Friday 2nd April, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الجمعة 16 ذو الحجة


كم نحن مفرطون

الحمد لله والصلاة على رسول الله,, وبعد
فإن الإنسان في هذه الحياة ماض في طريقه الى الله جل وعلا فمنذ أن يولد الى أن يموت وهو يقطع مسافات الحياة حتى يصل الى المصير المحتوم إما الى الجنة وإما الى النار والعياذ بالله.
هذه المقدمة أود أن اصل من خلالها الى سؤال مهم وهو: ما هي الأمور التي تؤدي به الى الجنة التي يطمح فيها كل إنسان؟
الطريق الى الجنة واضح ويسير على من يسره الله عليه وهو طريق الطاعة لله جل وعلا، اذاً فيجب على الإنسان ان يستزيد في هذه الدنيا من الحسنات وألا يفرط في أي شيء يقربه الى الله,,ولكن المشكلة الآن هي التفريط في القربات والحسنات والأجور المضاعفة حيث اصبح كثير من الناس في هذه الأزمنة يزهدون في الأجر زهدهم في أهون الأشياء عندهم من متاع الدنيا، بل وأصبح بعضهم يتجرأ على المعاصي فضلا عن التفريط في القربات وكأنهم ضمنوا ما تكون عليه آخرتهم والتفريط أصبح شائعا بين الناس حتى بين من تتوسم فيهم الخير والصلاح ولنعرض أنفسنا على ميزان دقيق، تعال نتأمل هذا الحديث لنعلم هل نحن من المفرطين أم لا؟
فعن أبي ذر رضي الله عنه: ان ناسا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم يارسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول أموالهم قال: أو ليس قد جعل الله لكم ما تصدقون: إن بكل تسبيحة صدقة وكل تكبيرة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن منكر صدقة، وفي بضع أحدكم صدقة,, قالوا يارسول الله أياتي احدنا شهوته ويكون له أجر قال أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر؟ فكذلك اذا وضعها في الحلال كان له أجر .
هل عرفت ياابن آدم كم أنت مفرط ممض الساعات الكثيرة من غير ذكر الله بتسبيح او تكبير او تهليل أو تحميد، تمر على تاركي الطاعات فلا تحرك ساكنا ولا تأمرهم بالمعروف، تمر بأصحاب المنكر فلا تنكر ولا تبدي النصيحة، وانظر الى الفضل العظيم والرحمة الواسعة من ذي الفضل والكرم يقضي الإنسان وطره ويأتي شهوته المحببة الى نفسه والتي يتشوق لها ويتطلع اليها ومع ذلك يؤجر على فعلها ويكون له بها صدقة،فضل عظيم ولكن كم نحن مفرطون؟
خميس بن عبدالرحمن الزهراني
رئيس هيئة محافظة القنفذة

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
المتابعة
أفاق اسلامية
لقاء
عزيزتي
المزهرية
الرياضية
تحقيق
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved