هذا المشروع الرائد - وفقا لتوجيهات ولاة الامر - حفظهم الله - يتلخص في الدعوة الى الدين الاسلامي الحنيف وعرض حقيقته ومحاسنه على الناس كافة وإيضاح حاجة البشرية المضطربة اليه لتسعد في الدارين ان اتبعت منهاجه وسلمت اليه زمامها.
وتحت هذا الهدف الرئيسي يندرج الاهتمام بتوعية المسلمين وتعليمهم شؤون دينهم مع مزيد عناية بالمسلمين الجدد,, وكذلك دحض الشبهات التي يثيرها الحاقدون على الاسلام عقيدة وشريعة وقيما ورجالا وتاريخا.
ومما سيسعى اليه موقع الوزارة - بإذن الله - الاسهام في تضامن المسلمين وجمع كلمتهم على الحق بالاضافة الى استكتاب اهل الذكر من علماء ومفكرين ودعاة,, كما سيقدم صورة امينة لواقع المملكة العربية السعودية باعتبارها البلد الاسلامي النموذج في العصر الحديث فهي مهبط الوحي وتتشرف بخدمة الحرمين الشريفين وتنطلق في جميع نظمها وعلاقاتها من الكتاب والسنة,, وفي نطاق ذلك يتم التعريف بجهود وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد ومجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف ومركز البحوث والدراسات الاسلامية واصدارات كل منها.
وقد اعدت مادة الموقع - مبدئيا - باللغتين العربية والانجليزية ويمكن لزوار موقع الوزارة طرح استفساراتهم على المختصين كما سيفتيهم العلماء الثقات في كل ما يرغبون السؤال عنه من احكام دينهم.
اسأل الله - عز وجل - بأسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يجزي خير الجزاء كل من اسهم وسوف يسهم في انجاز هذا المنبر الدعوي المتميز,, وان يوفق العاملين المخلصين من اجل رفعة الاسلام ونصرة المسلمين,, انه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه,, وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
* المدير العام لمركز البحوث والدراسات الاسلامية بوزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
المتابعة
أفاق اسلامية
لقاء
عزيزتي
المزهرية
الرياضية
تحقيق
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved